كتب هشام ساق الله – كنت اعتقد اني اكثر من فقد ويحب الاخ المرحوم القائد العميد عبد القادر العفيفي ابومحمد اليوم امنت بنموذج القائد الذي يعطي بلا حدود ويعمل على خدمه أي مواطن ويجامل الفقير والغني ويذهب في كل المناسبات ويسعى لعمل الخير اينما وجد فهذا الرجل مجبول بخدمة المواطنين والعمل بصمت بدون اعلام ولا بريستيج .
اليوم وامس شاهدت بام عيني اناس يحبوا هذا الرجل اكثر مني رغم انه صديقي العزيز والغالي الذي كبرت على محبته والعمل معه ومشاركته في المناسبات المفرحه والحزينه والمشاركه بكل شيء يعمل على خدمة المواطن والفقراء والعمل الوطني بكل درجاته فهذا الرجل يحب الناس لذلك احبه الناس وشاركوا في ظروف صعبه وبالليل المتخر بجنازته رغم المطر الشديد والظروف الجويه الصعبه صلو عليه بالمسجد العمري الكبير رغم ان المصلين ادوا صلاة جمع المغرب والعشاء بسبب الامطار في المسجد .
جموع ابناء حركة فتح واصدقائه وزملائه من الاجهزه الامنيه وابناء الحي واصدقائه بكل الاحياء ومن مدينة رفح ومن كل قطاع غزه وقفوا على ارجلهم بانتظار وصول جثمانه الطاهر من ساعات الصبح فور انتشار الخبر حتى وصول جثمانه رغم المعاناه الكبيره على حواجز الاحتلال الصهيوني وايقاف الجثمان اكثر من ثلاث ساعات ونصف على حاجز ترقوميا وتفتيش مرافقه ابن عمه الدكتور ابورامي العفيفي وتفتيش الجثمان المكفن والمغسل والجاهز للدفن واحضار وحدة الكلاب لتفتيش الاسعاف اكثر من مره وانزال الجثمان وتفتيشه بشكل دقيق .
نعم اخي ابومحمد رحمك الله كم هؤلاء يكرهوك ويريدوا ان يعيقوا علاجك وسفرك الى حيث كانت منيتك في الخليل بالمستشفى الاهلي حين اعاقوا صدور الممانعه الامنيه لمرورك من الساعه الواحده ظهرا حتى الساعه التاسعه مساءا حتى سمح لك بان تمر الى فلسطين التاريخيه وتمر بقريتك قرية البطانه الشرقي تتنسم هواها العليل لتموت وترتاح بعودتك اليها .
لم ارى بيت عزاء منذ سنوات امه هذه الاعداد الكبيره من الاصدقاء والاحباء زملائك في كل المراحل الثوريه مع كل وجه واحد يمر يعزيني ويسلم عليه اتذكر مواقف كثيره حدثت معنا اتذكر ماكنت تقوله لهذا وذاك واحداث وتواريخ مرت لم يتبقى الا القليل القليل الذين عرفوك ولم ياتوا الى بيت العزاء .
شاهدت عناصرك في مجموعات حركة فتح وابناء قضيتك يقفوا يتقبلوا العزاء جميعا لم يغب عنهم واحد شاهدت اسرى حركة فتح ومناضليها في حي الدرج ومدينة غزه منذ قبل الانتفاضه الاولى اعرفهم بالوجه واخرين بالاسم والصفه والموقع واخرين عملوا معك في مؤسسة المعاقين حين عملت فيها قبل مطاردتك واعتقالك والحكم بالسجن المؤبد عليه مدى الحياه واخرين عملوا معك في جهاز المخابرات العامه اركان الرياضه الفلسطينيه من اتحاد كرة القدم واللجنه الاولمبيه واندية قطاع غزه .
نادي غزه الرياضي ناديك المفضل حضر اغلب اعضاء الجميعه العموميه الى الجنازه وبيت العزاء لم يبقى احد الا وحضر ويترحم عليك ويعزوني فيك كاخواتك ابوالرائد وابوالعبد وابو احمد وابومحمود والاخرين يتصلوا باللواء ابونضال شقيقك ويعزوه واخرين يعزوا ابناء اشقائك جميعا وابناء عمك من رفح وانسبائك واقاربك وكل من لهم علاقه معك .
نعم شاهدت الدمعه في عيون كثيرون حضورا الى بيت العزاء واخرين بكوا وهم يتحدثوا عن سجاياك وخصالك الرائعه وعلاقاتهم معك واخرين يتحدثوا عن اخر لقاء شاهدوك فيه في المسجد العمري بصلاة الفجر وبسوق الزاويه وانت تشتري الخضار والفواكه كما اعتدت واخرين في نادي غزه الرياضي واخرين واخرين الجميع يحبوك اخي ابومحمد .
انا لا استطيع ان اتحدث عنك بمجرد مقال اكتبه فالعلاقه بيني وبينك ممتده وممزوجه كلما تذكرت شيء كنت انت فيه الوقت قليل حين كنا نفترق ولم تشاركني فيها ذكرياتي منذ ان سكنا جيرانكم في عام 1982 كنت اصغر منك سنا ولكنا كنا نتناقش ونتحدث بكل المواضيع كانت تجمعنا حركة فتح وحب فلسطين كنا مجبولين بخدمة الناس ومساعدتهم ومشاركتهم افراحهم واحزانهم فنحن لم نسافر ولم نترك الوطن كنا دوما حول الناس ومعهم .
بيت عزائك اخي ابومحمد استفتاء لنضالك وماقدمت لابناء شعبنا الفلسطيني استفتاء واضح لعلاقاتك الوطنيه والفصائليه فلم يبقى فصيل الا شارك في بيت عزائك كان بيت عزائك مجمع للفقراء والاغنياء ومن كل الطبقات اخي عبد القادر تجربه واداء عبد القادر في مسيرته الطويله نموذج حي للمناضل الحقيقي الذي ينبغي ان يدرسها كل سياسي وكل قائد .
رغم انك لم تكن من انصار الفيس بوك والانترنت اوحيت لي كثير من الافكار والمقالات كنا نلتقي دوما ودائما بتقيم الاشخاص والالتقاء على كل المواقف لم نختلف كثيرا ولم نتشاحن باي يوم من الايام دائما كنا متوافقين على اشياء كثيره وكانت تحليلاتنا تلتقي وتتطابق في اغلب الاحيان .
ساذكرك مع كل عزاء وفرح ادعى له في كل مكان على امتداد قطاع غزه وساذكرك حين اصوم الاثنين والخميس وثلاث ايام في منتصف الشهر العربي ويوم الجمعه بالصلاه انا وانت وصديقنا الدكتور اسامه ابوجبل ورحم الله صديقنا الدكتورذهني الوحيدي ساذكرك حين اتي لزيارة والدي واخوتي في حي بني عامر وجلسة الفرن واصدقاء بني عامر وشبابها وساتذكرك وانا امر امام بيتك ساذكرك مع كل واحد التقيه من عائلة العفيفي او انسابكم او اصدقائنا الكثر وساذكرك في كل ليله حين امسك التليفون واتصل بك لنراجع معا نشاطنا اليومي واقول لك ماكتبت اليوم ساذكرك صباحا ومساءا وفي كل يوم وساتذكر كل شيء مضى علينا انا وانت
البكاء والحزن لن يكفي مافي قلبي فانت معي وحي بداخلي اتذكرك في كل شيء تاريخنا اخي ابومحمد ممزوج مع بعضنا اشياء استطيع ان اقولها واشياء تظل في قلبي توجعني وتحزنني حتى نلتقي في دار الاخره .