كتب هشام ساق الله – عامان مضى على رحيل اسيرها الأول في سجون الاحتلال الصهيوني الأخ المناضل اللواء محمود بكر حجازي هذا المناضل المبدائي الذي عرفناه رجل كل المراحل التاريخية وهذا القائد الوطني والفتحاوي الذي اصر على حضور المؤتمر السابع لحركة فتح على سرير علاجه تم احضاره من المستشفى كي يحضل هذا المؤتمر التاريخي والهام .
انا لله وانا الية راجعون أتقدم باحر التعازي من اسرته ومن جمهور حركة فتح وقيادتها بكل المستويات باحر التعازي لهذا الرجل المناضل والبطل الكبير الذي حكمته قوات الاحتلال الصهيوني بالاعدام ثم تم تحويل اعتقاله الى السجن مدى الحياه وبقي ابن القدس صامد حتى تحرر من سجون الاحتلال الصهيوني أقوم بنشر مقالي الذي كتبته في ذكرى اعتقالة ال 56 في سجون الاحتلال
الاسير المناضل القائد محمود بكر حجازي اول اسير لحركة فتح في السجون الصهيونيه زار قطاع غزه ضمن وفد المجلس الثوري لحركة فتح الذي جاء للاطلاع على الدمار الصهيوني الذي خلفه الاعتداء على قطاع غزه وكان يعج ثوريه وحيويه ونشاط وشباب جاء لزيارة خيمة الاعتصام امام مقر الصليب الاحمر والتضامن مع اهالي الاسرى وزار قطاع غزه وهو يستعيد الذاكره حين وصل الى اول الوطن مع اللواء الشهيد احمد مفرج ابوحميد احضر الى المؤتمر السابع لحركة فتح وكان على فراش المرض ليشارك أبناء الحركه في مؤتمرها .
دائما وابدا كانت حركة فتح طليعة النضال الفلسطيني وهي اول من قدمت الشهيد والاسير والاسيره والجريح والمناضلين والاستشهاديين وشنت اروع العمليات العسكريه بابطالها وبطلاتها ومناضليها وقادت معترك العمل السياسي والعسكري في ان واحد وكانت بوصلة المناضلين في شعبنا الفلسطيني وحين تكون فتح قويه يكون كل التنظيمات الفلسطينيه بعافيه والف خير وحين تعيش الحركه حاله من الجذر يكون هناك ضعف ووهن في الحركه الوطنيه بشكل عام .
لازالت الحركة الاسيره الفلسطينيه منذ بدء النضال الفلسطيني تقدم البطل تلو البطل والاسير تلو الاسير في حكايه تروى عبر الاجيال عن بطولات هؤلاء المناضلين الذين حملوا أرواحهم على اكفهم وسقطوا في ايدي عناصر الكيان الصهيوني وعذبوا وصمدوا وكان طوال الوقت ابطال ولعل اول من بدا تسطير هذه الحكايه بعد انطلاقة حركة فتح هو المناضل البطل محمود بكر حجازي ابوبكر الذي سبقه مناضلين كثر خلال تاريخ ونضال شعبنا وتبعه مسيره بمئات الاف الاسرى لازالوا يسطرون ببطولاتهم ويعيِشون معاناة الأسير الأول.
الاسير المناضل والقائد محمود بكر حجازي من مواليد العام 1936 ولد في مدينة القدس وعاش في حاراتها وازقتها ولازال له اسره كبيره تعيش فيها وهو لا يستطيع الوصول اليها والعيش في حاراتها بعد ان عاد الي الوطن وعمل الى جانب الشهيد اللواء الشهيد احمد مفرج ابوحميد قائد الامن الوطني في المنطقه الجنوبيه ويعيش الان على اطرافها في مدينة رام الله وهو يتمنى ان يدفن فيها وهو الان عضو بالمجلس الثوري لحركة فتح ولواء متقاعد .
حمل ابوبكر بندقية قديمه وصندوق للمتفجرات وكان في حينها ضابط بالجيش الاردني قد تدرب تدريبا عسكريا في عدة دورات هو وعدد من اعضاء حركة فتح من اجل تفجير احد الجسور قرب بلدة بيت جبريل في ارضنا التاريخيه عام 1948 من الجهه الغربيه وذلك يوم 17/1/1965 بعد عملية عيلبون وقد اشتبك مع قوات الاحتلال وامن انسحاب اعضاء مجموعته الخمسه واصيب بجراح وتم اعتقاله وتم اقتياده للتحقيق في داخل احد المواقع العسكريه الصهيونيه .
ويقول ابوبكر عن اعتقاله قائلاً: “كنت الأسير الفلسطيني الأول و الوحيد في سجن الرملة حينها وكان الجنود يحيطون بي من كل جانب وقد تم اعتقالي إثر مشاركتي في عملية نسف جسر بالقرب من مدينة الخليل أدت لمقتل 24 جندياً إسرائيليا في حينه ، وقد تم اعتقالي و أنا مصاب و نقلت لسجن الرملة .
وروى ابوبكر ما تعرض له من تعذيب وضغوط نفسية بالسجون الإسرائيلية منذ اعتقاله وحتى لحظة خروجه، من أجل أن يعترف بمعلومات عن رفاقه فى عملية الخليل إلا أنه ظل صامدا، مشيرا إلى أن فلاسفة وعلماء نفس حضروا التحقيقات للتعرف على شخصيته إلا أنهم لم يستطيعوا اختراقه.
وقال ‘لم يزعجنى حكم الإعدام ولبس بدلة الاعدام الحمراء حتى أنه عندما كان يدخل علي الطبيب الإسرائيلى لم يلحظ أى تغيير على ضغطى العصبى أو النفسى..وعندما سألنى عن شعورى أجبته بأننى وأنا طفل كنت أحب الأرجوحة وحاليا أنا أحب أنا أتأرجح، فى إشارة إلى حبل المشنقة’ وكانت دائما ماثله امامي حكاية ابطال سجن عكا الذين تسابقوا على الموت الشهداء محمد جمجوم وفواد حجازي وعطا الزير .
وأضاف ‘نحن معشر الثوار عندنا الموت والحياة كأسنان المشط..وأننى كنت لأقول نفسى ما هو الفرق إذا مت أمس أو اليوم أو الغد؟.. لقد تساوت عندى الحياة والموت وأصبح لا فرق بينهما لأنه كان يحكمنى قرار واحد هو انتمائى لبلدى فلسطين وكنت أشعر وأنا فى المحكمة الإسرائيلية أن الشعب الفلسطينى واقف أمام جلاديه’.
وتابع ‘طلبت من المحكمة الإسرائيلية طلبين أولهما محام يدافع عنى شريطة ألا يكون من تحت علم إسرائيل والثانى أن يعتبرونى أسير حرب إلا أنهم رفضوهما وحكموا على بالاعدام، ثم انقسمت الحكومة ما بين مؤيد ومعارض للحكم’.
وقال ‘إن جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني وموشى ديان وزير الحرب في حكومة الكيان الصهيوني وغيرهما استقالوا من الحكومة لأنه لم ينفذ الإعدام بحقى.. قائلين إننا لن نجلس على كرسى يفرض عليه (زعيم المخربين) فى إشارة إلى الزعيم الراحل ياسر عرفات إرادته.. حيث هدد أبوعمار وقتها بالثأر إذا تم إعدامى’.
وتابع ‘رفضت بعد ذلك استئناف حكم الإعدام وظللت مرتديا البزة الحمراء 45 يوما ثم جددت الطلبين السابقين، وتمت الموافقة على الأول بينما رفض الثانى، وبمجرد أن وافقوا على المحامى سقط حكم الإعدام’.
أما بخصوص صفقة التبادل التي أفرج عن حجازي خلالها أوضح حجازي قائلاً: “لقد بقيت في السجن لمدة 6 سنوات وتم الإفراج عني يوم 28/2/1971 خلال عملية تبادل أسرى حدثت بيني و بين الجندي الإسرائيلي الأسير “شموئيل فايزر ” الذي كان قد أسر على يد المقاومة الفلسطينية في حينه لمدة 4 سنوات (خلال عملية ما يعرف بالحزام الأخضر ) ، وجرت عملية التبادل في رأس الناقورة جنوبي لبنان”.
وهنا يقف “أبو بكر” بذاكرته ممتناً للقائد الراحل أبو عمار الذي رفض الافراج عن جميع الاسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 52 اسيرا في سجون اسرائيل آنذاك، بل أصر على ان يكون التبادل (أسيراً مقابل أسير) كي يحقق اعتراف “العدو” بالثورة.
تمنياتنا للمناضل ابوبكر الصحه والعافيه وان يتحقق حلمه ويعود الى مدينته القدس ويصلي كل الصلوات في المسجد الاقصى ويوارى في ترابها المقدس كما تمنى دوما هذا المناضل صحاب العفويه والوطنيه والذي لازال يعيش ثوره متقده بالتضامن مع الاسرى والمناضلين ولازال شعبنا كله يذكره على انه الاسير الاول لثورتنا الحديثه .
فتح تنعى ابنها المناضل الكبير محمود بكر حجازي
تنعى حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح” الى كل احرار العالم ابنها المناضل الوطني الكبير واول اسير لحركة فتح في معتقلات الاحتلال الفدائي المناضل اللواء محمود بكر حجازي، الذي فارق الحياة اليوم بعد حياة أفناها في النضال والتضحية خدمة لقضية شعبنا العظيم ودفاعا عن حقوقه.
والمناضل المرحوم بكر حجاري من مواليد القدس العام ١٩٣٦ وعاش الم النكبة عام ١٩٤٨ و شارك في معارك الثورة الفلسطينية في بيروات والدفاع عن القرار الوطني المستقل
هو أسير فلسطيني مُحرّر. يعد أوّل فلسطيني يتبع حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح يقع في الأسر الإسرائيلي أسِر بعد تنفيذه مع مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين عملية لنسف أحد الجسور قرب بلدة بيت جبرين، وذلك يوم 17 يناير 1965 بعد عملية عيلبون، حيث اشتبك مع القوات الإسرائيلية وأمّن انسحاب أعضاء مجموعته الخمسة، وقد أصيب بجراح وقع إثرها في الأسر. حكم عليه في إسرائيلي بالإعدام إلا أن الحكم لم ينفذ. وقد أفرج عنه في تاريخ 28 يناير 1971، بعد عملية تبادل للأسرى (أسير مقابل أسير) جرت ما بين الحكومة الإسرائيلية وحركة “فتح” وأطلق سراحه بموجبها مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي “شموئيل فايز” والذي أسرته حركة “فتح” في أواخر العام 1969م
في عام 2009، فاز بانتخابات المجلس الثوري لحركة فتح المؤتمر السادس الذي عقد في بيت لحم وصار عضوًا فيه
سيرته النضالية كما رواها
يستذكر أول أسير فلسطيني محمود بكر حجازي تجربته الاعتقالية، وكيف نجا من الإعدام قبل 46 عاما، ويفخر بأنه كان سببا في استقالة عدد من أفراد حكومة إسرائيل في ذلك الوقت، بسبب تأييد بعضهم ورفض آخرين تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
سيظل السابع عشر من كانون ثاني من كل عام، مناسبة خاصة لدى اللواء المتقاعد محمود بكر حجازي (75 عاما)، فهو يحفظ عن ظهر قلب، جميع التفاصيل في تلك الليلة، عندما كلف مع بعض الرجال بنسف جسر تستخدمه السيارات العسكرية الإسرائيلية قرب بيت جبرين في محافظة الخليل.
وقال لـوكالة وفا: ‘كان سلاحنا بسيطا، بندقية إنجليزية، وخرطوش صيد، وبرميل بارود.. كنا صائمين، أفطرنا، وتوجهنا لتنفيذ العملية، وما أن أعطيت زميلي برميل البارود، حتى سمعت صوتا بالعبرية عدّ : واحد.. اثنان.. ثلاثة، ثم قال: أطلقوا النار.
وأضاف ‘رميت نفسي على الأرض، واختبأت وراء صخرة، كان المطر يومها غزيرا، وبقيت أطلق النار إلى أن نفدت ذخيرتي.. عندها حاولت الانسحاب بتغطية من قنبلة يدوية كانت معي. وعلى مسافة بعيدة، كانت طائرات تنزل جنودا، وكنت أسمع أصوات كلاب تنبح.. كان الصراع في داخلي يتركز حول بقاء السلاح في يدي، لكن تفكيري قادني إلى أن هيئتي ستدل علي.. وقلت في نفسي إذن لا داعي لإلقاء سلاحي’.
فرص النجاة كانت ضيقة بالنسبة لحجازي، وما هي إلا لحظات حتى وجد نفسه أمام ثلاثة جنود، أمروه بالتوقف وإلقاء السلاح، قيدوا يديه ورجليه، وألقوا به في سيارة عسكرية، ثم نقلوه إلى مخفر لا يعرف أين يقع بالضبط. وصله مقيدا، لتبدأ رحلة العذاب.
‘كان جندي يتسلى على كتفي بالضرب، وفتحوا لي تحقيقا، حينها ادعيت أني كنت متوجها إلى مصر. سألوني لماذا، أجبتهم: لتعلم الغناء، عندها قالوا لي: سمعنا صوتك، وبالطبع كل محاولاتي كانت بالنسبة لهم مكشوفة’.
ركّز حجازي على أنه لا يعرف شيئا عن التنظيم، فهو لا يعرف إلا نفسه من منفذي العملية، وهو بالكاد يعرف رموزهم، ورغم تنوع وسائل التحقيق، فتارة مع محقق شديد وتارة مع محقق أقل حدة، إلا أن كل ذلك لم يغير في ثبات حجازي شيئا.
تم احتجاز حجازي في الزنزانة رقم (139)، التي ما زال يتذكرها بجدرانها الخشنة، وحشرات ‘البق’ التي تنتشر فيها. وقال: ‘أكل البق من جسمي كثيرا، ما كنت أعرف غير ملعقة وصحن وكأس بلاستيكي. قضيت أربع سنوات وثمانية أشهر في زنزانة بسجن الرملة المركزي، لي معها ذكريات لا يعلمها إلا الله’.
في بداية اعتقاله كان يسمع أصوات أناس يتعذبون، تبين له لاحقا أنها عبارة عن شريط مسجل يتم تشغيله من المحققين.
اتهم الاحتلال حجازي بقتل أطفال ونساء خلال عملية الخليل، وحُكم عليه بالإعدام.
ويفخر حجازي بأنه كان سببا في استقالة عدد من أفراد حكومة إسرائيل في ذلك الوقت، وذلك بسبب تأييد بعضهم ورفض آخرين تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
رفض حجازي استئناف حكم الإعدام لأنه اعتبر ذلك اعترافا بالاحتلال وقوانينه، وأصر على مطلبه بأن يعامل كأسير حرب، وبالطبع رفض الطلب، فطلب منهم أن يدافع عنه محام فرنسي كان تولى الدفاع عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد وتزوجها، وكان لهذا المحامي دور في إسقاط حكم الإعدام عن حجازي بعد خلافاته مع سلطة الاحتلال، وإلقائه منشورات تفضح ديمقراطية إسرائيل على أرض مطار بن غوريون.
بقي حجازي وحيدا، وقلص حكمه إلى السجن، وأمضى عامين معتقلا وحيدا في زنزانته في سجن الرملة، وبعد حرب 1967، بدأ السجن يعرف أسرى جددا.
في الثامن والعشرين من شباط عام 1971 تمت أول صفقة للتبادل، بين الفلسطينيين وإسرائيل، كان على رأس المفرج عنهم، محمود بكر حجازي، اتفق على أن يكون التبادل أسيرا مقابل أسير، وتم التبادل عند رأس الناقورة عبر الصليب الأحمر، بعدها انتقل حجازي للعيش في بيروت، وتزوج فلسطينية، وأنجب منها ثلاثة أولاد وثلاث بنات، وبقي في لبنان اثنتي عشرة سنة، قبل أن ينتقل إلى اليمن، ومنها عاد إلى أرض الوطن عام 1994 مع أول دفعة للأمن الوطني، أقام إلى غزة، وبعدها بعام ونصف توجه إلى الضفة الغربية وفيها استقر.
محمود بكر حجازي ولد لعائلة ميسورة من القدس عام 1936، أمضى منها اثني عشر عاما جارا للمسجد الأقصى، متنقلا بين حلقات الذكر في المسجد، ودروسه في مدرسة المصرارة الأساسية.
وفي العام 1948 الذي شهد احتلال حي المصرارة، تحولت حياة الطفل المواظب على دروسه إلى المقاومة من خلال دوره في نقل بعض الذخيرة للمقاومين عبر الحواجز البريطانية؛ ورغم صغر سنه، إلا أنه كان يعمل ضمن فرقة التدمير التي شكلها أمين الحسيني للدفاع عن المدينة المقدسة، ولم تقتصر مهامه على إيصال الذخيرة، بل كان يتابع الألغام التي تزرعها العصابات الصهيونية ويقوم بتفكيكها، وتجميع بعض أجزائها ليستفيد منها المقاومون في صنع عبواتهم الناسفة.
ذات يوم عام 1948 احتجز حجازي لساعات، في أعقاب محاولته خطف بندقية من داخل سيارة عسكرية بريطانية. تعرض لضرب مبرح، لكن التهمة لم تثبت عليه، وساعده في ذلك صغر سنه.
عام 1950 وفي سن الرابعة عشرة، التحق حجازي بدورات عسكرية للحرس الوطني، ثم اختير مع مجموعة من المتدربين ليلتحقوا بالجيش الأردني، انخرط بعدها في صفوف لواء الحسين بن علي، وتدرج إلى أن وصل رتبة شاويش.
يوما ما بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وبينما كان حجازي في مهمته بالحراسة وفي موقعه الممتد بين باب الجديد وباب الخليل، اتصل حجازي بزملائه، واتفقوا على مساندة مصر. وقال: أخذت رشاش برين إنجليزي من مستودع الذخيرة، وبدأت بإطلاق النار على القوات اليهودية المتواجدة على مشارف القدس؛ كان عقابنا عزلنا عن خدمة الحراسة’.
عام 1957، ترك حجازي الجيش الأردني، ليعود إلى حياته بعيدا عن العسكرية، ‘كانت الحياة صعبة، ما زلت أتذكر مشاهد الحرب، ومجزرة دير ياسين، كنت أتساءل كيف أخذوا أرضنا، ولماذا’، ورغم ذلك ظل الأمل مزروعا في داخل الفلسطينيين بأنهم سيعودون وقريبا إلى ديارهم، ورغم زياراته المتكررة للأردن لم يفكر حجازي في الاستقرار هناك، ‘فالعصفور الذي يعيش خارج سربه تأكله الغربان’.
عندما كان في سن الرابعة والعشرين، أي عام 1960 عمل حجازي مع شركة ألمانية تدعى ‘زيبلين’ وقضى حياته حتى عام 1965 متنقلا بين القدس والعقبة.
سجل العام 1963 عودة الشاب المقاتل إلى الحياة العسكرية التي لم تغب يوما عن تفكيره. وقال: ‘زميل قال لي إن تنظيما جديدا يستقطب الشباب ذوي الخبرة العسكرية، وبعد جدال بيني وبينه حول هذا التنظيم، انتسبنا إليه’. كان هذا التنظيم المقصود حركة التحرير الوطني الفلسطيني ‘فتح’ التي كانت تعرف في ذلك الوقت بـ’حتف’، وكانت مهمة حجازي مراقبة إيلات بحكم عمله في العقبة.
وقبل الموعد الذي يعرفه الفلسطينيون جميعا على أنه انطلاق الثورة، أي تاريخ الفاتح من كانون الثاني لعام 1965، يعرفه حجازي بأنه تاريخ المهمة الأولى.
من هنا بدأت الحكاية، غير أنها لم تنته عندها، ذلك أن قصة ‘التجربة’ لدى الجد والمناضل حجازي طبعت ولا تزال في خريف حياته علامة فارقة ستظل محفورة في الذاكرة الشخصية ما دام صاحبها على قيد الحياة.