لقد كبرنا يا صديقي   بقلم : هالة أبو سليم

0
1428

لقد كبرنا يا صديقي و لم يُعد هناك متسع للومٍ أو عتاب .

كبرنا يا صديقي و لم يُعد في القلب مكان لجرحِ أخر أو حبٍ جديد .

بكل وقاحة أقتحم الشيب رأسينا مُعلنا نهاية مشوار كم كان مؤلم و طويل .

كبرنا يا صديقي و أصاب الوهن قلب قروية ساذجة صدقت انك مناضل عتيد .

صباح كل يوم ترتشف فنجان قهوتك وحيدا،و تطالع أخبار الوطن  كأي غريب .

كبرنا يا صديقي بعد أن سقط القناع .

كبرنا ولم يُعد في العمر متسع إلى لوم أو عتاب .

سامحني صديقي المناضل العتيد فلم يُعد لك فى الوجدان مكان .

تجرع وحدك كأس الندم والحنين لأيام مجدك الطفولي السخيف .

كبرنا يا صديقي و لم نعد صغارا ننتظر قدوم العيد .

فلقد مضى قطار العمر بك و أنت الان وحدك تطالع أخبار الوطن من بعيد

مزقت كتب الشعر كلها و أحرقت كافة الصور و نسيت طعم الشوق و لوعله القبل

كبرنا يا صديقي و لم يُعد فالعمر متسع إلى قهر جديد.