ليس سراً أن حركة حماس تُعد العدة لجولة ِ جديدة من الحرب ترجمة- بتصرف – :هالة أبو سليم

0
707

هل يجب على إسرائيل شن حرب  إستباقية ضد حركة حماس ؟

 

بقلم :يوسى ميلمان –جريدة الجروزولم بوست 19-3-2016

 

دعنا نبدأ من نهاية المطاف ، فقد صرح مصدر أمنى لصحيفة الجروزولم بوست “ان إسرائيل ليس لديه النية لشن حرب ضد حركة حماس ليس سراً أن حركة حماس تُعد العدة لجولة جديدة من الحرب بعد دفعها للثمن فى صيف 2014 فى 51يوما من الحرب مع قوات جيش الدفاع الاسرائيليى فمازالت حركة حماس تواصل عملياتها من حفر للانفاق ،تطوير للصواريخ  الحصول على السلاح من أي جهة ممكنة عن طريق التهريب من خلال الانفاق الحدودية مع جزيرة سيناء .

جمع المعلومات الاستخبارية  بخصوص حركة حماس و قدراتها العسكرية ستكون احد مهام نداف أرغمان الرئيس الجديد لجهاز لشاباك الذى عينة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في 11فبراير ، و هذا المنصب يخضع مباشرة لرئيس الحكومة .ويبلغ أرغمان 33عاماً بدلا من يورام كوهين الذى قرر االتنحى بعد خمس سنوات من العمل فى جهاز لشاباك بالرغم انه بالإمكان تمديد عمله لمدة سنة أخرى . ويبلغ أرغمان 55 عاما و عمل فى وحدة سيريت ميتكال (وهي وحدة إسرائيلية خاصة أُسست فى العام 1957) وأنضم الى جهاز الشين بيت فى العام 2003 بعد 4سنوات عمل فى شمال أمريكا بمهمة أمنية دبلوماسية الى جانب جهاز (أف بى أى ) و يُعد أرغمان الرئيس 13 للشين بيت الذى شهدت تغييرات جوهرية فى السنوات الأخيرة 
منذ  حرب 1967 (حرب الأيام الستة )التي أدت إلى استيلاء إسرائيل  على الضفة الغربية وغزة و هضبة الجولان السورية و شبة جزيرة سيناء التى أُعيدت لمصر فى العام 1982 ،وجهه الشين بيت جهوده لمحاربة الآرهاب الفلسطيني –خصص الرؤساء الثلاث السابقين لجهاز الشين بيت خلال 16 عاماً الحرب على الفلسطينيون و اعتمدوا على المعلومات الاستخبارية و العنصر البشرى فى الصراع ضد الفلسطينيون من خلال تجنيد العملاء . أرغمان ،من ناحية أخري مسئول وحدة العمليات الاستخبارية و العسكرية فى الشين بيت ،ويواجه أرغمان مهمة معقدة و  حساسة للغاية .


كونه سيواجه موضوع  عمليات الطعن بالسكاكين التي ينفذها الان شباب فلسطينيون غير منتمين لتنظيمات فلسطينية و جمع معلومات عنهم تكاد تكون مهمة مستحيلة حيث مهما بلغت كفاءة جهاز المخابرات فهو لن يستطيع قراءة عقول الأفراد الذين يحملون السكاكين و الأدوات الحادة للقيام بعمليات ضد المدنيين الاسرائيلين
أرغمان الذى وجد نفسه فى مواجهة هذا الموقف خلال مدة عملة التي ستمتد إلى خمس سنوات القادمة إذا لم تبدأ جولة جديدة مع الجانب الفلسطيني أو أوقفت السلطة الوطنية الفلسطينية التعاون الامنى فان الوضع سيزداد صعوبة فى الضفة الغربية و ستكون مهمة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الاستخبارية صعبه جدا  و مستحيلة .
أما بالنسبة لغزة ،فالإعلام الاسرائيليى و بعض الوزراء يواصلون قرع الطبول للحرب ،وبالذات وزير التربية و التعليم نيفتالى بينيت –الذى يطلب الحكومة بشن حرب جديدة على حماس و تدمير الانفاق  فليس معروفا فيما انه يود فقط إحراج نتنتياهو ووزير دفاعه موشية يعلون .
مما لاشك فيه  ،من خلال ما تم إقراره فى منهج التربية و التعليم ووفقاً لأراء النقاد فأن بينيت لا يُعزز مفاهيم الديمقراطية و ما يطرحه فى المنهاج الدراسي الاسرائيليى دليل واضح على ذلك .بينيت يعلم ان الحكومة الإسرائيلية لن تقبل بعرضه
بينيت يعلم أكثر من غيرة ان يعلون و نتنياهو ليسوا على نفس قناعته بضرورة شن حبر جديدة على حركة حماس فى هذه المرحلة و يشاركهم الرأي كلاً من رئيس جيش الدفاع الاسرائيليى غادى ايزنكوف و جنرالاته.

حركة حما س فى الواقع لا تريد الحرب بالرغم من إعلان قادتها بين الفترة و الاخري أمام الإعلام عكس ذلك –و انهم مستعدون للحرب الجديدة أمام إسرائيل ،رغبتهم الشديدة بعدم تجدد المواجة للحرب مثبت على ارض الواقع وبشكل واضح من خلال تأمينهم للحدود .
منذ الحرب الأخيرة ، لم تطلق حماس ولا صاروخ واحد بإتجاة دولة إسرائيل ،فمعظم الصواريخ التى تم أطلاقها بإتجاة صغيرة هي من قبل تنظيمات فلسطينية صغيرة –جهادية -غير راضية عن حكم حركة حماس لقطاع غزة.

وان كانت تغطية إسرائيلية مكثفة لشكاوى السكان المناطق الحدودية بأنهم يسمعون حفريات تحت منازلهم و أصوات مريبة ” فلا الشين بيت و لا قوات جيش الدفاع لديها معلومات مؤكدة فيما اذا حركة حماس فعليا تحفر أنفاق تحت المناطق السكنية الاسرائيلية ، هذا لايعنى أمكانية عدم حدوث ذلك !!

في الاشهر الأخيرة قوات جيش الدفاع و جهاز الشين بيت وجهوا نشاطهم على اربعة محاور ضد حفر الانفاق الحمساوية –التصنيع ، عمل استخبارى مكثف _التجسس- التصدى .

فى مجال الاستخبارات وجه الشن بيت نشاطه بالتعاون مع المخابرات حول جمع المعلومات حول الأنفاق اذا ما نجحت المخابرات فى جمع المعلومات فان مهمه قوات جيش الدفاع ستكون تدمير هذة الانفاق عندما يكون ضروريا . خلال عملية السور الواقى نجحت قوات جيش الدفاع فى تدمير 31 نفق و بالتعاون مع شركة افيتال للمعدات و الاجهزة العسكريه يعكفون الان على تطوير جهاز يرصد مكان النفق خلال عملية بناؤه او بعد الانتهاء منه

ومؤخرا وافقت الولايات المتحدة على رصد مبلغ بقيمة 100$ للمشروع الاسرائيلى بالاضافه لمصر التى تعانى ايضا من الانفاق الحمساوية فالولايات المتحدة تسعى لهدفين و هما :

اولا : مساعدة اسرائيل و مصر امنيا واذا ما نجحت الفكرة فان ذلك يساعد امريكا لحل مشكلتها فى التهريب من المكسيك كإجراء وقائى صرح أيزنكوت بانه فى الاونه الاخيرة خمس انفاق قد تم تدميرها من قبل قوات جيش الدفاع الاسرائيلى ومقتل جميع من  يحفر بهذة الانفاق من ناحية أخرى الجنرال يعقوب مردخاى فى تصريح له لصحيفة عربية بأن  الله هو وراء انهيار هذة الانفاق فى كل الأحوال بات من المؤكد ان حركة حماس لا تدخر جهدا لبناء الانفاق بحيث تكون أكبر و اوسع وتستوعب تهريب السيارات و الدراجات النارية و تكون محصنة لدرجة يصعب تدميرها من قبل قوات جيش الدفاع الاسرائيلى  ، حركة حماس استوعبت 100 عامل لحفر هذة الانفاق  تصل الى 50 متر وهذا لن يحدث بدون مواد البناء التى أدخلت لقطاع غزة لاعمار المنازل التى تم تدميرها فى حرب 2014 .

حركة حماس تعانى الحصار من قبل اسرائيل و مصر بسبب مساندة حماس لعمليات داعش فى سيناء ضد القوات المصرية وهى ترغب برفع الحصار من كلا الجانبيين أذا ما تم الهدوء لفترة زمنية فان اسرائيل سترفع الحصار و يعود الرخاء لغزة عوضا عن رغبة السكان المحليين الغاضبين بتوجية غضبهم ضد دولة إسرائيل
بينما فى حقيقة الأمر حماس تُعد نفسها لموجة جديدة من المواجهة مع دولة إسرائيل وهذا ليس سرا ولكن هذا ليس سبب كاف يجعل من اسرائيل توجه حرب جديدة ضد قطاع غزة . أى منطق يتحدث به بينيت و الوزراء الاخرون فاسرائيل  تُعد نفسها لحرب ضد حزب الله فى لبنان و حزب الله نفسه يجهز لمثلها حزب الله اللبنانى الذي يملك ترسانه صواريخ 100،000قادرة على ضرب اى هدف استراتيجى و عسكري اسرائيلى ،لعبة الحرب ليست سهله فان المدن و البلدات الاسرائيلية ستكون تحت مرمى نيران الصواريخ و المئات ان لم يكن اكثر من الضحايا فى الجانب الاسرائيلى .
و اخيرا لا احد يوافق بينيت على رأية بخصوص شن حرب ضد حزب الله اللبنانى الذى يقتل الاطفال فى سوريا فان نفس المنطق يجب ان يكون ساريا على اطفال غزة .