ان عشت فعش حرا وان مت فمت كالأشجار وقوفا ابوعلي شاهين

0
2010

كتب هشام ساق الله – ان عشت فعش حرا أو مت فمت كالأشجار وقوفا هذا ما عقد العزم عليه المناضل والقائد المفتحاوي الكبير عبد العزيز شاهين ابوعلي حين استشعر باقتراب الاجل طلب من ابنائه اعادته الى غزه كي يموت فيها بكرامه بعيدا عن المساومات والابتزازات وتغيير المواقف المبدائيه التي عاش فيها ومن اجلها .

 

ابوعلي شاهين رجل يتحدى الالم والمرض ويقاومه بشراسه كبيره التقيته في غرفة العنايه المركزه في مستشفى الشفاء قبل اسبوعين تقريبا وكادت الدمعه ان تفر من عيني حزنا والما على المه ولكنه يكابر ويتحدى المرض ويرفع من معنويات زواره ولازالت كلماته الثوريه التي تعلمناها منه ونحن ببداية الالتحاق لحركة فتح وكبرنا على كتاباته وادبياته الثوريه هي هي لاتتغير .

 

زرته عدة مرات خلال فترة مرضه الاخيره وكل مره يزداد هذا الرجل بعيني ويكبر واتعلم منه في كل مره التقيه كيف يكون الاصرار والاختلاف والتحدي حقا انه من جيل القاده العمالقه في تاريخ الحركه يحفظ تاريخها وحوادثها ويعرف كل الاسماء والمسميات ولديه وجهة نظر في كل موقف وحدث ويقول كلمته عند السلطان الجائر بشجاعه ورجوله .

 

ابوعلي شاهين عاد لينتظر موعد لقاءه مع الموت والرحيل بعد هذه التجربه الطويله من النضال الفلسطيني منذ ان استشهد والده في بشيت ذبحا وهو يقاتل ضد المستعمرين الصهاينه ويدافع عن وطنه ليولد يتيم الاب ومشردا الى مخيمات اللجوء في رفح وبعد عدة سنوات يستشهد اعمامه الخمسه في مذبحة ارتكبها العدو الصهيوني بحقهم ودفنوا جميعا في قبر واحد معروف في رفح .

 

ابوعلي شاهين هذا القائد المناضل تعلم من تجربته العائليه وشكلت ماساته الخاصه وماساة شعبنا الفلسطيني المهجر اراضيه بداية قاعدتة الارتكاز الثوريه لكي يبقى بثوره مستمره لا يساوم فيها ابدا ولايهادن وليتخرج ويحصل على دبلوم صيدليه لعدم استطاعته التخرج كصيدلي ليعمل في شرق السعوديه بالجزء القريب من دولة قطر في احدى الصيدليات الحكوميه وليكون قريب من الفكره التي امن فيها وعشقها وهي تحرير فلسطين من خلال حركة فتح حيث كان من الاوائل الذين التحقوا في صفوف الحركه .

 

ابوعلي شاهين حمل البندقيه وتلقى تدريبه العسكري منذ بداية التحاقه في صفوف حركة فتح وترك وظيفته وعمله بعد الانطلاقه لكي يعمل ضمن الفدائيين الفتحاويين الذين يجتازوا الحدود ليلتحموا مع الكيان الصهيوني وليكون مع الشيهد القائد ياسر عرفات ضمن الدوريه القياديه التي استقرت بالوطن وقامت بعمل قواعد ارتكازيه للحركه من اجل شن عمليات ضد الكيان الصهيوني.

 

ابوعلي شاهين تولى قيادة الحركه في جبال الخليل مطاردا في جبالها من كهف لكهف ومن جبل لجبل يتواصل مع الفدائيين والمطاردين امثال باجس ابوعطوان وغيرهم من المقاتلين الذين بقوا بتلك الجبال يقاموا الاحتلال حتى تم اعتقاله في سجون الاحتلال الصهيوني وحكمت المحكمه الصهيونيه عليه بالسجن لمدة 15 عام .

 

ابوعلي شاهين يدخل معترك الاسر ويقود الحركه الاسيره ويكتب ادبياتها جميعا فهو رجل يحمل فكر وعلى تماس مع الذين انطلقوا بهذه الحركه وحول كل هذا الى فكر وادبيات ومسلكيات ونضال جديد من نوع اخر كان القائد على مستوى كل السجون والمعلم والاخ وخاض معارك الامعاء الخاويه وتم ترحيله وعزله من زنزانه لاخرى ومن سجن لاخر وفي كل مره كان يتم تحطيم ضلوعه وعلاجه ليعود من جديد ليقاوم الاحتلال وبطريقته الخاصه .

 

امضى ابوعلي شاهين فترات اعتقاله وتم اطلاق سراحه ليعود الى غزه وتفرض عليه قوات الاحتلال الصهيوني الاقامه الجبريه وتمنعه من مغادرة رفح وعليه ان يقوم باثبات وجوده في مركز للقوات الجيش الصهيوني صباحا ومساءا ومحدد الشارع الذي يمر منه هذا المناضل الكبير ليجتاز الحدود ويجول مدن الوطن في الفتره مابين اثبات الوجود لينشر فتح في كل الوطن ويشبك كل ابناء الحركه مع بعضهم البعض لتكون الشبيبه وهي اقصر الطرق حسب وجهة نظر المناضل الكبير ابوعلي شاهين لاجتثاث الاحتلال الصهيوني والانتصار عليه .

 

ابوعلي شاهين ابعدته قوات الاحتلال الى الدهنيه وهي منطقة تحت السيطره الصهيونيه وسط كم كبير من العملاء والخونه الذين يعملوا مع الكيان الصهيوني في ظل ظروف حياتيه صعبه وبيت منعزل يفتقر الى ادنى متطلبات الحياه ولكنه يستطيع ترويض هؤلاء العملاء وواستخدامهم من اجل ان يوصلوا مايريد الى الخارج واقنع الكثير منهم للعوده الى حضن الشعب الفلسطيني بعيدا عن براثن العماله والخيانه .

 

ويصدر قائد الجيش الصهيوني امر بابعاد القائد المناضل الكبير ابوعلي شاهين الى خارج الوطن ليتم ابعاده الى الاردن عبر وادي عربه ليعود ويمارس نشاطه من جديد على الساحه الاردنيه ليعود ويعتقل ويبعد الى العراق ومن ثم ينتقل الى لبنان ليتم تعينه مسئول سياسي عن الجنوب اللبناني وقائد للحركه هناك .

 

ابوعلي شاهين يقود القوات الفلسطينيه وينتصر على الكيان الصهيوني في معركة مغدوشه التي قادها القائد الشهيد عبد المعطي السبعاوي ولايسمح لدبابات العدو الصهيوني بالتقدم ولو خطوه واحده وتنتصر الاراده الفلسطينيه ليعود ويخرج ويستقر من جديد في تونس .

 

ابوعلي شاهين هذا المناضل الكبير الذي يحمل فكر وفهم ثوري لم تغيره التكتيكات ولا الفلسفات المختلفه فهو لازال يتحدث عن الكفاح المسلح والنضال والوحده الوطنيه والتنظيم القائد الفتحاوي بعيدا عن كل ماشابه من شوائب ولازال يبشر بالانتصار على هذا الكيان الصهيوني الغاصب ويتحدث بنفس اممي وثوري ولكن بطريقه فلسطينيه تتوافق مع تجربته النضاليه الرائعه .

 

ابوعلي شاهين عملنا مع وهو قائد للجنة غزه الذي ادار العمل التنظيمي طوال الانتفاضه الفلسطينيه الاولى وكان الرجل الاول فكرا وقولا وعملا ونضالا وهو المسئول امام الشهيد ياسر عرفات عن تصعيدها واستمرارها حتى الانتصار هذا الرجل الذي لايلين ولايهدا ولايتوقف عن الحديث والتنظير والتاكيد على قيادة حركة فتح للمشروع الوطني وبحتمية انتصارها .

 

ابوعلي شاهين هذا المناضل الكبير الذي عاد متاخرا الى الوطن بعد اشهر من عودة السطله الفلسطينيه لتحتجزه قوات الاحتلال على المعبر وترفض ادخاله الى اول الوطن وكان قد صرح انه لن يدخل الا وبندقيته على كتفه وبعد جدال ونقاش وحوار عاد ابوعلي الى الوطن ليعود للعمل في تنظيم فتح ضمن اللجنه الحركيه العليا لحركة فتح في قطاع غزه.

 

وحين تم اجراء الانتخابات التشريعيه الاولى يفوز ابوعلي شاهين كعضو بالمجلس التشريعي الفلسطيني ويتم ترشيحه لكي يكون وزير التموين الفلسطيني الاول ويمارس مهامه الحكوميه والنضاليه بان واحد وموقعه كوزير لم يغيره فمكتبه كان دائما مفتوح يستقبل المناضلين والمراجعين ولاتشعر بانه وزير فهو كان وسيظل مناضل واسير محرر وقائد شعبي من طراز فريد من نوعه .

 

حين انعقد المؤتمر السادس لحركة فتح قرر عدم الترشيح لاي مهمه تنظيميه وكان طوال جلسات المؤتمر الموجه والمنتقد والحامي للنظام الاساسي وترك الفرصه للتلاميذه وعناصره وابناءه في داخل الحركه لياخذوا دورهم ومكانتهم فهو لايتواني عن قول موقفه والجهر به امام أي من كان هكذا هو ابوعلي كان وسيظل عنوان للتحدي والبطوله .