بقلم : يوسي ميلمان – صحيفة الجروزولم بوست 23-3-2016 .
يوسى ميلمان صحفى و كاتب اسرائيلى –محلل عسكري لصحيفة هأرتس .
أن ما حدث يوم الثلاثاء فى العاصمة بروكسل من تفجيرات إرهابية دامية ما هو الآ نتيجة سنوات من الإهمال والتقصير الأمني .
عندما تسير على الطريق المؤدي لمطار بن غوريون الدولي يعترضك 11 حاجز أمني منتشر على طول الطريق المؤدي للمطار وبوابات الدخول و الخروج ومهبط الطائرات ، هذا ليس فقط لان مدينة تل أبيب مدينه محورية ومطارها الصغير مرتبط باكبر المطارات الامريكية و الاوربية و أكثرها صرامة و حزم و لكن خبرة 50 عاما من الدم و الدموع مازالت محفورة بالذاكرة . منذ تجربتها الأولى الفاشلة ، سعت دولة إسرائيل لتطوير قواتها الأمنية بحراً و جواً ، لعقود طويلة يأتي الخبراء الأمنيون من كافة المطارات الدولية العالمية ،الوكالات الأمنية الاستخبارية،وقوات الأمن جميعهم يأتون لإسرائيل للتعلم و الاستفادة من خبراتها الطويلة فى هذا المجال .
لسوء الحظ ،هذا فقط حدث بعد العام 1988 و حادث الطائرة (بان أمريكان ) المعروف بقضية لوكربى و أحداث 11/ 9هذين الحادثين دفعا الغرب ذو الأفكار الديمقراطية التوصل لنتيجة مفادها أن حياة البشر لا تقل أهمية عن حقوقهم الديمقراطية .
بالتأكيد ليس هناك عصا سحرية للتصدي للإرهاب و لكن لا حاجة للعبقرية لفهم ان ما حدث بالأمس فى بروكسل يُعد أخفاقا أمنيا بامتياز طبقا للتقارير الإعلامية الصادرة من بروكسل نفسها فأن السلطات البلجيكية تلقت تحذيراً من مغبة شن هجوما انتحاريا أرهاربياً
لم تتخذ القوات الأمنية احتياطاتها اللازمة و لم تعلن حالة التأهب القصوى فى البلاد أو تنشر حواجز و نقاط التفتيش على الطريق المؤدي للمطار فلا غرابه سهولة عبور الارهابين بالأسلحة و الأحزمة الناسفة لداخل المطار فما حدث فى بروكسل يوم الثلاثاء ما الا نتيجة سنوات من القصور الامنى.
لعقود طويلة تحاشى البوليس البلجيكي الدخول إلى مقاطعه مولي نبيك فى العاصمة البلجيكية بروكسل –التي يسكنها غالبية مسلمة-كانت فى الماضي بؤرة لتجار المخدرات و تجار الأسلحة و تحولت الآن للتطرف و الإرهاب .
فى السنوات الأخيرة أصبحت المناطق الأوربية ذات الأغلبية المسلمة فى أنحاء أوربا مرتع للتطرف و أرض خصبة للدولة الإسلامية –داعش التي نجحن فى استقطاب الشباب و تجنيدهم و إعادتهم للعراق و سوريا و المحاربة فى الصفوف الأولى . تفكيك الشبكات الإرهابية العالمية يحتاج لجمع المعلومات الاستخبارية و تجنيد العملاء للتغلغل فى صفوف هذه الجماعات .
يبدو أن الشرطة البلجيكية أما خائفة أو مترددة أو انهم ليس لديهم الرغبة الحقيقة للتحرك ضد هذه الجماعات وربما كل هذه العوامل جميعا
جاء الان وقت دفع الثمن لسنوات من الإهمال و التقصير الامنى طوال هذه السنوات الماضية يدفع هذه الفاتورة سكان بلجيكا و أوربا كلها . يجب أن تعترف بلجيكا أنها تعانى القصور و الإهمال و القائمة طويلة العمليات الإرهابية منذ 11/9 مدريد ،لندن ،تركيا ،فرنسا ،وغيرها فيجب إن يعٍ العالم أنها حرب .
بالأمس تبنت الدولة الإسلامية التفجيرات الإرهابية فى بروكسل وهذا دليل قوى على فشلها الذر يع فى سوريا و العراق ورغبتهم المجنونة والتي تحطمت بإقامة دولة الخلافة كما فى القرن 17 فالدولة الإسلامية الان عادت إلى نقطة الصفر وأصبحت نسخة مُكررة من القاعدة فى أفغانستان .