بقلم :رئيس تحرير صحيفة الجروزولم الإسرائيلية -15-3-2016
بسحب روسيا لقواتها الجوية والبرية من سوريا سيكون المجال أوسع للتحرك فى سماء لبنان كلما لزم الأمر .
ماهي أسباب أعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لسحب القوات الروسية من سوريا ؟وماهي أثار ذلك على إسرائيل؟ فيما يبدو يوجد سببين لهذا الانسحاب :
أولاً : ضمن الرئيس الروسى فلاديمر بوتين استقرار الاوضاع بخصوص حليف روسيا- -بشار الأسد-وبقاوه فى السلطة .
بالعودو للوراء و تحديداً في شهر سبتمبر ،عندما قررت روسيا الدخول لسوريا بأعداد ضخمه من القوات البرية و الجوية ، تكبدت القوات الموالية للأسد خسائر جمة و بات من الخطر سقوط و أنهيار سريع لهذة القوات ،الآن الوضع قد تغير ومكانة بشار الأسد باتت أكثر قوة على الأقل في المنطقة الساحلية .
ثانياٌ : بوتين يريد تجنب أى مشاكل مستقبلية من تواجده فى سوريا لمدة طويلة .جاء أعلان الانسحاب بعد تزويد سوريا بعدد من القوارب الروسيه الصنع ،بوتين يريد تجنب المخاطرة مما قد يحدث و يكون مؤلما للغايه سواء فى السلاح او العتاد والرأى العام ،النجاح الساحق لروسيا فى مهمتها سستجعلها تدفع الثمن غالياً
من وجهة النظر الاسرائيلية ، الإنسحاب الجزئي الروسي من سوريا سيعود بالفائدة على إسرائيل .
إسرائيل ،عملت على المحافظة على علاقات جيدة مع روسيا و تعاون عسكرى مع موسكو ولكن مع بقاء التحالف الاستراتيجى الاول هو امريكا و انسحاب روسيا جعل الأمر سهلا ً .
مع أنسحاب الروسى من سوريا سوف يكون لاسرائيل حرية الحركة فى السماء اللبنانية ومنع تهريب الاسلحة لحزب الله اللبنانى ،حتى الان على إسرائيل الحذر من التعرض و لو بالخطأ لقوات روسية .
وأيضاً مع سحب روسيا لبعض قواتها سيكون الباب مفتوحا اما م حزب الله لإلتقاط أنفاسة فاالوفت الذي أمضى فيه حزب الله فى القتال فى سوريا حد من أزعاجة لإسرائيل على الحدود اللبنانيية .
حتى مع أستقرار الأوضاع فى سوريا وبقاء بشار الاسد فى السلطه الذى تحقق له ذلك بمساعدة روسيا بالطبع لن يكون مردود سيء على دولة اسرائيل ،فإسرائيل ليس لها اى حليف ضمن الاطراف المتنازعة في سوريا
اذا اى شيء ، مثلاً الجماعات التى كانت تدعم و تؤيد الأسد او تقاتل حالياً اعداؤة مثل الأكراد أو الدروز لديها قواسم مشتركة مع اسرائيل أكثر من الجماعات التى تحاول ان تنقلب على الاسد . السنه المعتدلين المدعومين من دول الخليج العربي ربما يكونوا أقل تطرفاً من داعش و القاعدة عند الحديث عى الاقليات الاسلامية و لكنهم لا يختلفون فى عدائهم لدوله اسرائيل .
العديد من السنة الذين ينتمون للتيار السلفي كتنظيم داعش مثلاً الذى تسعى جاهدة لتكوين خلافة إسلامية فى المنطقة هذة الجماعات لن تسمح بالتواجد الاسرائيلى فى هضبة الجولان فاحد شكواهم ان بشار الاسد ووالده حافظ الاسد لم ينجحا فى تحرير الجولان منذ 40 عاما
لايوجد حلول ممكنة او سهله فى سوريا ،فهذة الدولة المتعددة الطوائف و المذاهب ،الأكراد يسطرون على مساحة واسعة من الشمال السوري بالقرب من الحدود التركية ،داعش تسيطر على اجزاء من العراق ،العلويين يسيطرون على الساحل بما فية اللاذقية ،حمص ، دمشق ،الدروز فى الجنوب و القوى المدعومة من السعودية تسيطر على مساحات واسعه من الريف و تحديد حلب
الى جانب هذا كله من الصعب التكهن بمستقبل سوريا ،حتى من الصعب التنبؤ بما سيحدث مستقبلاً ، ومن الصعب ايضا القول فيما أ1ا كان تقسيم سوريا سيكون لصالح إسرائيل أم لا بالرغم من ان الانسحاب الروسي جاء لمصلحة دولة اسرائيل حتى ولو لفترة قصيرة .