لقد كبرنا يا صديقي و لم يُعد هناك متسع للومٍ أو عتاب .
كبرنا يا صديقي و لم يُعد في القلب مكان لجرحِ أخر أو حبٍ جديد .
بكل وقاحة أقتحم الشيب رأسينا مُعلنا نهاية مشوار كم كان مؤلم و طويل .
كبرنا يا صديقي و أصاب الوهن قلب قروية ساذجة صدقت انك مناضل عتيد .
صباح كل يوم ترتشف فنجان قهوتك وحيدا،و تطالع أخبار الوطن كأي غريب .
كبرنا يا صديقي بعد أن سقط القناع .
كبرنا ولم يُعد في العمر متسع إلى لوم أو عتاب .
سامحني صديقي المناضل العتيد فلم يُعد لك فى الوجدان مكان .
تجرع وحدك كأس الندم والحنين لأيام مجدك الطفولي السخيف .
كبرنا يا صديقي و لم نعد صغارا ننتظر قدوم العيد .
فلقد مضى قطار العمر بك و أنت الان وحدك تطالع أخبار الوطن من بعيد
مزقت كتب الشعر كلها و أحرقت كافة الصور و نسيت طعم الشوق و لوعله القبل
كبرنا يا صديقي و لم يُعد فالعمر متسع إلى قهر جديد.