بقلم : فرانك جرا ندر –البى بى سى نيوز باللغة الانجليزية
قسم الشرق الأوسط -14مارس 2016
المملكة العربية السعودية منذ شهر تقريبا حشدت تحالف يضم 20 دولة وهذه أول فرصة حقيقية للملكة منذ إعلانها لهذا التحالف العام الماضي لمحاربة الإرهاب ،يُعد هذا التحالف هو الأقوى منذ عاصفة الصحراء فى العام 1991لطرد القوات العراقية من الكويت . وبالغت التقارير الاعلامية المحليه بالعدد الفعلى للقوات السعوديه حيث ذكرت التقارير ان عدد القوات يبلغ 350،000الف جندي ولايوجد معلومات مؤكدة حول عدد سلاح المشاة وترفض السعودية بشكل عام أعطاء تفاصيل حقيقة حو العدد الحقيقي-ليس مهماً الرقم0 لكن تواجدهم العسكري “المكثف ” كان واضحاً و بالذات القوات الجوية –تحديدا فى قاعدة الملك سعود الجوية القرب من مدينة حفر الباطن –شاهدت بنفسي عدد من سرب من الطائرات أف 16 المصرية ،الاردنيه، البحرينية و طائرات الميراج القطرية بالقرب من المكان ،تشاهد المدفعية الكويتية تقوم بعمليات حفر للتمويه فى وادي رملي ،الدبابات الأمارتية، وتحليق مكثف لطائرات الآباتشي السعودية أيضاً للتمويه .وصرح المتحدث باسم الجيش السعودي “أننا نجري التدريبات و الاستعدادات على البنية التحتية الخاصة بنا –القواعد العسكرية –المطارات و الموانئ البحرية لكى نكون على أهبة الاستعداد انطلاق للمعركة القادمة و لكى يكون التحالف جاهز للانتقال من المعارك التقليدية الى المعارك “حرب العصابات ” .
دائرة الحصار
يجب على الدول المشاركة بهذا التحالف عليها فعل ذلك أيضا مثل مالي مع تنظيم القاعدة و الباكستان مع طالبان و لكن الدولة الوحيدة الأكثر عُرضة للتهديد هى المملكة السعودية . فالقوات الجوية السعودية التي تشارك بالحرب فى اليمن على الحدود الجنوبية ستشارك فى الطلعات الجوية لضرب تنظيم داعش فى الشمال السوري -حيث تتهم السعودية تنظيم داعش بالوقوف وراء عدة تفجيرات بالسعودية . بدأت السعودية تشعر أنها محاصرة من قوى التطرف و الراديكالية فى المنطقة إيران و حزب الله في لبنان وسوريا-الشيعة فى العراق و الدعم الإيراني الحوثيين فى اليمن .
هل تستطيع السعودية خوض غمار حربين فى آن واحد ؟
وضعت هذا السؤال أمام قائد القوات الجوية السعودية العميد الركن ابراهيم العسيرى :
” في حقيقة الأمر أنا أعلم أنه أمر شاق و صعب للغاية فى رأي الكثير من الناس ،اليوم نواجه تحدى من الجنوب و اخر من الشمال ، فقواتنا منتشرة ومتواجدة فى الشمال منذ العام 2014 فعلنا ذلك لأننا نشعر بان أمننا القومي فى خطر ”
انتقاد الغارات الجوية :
جاءت الحملة المزدوجة فى وقت عصيب لثان اكير دولة منتجة للنفظ على مستوى العالم وانخفضت أسعار النفط إلى 60% مما تسبب فى التقشف فى الميزانية و زيادة نسبة البطالة فى البلاد بالرغم من استنزاف حرب اليمن للخزينة السعودية الا ان الانتقادات الدولية المتواصلة لهذه الغارات الجوية التي أودت بحياة ما يقارب 6000شخص خلال 12 شهر من الغارات الجوية على اليمن هذا مما يسبب إحراج للرياض .و تواصل الرياض النفي لهذه التقارير الواردة من اليمن حول الأعداد المتزايدة للقتلى فى صفوف المدنيين فى اليمن كون الضحايا ليسوا عناصر فى تنظيم –داعش –و تزامن ذلك مع تصويت البرلمان الاوروبى بالإجماع منددا بالغارات الجوية السعودية ضد السكان المدنيين فى اليمن معتبرا الوضع هناك “بالكارثة “ خلال العام الماضي قدمت أمريكا و بريطانيا مساعدات عسكرية و فنية للسعودية فى حربها ضد اليمن كما زودت الرياض بالطائرات الحربية الحديثة . ووفقاً للتقارير التي بثتها اللجنة الدولية ضد تجارة الأسلحة و مقرها لندن فان بريطانيا باعت أسلحة للسعودية بما قيمته 40$ بليون دولار منذ بدء الضربات الجوية السعودية على اليمن . وأكدت منظمة أمنستى العالمية “أن الآلاف من المواطنين اليمنيين قد استشهدوا فى هذه الغارات الجوية السعودية” ولديهم الأدلة و الشهادات التي تؤكد بان الأسلحة المستخدمة فى هذه الحرب محرمة دولياً فى المقابل تنفى الرياض هذه الاتهامات معتبرة بأن الحوثيين هم من بدأ هذه الحرب من خلال ممارسات الرئيس السابق على عبد الله صالح بحق أبناء شعبه للرد على الاتهامات الدولية ،وافق السعوديون على دخولي لمركز العمليات التابع لقوات التحالف داخل قاعدة الملك سلمان فى الرياض .
يضم المكان مكاتب للمخابرات بجوار مكاتب للشركاء فى التحالف من الدول العربية بتوجيهات من القيادة العليا بشأن أهداف الغارات الجوية و تنفيذها وأكد رجال المخابرات أن الأهداف التي يتم ضربها وفق القانون الدولي كجزء من تجنب السعوديون للأضرار الجانبية للغارات الجوية بمسافة 500 متر و هذا مما يُشكل تحديا لليمنيين على الأرض وأكد المسئولون السعوديون بان هناك هامش امان لغاية 200 متر عندما يضطرون لاستخدام القنابل الموجهة بالليزر و نفى هؤلاء الضباط بشدة ان الغارات تستهدف المدنيين ” ويوجد على الحائط خريطة قد رقميه كبيرة جدا لدولة اليمن و الأماكن باللون الأحمر و الأخضر ،لا يوجد قائمه للغارات الجوية ” وأكد قائد القوات الجوية السعودية –المالكى –”ان الخريطة التي تشاهدها أمامك هي مسرح للعمليات ،تُظهر شوارع اليمن و للعاصمة صنعاء و هناك تعليمات صارمة بتجنب الأماكن الاثريه و المستشفيات و الأماكن الصحية ،المدارس، الأماكن الدبلوماسية “وأوضح مراسل البى بى سى بان منظمة أطباء بلا حدود قدمت شكوى بان المستشفى الميداني التابع للمنظمة تم استهدافه ثلاث مرات فى غضون شهر واحد “. وأكد الجنرال العسيرى بأن العالم “مُضلل و يجهل حقيقة الوضع فى اليمن ،اى حادثة تحدث فإننا نقوم بالتحقيق و نشر نتائج هذا التحقيق على الملأ ولدينا المصداقية و الشفافية و لكنها الحرب ”
الوقت كفيل بكل شيء :
عندما التقيت الجنرال العسيرى –الحديث هنا لمراسل البى بى سى –منذ عام تقريبا ومنذ بدء الغارات الجوية السعودية على اليمن فقد لمست أن استخدام هذه القوة الشرسة ضدهم قد تجبرهم على الاستسلام و لكن هذا لم يحدث بالرغم من زيارة وفد الحوثيين للرياض هذا الشهر ” وأكد السعوديون بأنهم لن يقبلوا بأي حال من الاحول بتواجد قوات مسلحة عسكرية على حدود المملكة تدعمها إيران .وأكد العسيرى ” أننا نحتاج للوقت كى تستقر الأوضاع فى اليمن موضحا أن حلف الناتو بقى فى أفغانستان مدة 11 عاما و بالرغم من هذا أحرز تقدم بسيط السؤال هل لدى السعودية المال و الإرادة للتورط فى تحالفين ؟ مع ازدياد نسبة الضحايا اليمنيين على الأرض .