كتب هشام ساق الله – عامان على رحيل الفنان الفلسطيني الشعبي ابراهيم محمد صالح ابوعرب في مدينة حمص بسوريا صاحب الموال والميجنه والعتابه بعد معاناه طويله مع المرض وقد تكحلت عيناه برؤية الوطن فلسطين بعد ان هاجرت عائلته منها عام 1948 وزار قريته الاصليه وجال في كل فلسطين والتقى الرئيس القائد محمود عباس وغنى للوطن عدة مرات .
هذا الفنان الرائع الذي غنى من سجن عكا طلعت جنازه الموال والميجنه والعتابه والدلعونه ويابلادي وغنى لموج البحر ولعل اعنيته الجميله هدي يابحر هدي وياظريف الطول وغنى للعيد وللشجره بلدته التي ولد فيها ما اجمل اغاني المناضل ابوعرب وما احلى صوته الذي يعيدنا الى اغاني الوطن الجميله قبل النكبه .
والفنان الفلسطيني الكبير المرحوم أبو عرب إبراهيم محمد صالح، شاعر ومنشد الثورة الفلسطينية الكبرى. ولد أبو عرب في قرية الشجرة قضاء طبرية في فلسطين سنة 1931، وتنقل من لبنان إلى سوريا وتونس ومخيمات الشتات في العالم.
استشهد والده عام 1948 خلال اجتياح الميليشيات الصهيونية لفلسطين، وقُتِل ولده عام 1982 خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان وشهد في طفولته انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والاستيطان الصهيوني والتي كرس لها جده أشعاره كافة للإشادة بالثورة ولتشجيع أفرادها، ولتحريض الشعب ضد المحتل البريطاني و استشهد ابنه في لبنان عام 1982و في معركة بيروت وهو يقاوم كما قاوم جده العدو نفسه يخالجه الأمل نفسه بالنصر واستعادة الأرض السليبة..
أسس فرقتة الأولى في الأردن سنة 1980 وسميت بـ فرقة فلسطين للتراث الشعبي، وكانت تتألف من 14 فنانا. وبعد مقتل الفنان ناجي العلي، وهو أحد أقارب أبوعرب، تم تغيير اسم الفرقة إلى فرقة ناجي العلي.
زار أبو عرب قريته الشجرة عام 2012 بعد 64 عاماً من المهجر، فتجول فيها وهو مليء بالعواطف الجياشة، وأنشد ارتجالاً للقرية ولعين الماء فيها ولشجرة التوت في داره.
وكان قد زار الفنان الفلسطيني أبو عرب، يرافقه160 فلسطينيا من الأردن وسوريا ولبنان ودول الخليج وتركيا مقبرة شهداء الجيش العراقي في قرية مثلث الشهداء جنوب جنين ووضع اكليلا من الزهور عليها وزار مدينة نابلس وغنى فيها اجمل الاغاني في المسرح المكشوف بجامعة النجاح الوطنيه .
وقال ابوعرب بانه كتب أولى أغانيه وهو في مقتبل العمر كتبها لفدائي يودع شقيقته قبل الاستشهاد، رافقت باكورة أغانيه باكورة العمل الفدائي ثم انتقل بعدها إلى إذاعة صوت العرب في القاهرة ليشارك عام 1958 ببرنامج باسم “أهازيج ومكاتيب” فشد كل من استمع إليه وسرعان ما صارت أغانيه أناشيد وأهازيج الفدائيين وأهلهم ومناصريهم.
وقال رحمه الله بعد استشهاد القائد والرئيس ياسرعرفات اجمل اغانيه ” مشان أبو عمار ذكرته الله يرحمه، كنا في مهرجان وكان أبو إياد صلاح خلف وكذا فهجموا علي الجماهير -بتعرف الجماهير- أبو عمار غني لأبو عمار غني لأبو عمار قلت لهم، كرمال عيون الثوار رح نذكر أبو عمار كرمال عيون الثوار رح نذكر أبو عمار بشرط أنه تعود الأرض يعيد البيت يعيد الدار انتبه صلاح خلف قال لي يخرب بيتك، شو.. يعني ما ذكرته، أنه كرمال عيون الثوار.
وقال هذه القصيد حين استشهد ابنه وهو يقاوم الكيان الصهيوني في احدى المعارك معه
يا بني يا مقلة عيوني يا بني يا فلذة اكبادي
فيك ما خابت ظنوني وأنت للهيجا جوادي
يا بني موتك وأنت واقف تزأر بساح الميدان
تسخر بريح العواصف تهزأ بشط الأمان
أحلى من عيشة ذليلة تشتكي جور الزمان
يا بني نحن تعودنا نرد عكرات الزمان
والنذل ما كان منا ولا الخنوع ولا الجبان
يا شهيد الوطن حيك ما نسيت تراب حيك
ما انتظرت وداع بيك
عند ما نادى المنادي قلت يا بلادي لاقينا
عند عينك لو لفينا اشهدي ويشهد علينا
وألف مرحب بالشهادة يا بني يا فلذة اكبادي
حين رجعوا يابا ربعك باللي صابك بلغوني
ما سألتهم كيف موتك في بطولتكم نعوني
حينها نشفت دموعي وقفت الرعش بضلوعي
قالوا مات البطل صامد ينتخب عزة ربوعي
عندها رفعت رأسي وراحت بصدري المآسي
يا بني لأقسم في ترابك ودمك هالعطر ثيابك
فرحت يابا بنجاحك يوم حصلت الشهادة
فرحت أكثر في كفاحك في خلودك بالشهادة
يا بني طيفك ما يفارقني في صباحي في مغيبي
يللي فيك رفعت راسي وقدمت عني الضريبة
اسمع أمك، اسمع أمك عم تزغرد تصيح حيك يا حبيبي
يرحم ترابك يا غالي ما طلع فاين حليبي.
رحم الله المناضل الكبير ابوعرب واسكنه فسيح جنانه فقد كان نعم من غنى الكلمه المقاتله المناضله التي الهمت الجماهير واثارت فيهم الحماسه وعبر عن نضال شعبنا بكلام جميل من تراثنا الفلسطيني وتغمده بواسع رحمته والهم ذويه الصبر والسوان وانا لله وانا اليه راجعون