باقة ورد لامي رحمها الله وكل الأمهات بمناسبة عيد الأم

0
1870

كتب هشام ساق الله – رغم ان والدتي رحمها الله كانت تقول بان عيد الام هو كل يوم وليس فقط يوم الحادي والعشرين من اذار مارس من كل عام وكانت ترفض ان تتلقى هديه بهذا اليوم فاني اشتاق اليها وما أستطيعه اليوم الا ان اترحم عليها واقرا على روحها الطاهرة الفاتحة وعلى كل الامهات اللواتي رحلن امتثالا لإرادة الله العلي القدير بالموت أما الأمهات اللواتي لازلن على قيد الحياة فلهم مني جميعا باقة ورد .

 

الأم اجمل شيء في حياتنا فهي من سهر وتعب وعانى وربى وانتظر وهي من تدعو لنا ويصبح المرء منا يتيم بحق حين تموت حتى لو بقيت لا تتحرك او تتكلم كما كانت امي باخر ايامها ولكن حين أصحو انظر إليها واقبل رأسها وامضي كم كنت سعيدا حين كانت رحمها الله على قيد الحياه وبهذه الحاله .

 

باقة ورد جميله لكل ام لازالت على قيد الحياه بهذه المناسبه العطره الجميله بعيدا عن تاويلات وفتاوي ووجهات النظر حول الاحتفال بعيد الام وشرعيته فانا اقول انه عيد يومي للتعاطي مع عظمة هذه الانسانه الرائعة والتي هي كل أركان البيت وتمثل كل جميل ورائع بحياة أبنائها وزوجها .

 

الأم الفلسطينية الرائعة التي تنتظر طفلها ليعود من روضته او مدرسته او جامعته او عمله فهي تظل في حيره وقلق وتوتر حتى تضمن ان الجميع ارتاح وسعيد بحياته لتبدءا هي بالتفكير بسعادتها فهي أخر أولويات نفسها هذه الأم الرائعة .

 

هم كذلك جميعا حتى القاسية قلوبهم فهم ان جاز لنا ان نصطلح ان هناك ام قاسي قلبها فهو بالنهاية يدافعون عن أبنائهم ويضحون بحياتهم بعض الاحيان في سبيل إنقاذ أطفالهم فهكذا كانت الأم وستظل وستكون عبر الحياه كلها قلبها ينجذب لابنها .

 

دائما الكلمات تتوقف والبلاغة تذهب والانسياب بالأفكار تنحصر أمام عظمة الأم وقدرها وشانها وحبنا لها فلن نستطيع ان تجذيها عن دورها في حياتنا أي تقدير مهما كان فهي لا تنتظر منا هذا الثناء وهذا الشكر وهذه البهرجة والهدايا او غيرها هي تريدنا الى جانبها تشعر فقط بسعادتنا وهي بالتأكيد ستكون سعيدة لهذا الامر .

 

الام التي لازالت دمعتها على وجنتيها بانتظار ابنها الاسير او الى جانب سريره وهو يعاني من المرض او جراح المحتلين تدعو له وتأخذ بيده حتى يجتاز محنته ويخرج من الأسر لتطلق او يشفى من جرحه لتطلق زغروته مدويه وتعلن الفرح وتضمه الى صدرها حتى ولو بعد حين .

 

اما ام الشهيد فهذه المراه القويه التي تفقد ابنها فلذة كبدها تطلق زغروته من نار قلبها المشتعل لتودع ابنها ولكي تعلن ان الوطن اكبر من الابن واغلى من الزوج والاخ و من كل شيء وهذا الوطن الرائع ينبغي ان نضحي بأبنائنا جميعا من اجله وفداه حتى يعيش باقي الأبناء أبنائها وابناء كل النساء في حريه وامن وامان .

 

الجدة وألام والزوجه والابنه والاخت والخاله والعمه وزوجة الاخ والعم والخال وكل المسميات هم بالنهايه امهات لهم منا باقة ورد جميله ورائعه والى اللواتي لم يستطعن الانجاب وكتب لهن الله عز وجل ان لا يشعروا بهذا الشعور فاغلبهن تقمصن الدور ويعشن هذا الشعور فهذه فطرة المراه وعلى هذا الشعور جبلها الله نتمنى للجميع السلامة والخير والبركة .