كتب هشام ساق الله – عيد الجلاء ذكرى عطره يتذكرها إبائنا وأمهاتنا وكبارنا يوم خرجت القوات الصهيونيه التي احتلت قطاع غزه في ليله مافيها قمر كما يقول اهل غزه وكانت مناسبه يحتفل فيها كل عام وسموا اسماء كثيره في غزه بهذا الاسم للدلاله على هذه المناسبه مثل شارع الجلاء الشارع الذي يربط مفترق السرايا حتى نهاية منطقة عباد الرحمن وسينما الجلاء سابقا وهناك اسماء لمحلات مختلفة الانواع تحمل اسم الجلاء .
انسحب الكيان الصهيوني من قطاع غزه ليلة السادس من مارس اذار 1957 ليستيقظ المواطنين ولم يجدوا احد من جنود الاحتلال الصهيوني على ارض قطاع غزه بعد ان احتلتها لعدة اشهر وليسمى هذا اليوم بيوم الجلاء ويحتفل ابناء شعبنا بهذه المناسبه العزيزه سبعة ايام متتاليه طالبوا خلالها بعدم وجود قوات دوليه في قطاع غزه او قوات استعماريه مطالبين بوجود قوات مصريه على ارض قطاع غزه .
ويومها اطلقت القوات الدوليه في قطاع غزه العيارات الناريه وقنابل الغاز المسيل للدموع على جموع المتظاهرين الفلسطينيين وحاول الشباب الفلسطيني انزال علم الامم المتحده ورفع مكانه العلم المصري واصيب خلال المظاهرات عدد من الشبان الفلسطينيين بجراح مختلفه .
وفي 14/مارس/1957م قامت الحكومة المصرية بتعيين الفريق محمد حسن عبد اللطيف حاكماً إدارياً للقطاع على أن يتسلم عمله في الحال وحاولت الأمم المتحدة التفاوض مع الحكومة المصرية على أن تتراجع عن تعيين حاكم إداري إلا أنه في 14/مارس/1957 وصل الحاكم المصري وكانت جماهير غزة في انتظاره بالورود والهتافات وحملوا سيارته على أكتافهم رغم قسوة شتاء هذه السنة وتساقط الأمطار بغزارة تم إفشال مشروع التدويل الذي ولد ميتاً بفضل وعي شعب قطاع غزة .
وظلت الاحتفالات بهذه المناسبه العزيزه على قلوب شعبنا في قطاع غزه كل عام حيث كان يقام عرضا عسكريا للاشبال الفلسطينيين وللقوات المصريه وتلقى الكلمات في ملعب اليرموك الاستاد الوحيد في قطاع غزه في ذلك الوقت تحضره الشخصيات الفلسطينيه المحليه والحاكم العسكري المصري العام .
وقد اطلق على شارع هام في مدينة غزه شارع الجلاء احتفالا بهذه المناسبه وهو من اكبر شوارع المدينه احتفالا بهذه الماسبه العزيزه وكان يوم السابع من مارس اذار يوم عطله لطلاب المدارس يتم فيه الاحتفالات الوطنيه والشعبيه حتى احتلال قطاع غزه مره اخرى من قبل الكيان الصهيوني في الخامس من حزيران عام 1967 .
وتعود خلفية احتلال قطاع غزه من قبل الكيان الصهيوني الى ربيع 1956 كانت هناك عدّة صدامات عسكرية بين مصر وإسرائيل حدثت في قطاع غزةوفي أكتوبر/تشرين الأول 1956، هاجمت إسرائيل منطقة قناة السويس في مصر بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا ، استولت القوّات الإسرائيلية على قطاع غزة وتقدّمت إلى سيناء في مارس/آذار التالي حلّت قوة طوارئ الأمم المتّحدة محل القوّات الإسرائيلية وبالتالي استعادت مصر السيطرة على الإدارة المدنية للشريط.
واصدر في حينه رئيس وزراء الكيان الصهيوني ديفيد بن جوريون أوامره لقوات الاحتلال الإسرائيلية بالانسحاب فوراً من قطاع غزة ومدينة شرم الشيخ المصرية على البحر الأحمر التي كانت إسرائيل قد احتلتها بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء إبان العدوان الثلاثي على مصر الذي اشتركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956م على مصر وقطاع غزة إثر قيام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس للاستفادة من دخلها في بناء السد العالي بعد أن رفضت أمريكا وبريطانيا والبنك الدولي تمويل المشروع لما له من فوائد مادية ومعنوية تنعكس على الاقتصاد المصري ايجابياً ومن ثم على القرار السياسي المصري المناهض للصهيونية والإمبريالية وفي 6/مارس/1957 قامت قوات الاحتلال بتسليم قطاع غزة إلى قوات الأمم المتحدة وذلك تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 119 في 31/أكتوبر/1956م وقد عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورة استثنائية للبحث في العدوان الثلاثي على مصر وغزة وعليه اتخذت القرارات التالية:
تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (119 ) في 31-10-1956 عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورة استثنائية للبحث في العدوان الثلاثي على مصر وغزة واتخذت القرارات التالية:
– القرار رقم 997 بتاريخ 2-11-1956، الذي يدعو قوات فرنسا والمملكة المتحدة إلى الموافقة على وقف إطلاق النار ودعوة إسرائيل إلى الانسحاب خلف خطوط الهدنة.
– القرار 998 بتاريخ 4-11-1956، ويدعو إلى تشكيل قوة طوارئ دولية.
– القرار 999بتاريخ 4-11-1956، ويدعو إلى تأكيد القرار رقم 997.
– القرار رقم 1002بتاريخ 7-11-1956، ويدعو إلى تأكيد القرارات السابقة.
– القرار رقم1003 في 10-11-1956، ويدعو إلى إحالة المسألة إلى دورة عادية.
– القرار رقم 1120بتاريخ 24-11-1956، (الدورة العادية الحادية عشر) تأسف لعدم انسحاب قوات العدوان الثلاثي.
– القرار رقم 1123 بتاريخ 11-1-1957، (الدورة الحادية عشر) أسف وقلق لعدم الانسحاب.
– القرار رقم 1124 بتاريح 2-2-1957(الدورة الحادية عشر) أسف لعدم إذعان إسرائيل للانسحاب.
– القرار رقم 1125(الدورة الحادية عشر) ويدعو إلى مراعاة اتفاقية الهدنة مراعاة دقيقة بعد انسحاب إسرائيل التام من منطقة شرم الشيخ وغزة، ومرابطة قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة على خط الهدنة المصري الإسرائيلي.
وهكذا انسحبت القوات الإسرائيلية ودخلت قوات الأمم المتحدة، وسط مهرجانات واحتفالات ومظاهرات استمرت سبعة أيام كاملة، كان الشعب خلالها بكل فئاته وشرائحه يهتف هتافاً واحداً غزة عربية ، رافضاً كل محاولات التدويل.
استمرت المظاهرات حتى دخول الإدارة المصرية إلى القطاع بتاريخ 14-3-1957.
واستشهد في هذه المظاهرات شهيد العلم الفلسطيني محمد علي مشرف، على يد جنود قوة الطوارئ الدولية، وهو يحاول رفع العلمين الفلسطيني والمصري على سرايا الحكومة “غزة – المدينة”.