23 عام على رحيل الاخ الشهيد القائد محمود ابومذكور ابوظافر لن ننساك ابدا

1
1147

كتب هشام ساق الله – لازال القائد الكبير والاسير المحرر المناضل محمود ابومذكور في خلد وفكر كل ابناء وجيل الشبيبه في حركة فتح هذا القائد الكبير الذي عشقناه وعشقنا تعامله القيادي الرائع وعطاءه اللامحدود نتذكره دائما ونحن نشاهد هؤلاء القيادات على مستوى اللجنه المركزيه او الهيئه القياديه ونحن الى ابوظافر وايام العطاء الجميله في الشبيبه التي كبرت واصبحت فتح وفي العطاء والتطوع والنضال وبكل شيء .

 

هذا القائد الباقي فينا دوما نحن من عرفه من ابناء فتح في الشبيبه وقلاع الاسر في سجون العدو الصهيوني وبالانتماء تعلمنا منه لازال لم تكرمه حركة فتح بالشكل المطلوب من ومنحه مثل الاوسمه التي منحت لغيره من قادة حركة فتح اعلم ان ابوظافر لم يكن ينتظر أي شيء سوى تحرير فلسطين كل فلسطين .

 

رغم مرور 23 عام على رحيل القائد والمناضل والاسير المحرر الشهيد محمود ابومذكور ابوظافر لازالت سيرته العطره تفوح كلما تم الحديث عن قيادات في داخل حركة فتح اعطت وقدمت ولم تاخذ أي شيء مقابل عطائها بل خسر كثيرا على الصعيد الشخصي حين كان مقاولا كبيرا وعاد ليتفرغ في صفوف الحركه ليبني جيل مقاوم من المناضلين ويكون في مقدمتهم بمواجهة الاحتلال الصهيوني الغاصب .

 

نذكرك ايها القائد العظيم الملهم ايها الفدائي الصادق الذي تجرع الالم والمعاناه والتعذيب والمطارده والاعتقال والبعد عن البيت والزوجه والابناء واختار فلسطين وحركة فتح وتاسيس حركة نضاليه مقاومه للاحتلال من زنزانه لزنزانه ومن معتقل لاخر وتجديد تلو تجديد في الاعتقال وفي كل مره يتعرف على شاب مناضل يلاقيه امامه في كل مواقع الشرف والبطوله يترك ذكرى وانطباع جميل لازالت في عقول هؤلاء جميعا من عايشوه والتقوا معه وعاشوا معه .

 

حتى هذه اللحظه لم تكرم حركة فتح هذا الرجل بما يستحق وعلى قدر نضاله ولم يتم منحه الاوسمه التي منح من هو دونه من التاريخ والعطاء وهو يستحق ان يمنح ويكرم تكريما يليق به وبما اسس وانشا من ثوره وحركة نضاليه كبيره واسس جيل من الشباب المثقف الفتحاوي الذي يوجد منه الان من هم في كل المواقع القياديه .

 

معذورون هم من لايعرفوا هذا القائد المؤسس للشبيبه الفتحاويه وهذا الرجل المعطاء الصابر المحتسب المناضل الحقيقي فكل من لايعرف هذا الفدائي لايعرف الوجه المشرق المشرف لحركة فتح ولايعرف الانتماء والعطاء والتضحيه والبذل فقد اعطى كل مايملك صحته وماله ووقته كله لحركة فتح وفلسطين .

 

القائد الكبير محمود ابومذكور ابوظافر ولد 26/11/ 1950 في مخيم رفح في حي الشابوره لاسره هاجرت من قرية الفالوجا المناضله الصامده في وجة الكيان الصهوني وتلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث وحصل على الثانويه العامه وبدا يعمل بالقصاره داخل فلسطين المحتله وكان منغمس بالعمل الوطني وحب حركة فتح فقد انتمى اليها باكرا في بداية شبابه وحين تم الافراج عن المناضل والقائد المرحوم عبد العزيز شاهين ابوعلي بدا معه بتشكيل اول لجنة للشبيبه في قطاع غزه لجنة شبيبة رفح هو وكوكبه من ابناء حركة فتح .

 

تم انتخابه رئيسا لمجلس ادارة نادي خدمات رفح الذي حوله الى قلعه وطنيه اقام فيه مهرجانات وطنيه ومعارض للتراث الشعبي الفلسطيني واحيى المناسبات الوطنيه وادى هذا الى اثارة قوات الاحتلال واغلاق النادي عدة مرات ولمدد مختلفه وكان يتفوق هذا النادي بالرياضه والثقافه والانتماء الوطني الفلسطيني وحصل على عدة مرات على بطولة كاس القطاع والدوري وفاز ببطولات مختلفه على مستوى الوطن .

 

الاخ المناضل ابوظافر عضو الاتحاد العام للجان الشبيبه في الاراضي المحتله وكان ممثلا عن اللجنه اللوائيه الجنوبيه حيث كان قطاع غزه في حينه لجنتين شماليه وجنوبيه والذي كان راسه في ذلك الوقت المناضل المحامي طلال ابوعفيفه وكانت ممثله كل محافظات الوطن فيه والذي اعتبرته قوات الاحتلال فيما بعد بتنظيم محظور وكان مقره مدينة القدس المحتله

 

التحق في جامعة بيروت العربيه فرع الاسكندريه قسم فلسفه وكان يتوجه للدراسه كل عام ووصل الى السنه النهائيه في الدراسه ولكن قوات الاحتلال منعته من السفر وفرضت عليه اقامه جبريه وكانت لا تتوانى عن اعتقاله في كل المناسبات الوطنيه وحين اعادت فرض نظام الاعتقال الاداري 28/3/1985 كان هو اول من تم اعتقاله اداريا هو ومجموعه كبيره من كادر الحركه في كل الوطن الفلسطيني وتم تجديد اعتقاله ثلاث مرات .

 

ومع بدء الانتفاضه الفلسطينيه الاولى لم يخرج سوى ايام قليله من المعتقل الا وتعود قوات الاحتلال الصهوني الى اعتقاله مره اخرى اعتقال اداري وتم عزله والاعتداء عليه بسبب انه ممثل الاسرى لدى قواتالاحتلال ومسئول التنظيم في معتقل انصار 3 بكل قلاعه المختلفه وكان دائما صلبا قوي الاراده شديد في مواجهة المحتلين الصهاينه وكان محبوبا يعشقه كل ابناء فتح الصغار والكبار .

 

في السادس عشر من مارس اذار عام عام 1993 استشهاد القائد الظافر المظفر محمود ابومذكور ابوظافر بعد معاناه مريره مع المرض الذي اصابه اثناء وجوده في داخل المعتقل ونتيجة التحقيق العنيف الدائم والمتكرر واطلقت قوات الاحتلال الصهيوني في حينه ليبدا رحله مع العلاج حيث توجه الى الاردن لتلقي العلاج ولكن المرض تمكن منه فظل يقاومه حتى اخر لحظه من حياته .

 

هذا القائد الكبير شارك مع كوكبة من ابناء حركة فتح بتأسيس حركة الشبيبه الذراع الشبابي والطلابي لحركة فتح في الاراضي المحتله في البدايه في محافظة رفح وانطلقت الفكره لكي تصل الى كل مدينة ومخيم وقريه وحاره اعادوا انطلاقة حركة فتح من جديد بالعمل التطوعي والجماهيري والوطني .

 

القائد محمود ابومذكور التحق في صفوف حركة فتح بداية الاحتلال الصهيوني لقطاع غزه واعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني بتهمة الانتماء للحركة والقيام بانشطه مقاومه واعتقل لعدة سنوات في سجون الاحتلال الصهيوني .

 

حين اعادت قوات الاحتلال الصهيوني الاعتقال الاداري كان اول من تم اعتقاله اعتقالا اداريا في معتقل عسقلان وتم تجديد اعتقاله مره اخرى قبل الانتفاضه الفلسطينيه الاولى وحين اندلعت شرة الانتفاضه الاولى تم اعتقاله اكثر من 6 مرات اعتقال اداري يتم اطلاق سراحه عدة ايام وتعود وتعتقله مره اخرى وكان خلال فترات اعتقاله الموجه العام وممثل الاسرى لدى الاداره .

 

ربطته علاقة وطنيه مع كل التنظيمات الفلسطينيه فكان يقوم بحل كل الخلافات التنظيميه فقد عزلته قوات الاحتلال اخر فترة اعتقاله في احد الاقسام في داخل اقفاص معزوله عن بعضها البعض يحيط بها الشبك من كل الجوانب وتجاوز المحنه في معتقل انصار 3 هو وقادة كل الفصائل الوطنيه والاسلاميه يذكرني احد الاخوه حين كانوا معزولين في قسم الاقفاص حين كان يلعب طاولة الزهر مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عبر مشاركة الاخير لاحد الاخوه وكيف كانت علاقة الاخوه والاحترام بينهما رغم الخلاف والاختلاف السياسي .

 

تلقيت خبر استشهاده و كنت حينها في مدينة رام الله بدوره لتاهيل المعاقين اثناء قرائتي لصحيفة القدس وقرات خبر نعي واستشهاد القائد الكبير الفتحاوي محمود ابومذكور في الصفحه الاولى وبكيت يومها فقد ربطتني علاقه في هذا الرجل الرائع وعدت الى غزه كي اشارك في عزائه وفاءا له ولكي اشارك اخوتي ابناء حركة فتح في رفح الصمود والبطوله .

 

واذكر كيف تم تشيع جثمانه الطاهر الى مثواه الاخير في مقبرة رفح بيوم من ايام رمضان المبارك ويومها خرج كل قطاع غزه لوداع القائد ابوظافر لم يبقى كادر في حركة فتح الا ذهب الى رفح وفي اليوم الثالث للعزاء حضر الدكتور حيدر عبد الشافي رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الى بيتالعزاء باليوم الثالث ويومها اطلق جنود الاحتلال الصهيوني النار بهدف اغتيال الدكتور حيدر واستشهد يومها الشهيد الاستاذ يوسف الغريب الذي اصيب بعيارات ناريه قاتله .

 

اتصل بي احد الاخوه الاعزاء يذكرني بذكرى استشهاد القائد ابوظافر هذا العملاق الذي لا ينسى ابدا وقلت له ان ابوظافر تاريخ لوحده لا انا ولا غيري يمكن ان يتجاوزه فهو احد العمالقه الباقين في قلوبنا شاء من شاء وابى من ابى فرغم ان حركتنا قصرت بهذا الرجل في كل المراحل فانا ممن تتلمذ على يدي هذا القائد العملاق لن انساه ابدا فمحبوه ومريدوه وتلاميذه الذين لازالوا على نهجه الوحدوي وعلى افكاره بالبناء والعطاء والبذل والتطوع لازالوا منتشرين في كل ارجاء الوطن .

 

ابوظافر محمود ابومذكور هذا القائد الذي عرفته كل قلاع المجد في معتقل انصار 3 منذ ان تم وضع اللبنه الاولى بهذا المعتقل الصحراوي المقفر وابوظافر قائد يقود الاسرى بكل انتمائهم السياسيه صديق ورفيق واخ لكل القاده الذي تم اعتقالهم خلال الانتفاضه الاولى واب واخ لكل الاسرى فابوظافر كان ولازال وسيظل معشوق وحديث كل من اسر بداخل معتقلات الكيان الصهوني .

 

هذا القائد الرجل الانسان الذي صمد امام جبروت المرض ودخل بتجربه بدات بازالة ورم في الراس وداهمه هذا المرض حتى اقعده واوقف النطق عنه وشل يديه ومنعه من الحركه فتحدث الى القريبين منه بعيونه كان يعرف الكل ويحاول ان يستعيد الذاكره ولن انسى اخر زياره لي لبيته العامر بالاصدقاء والاحبه فقد عرفني وضغط على يدي وضحك بوجهي هذه شيم القائد الرجل كان يكتب لاصدقائه مايريد على ورق حين لم يعد يستطيع الكلام .

 

وحين توفى خرجت رفح عن بكرة ابيها لوداعه فهو رئيس نادي خدمات رفح وله ايادي بيضاء برفح وكل فلسطين فهوعضو اللجنه اللوائيه في جنوب القطاع وقائدها ومسؤولها وعضو الاتحاد العام للشبيبه على مستوى الارض المحتله ورجل المواقف الشجاعه والرجوليه في كل الاماكن والاوقات .

 

وانا اقول ان رجل مثل ابوظافر بعطائه ونضاله الكبير لايقل عن عطاء اعضاء اللجنه المركزيه جميعا الذي رحلوا عنا او لازالوا على راس مهامه الحاليه ولايقل عن أي قائد فتحاوي مهما كان قدره وشانه سواء من رحلوا عن هذه الدنيا او من بقيوا .

 

لن ننساك يا ابوظافر ولم ننسى حبيبنا الشهيد محمد عبد الرازق ابووحيد ولن ننسى الشنب محمد غنام ابواحمد الذي غادرنا بعد رحله مع المرض والغيبوبه ولم ننسى احد من هؤلاء العظام الذين نتمنى ان نعيد تدوين التاريخ ونعيد تكريمهم من جديد حتى نوفيهم حقهم ونعرف بهم الاجيال القادمه ونضع النقاط على الحروف تاريخ عريق ومجيد لفتيه امنوا بربهم فزدناهم هدى .

 

رحم الله القائد الشهيد محمود ابومذكور واسكنه فسيح جنانه مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وتحياتنا الى زوجته الصابره ام ظافر والى نجله الاخ ظافر والى اخوته واخواته جميعا والى الاخ الصديق والجار محمد ابومذكور ابوراني والى كل من عرف هذا الرجل المناضل في صفوف حركة الشبيبه الابنه الشرعيه لحركة فتح او عرفه داخل قلاع الاسر او بسجن غزه المركزي او بمعتقل انصار 2 او بمعتقل انصار ثلاثه او بمعتقل بئر السبع او بمعتقل عسقلان .

1 تعليق