وقف النار فى سوريا يجعل من تركيا أقرب للحرب ترجمة :هالة أبو سليم

0
606

بقلم :روى جوثمان –مجلة الفورين بوليسى الأمريكية -16-2-2016

روسيا تُصعد من حملتها العسكرية الشرسة وتعمل مع أعداء تركيا –الأكراد-للسيطرة على عدد أكبر  من الأراضي السورية-قبل تنفيذ الحلول السلمية .

  كان أتفاق وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى مع نظيره الروسي الوزير سيرجى لافروف  على الرغبة  لوقف القتال فى سوريا ،إلا أن الواقع جاء مغايرا لذلك، إذ شنت القوات الروسية حملة قصف عنيفة للمدن و البلدات و المستشفيات و المدارس فى شمال البلاد .وقيام القوات الروسية بتوسيع آفاق التعاون مع القوات الكردية وهذا مما يزيد احتمال فرصة دخول القوات التركية و انضمامها للقتال . أن الاتفاقية التي تم توقيعها في ميونيخ فى 11فبراير يتضمن ثغرات خطيرة : وقف القتال  يدخل حيز التنفيذ لمدة أسبوع كامل، وستواصل القوات الروسية قصفها لمعاقل كلاً من تنظيم الدولة الاسلاميه –داعش وتنظيم جبهة النصرة -القاعدة –الأكثر تطرفاً و من الصعب التمييز بينهما بينما الألوية المعتدلة فى سوريا تدين بالولاء للولايات المتحدة الأمريكية . وصرح رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف لمجلة التايمز بخصوص المعارضة المُسلحة فى الشمال السوري “لذلك من الصعب جداً بالنسبة لنا الإعلان عن الاختلافات مابين الأطراف المعتدلة أو الأكثر اعتدالاً ،أو التفريق مابين السيئ و الجيد ” .الاتفاق لا يتضمن أي عقوبات للانتهاكات –في الحقيقة ، لا يتضمن أي آلية للتنفيذ على الإطلاق – فهذا مجرد استعراض لا أكثر .وإذا الأيام القليلة الماضية تُظهر أي دلائل ،فلن يكون هناك أي انتهاكات . يوم الاثنين ،الصواريخ السورية و الروسية قد قصفت ثلاث مستشفيات ،دُمرت بالكامل –  بلدة معرة النعمان -واثنان بالقرب من الحدود التركية قامت القوات الروسية بضرب مدرستان فى الشمال السوري مما أدي إلى مقتل 50شخص قتلوا فى هذه الهجمات . وذكر المتحدث باسم أطباء بلا حدود سام تايلور في سوريا “لقد قصف مقرنا هذا الصباح”في منطقة معرة النعمان حيث مقر منظمة أطباء بلا حدود –كان الهجوم متعمداً واستمر الهجوم لأكثر من ساعة ” وذكر رئيس بعثة أطباء بلا حدود فى سوريا بان “أربعة صواريخ جو –أرض قد أطلقت على دفعتين بإتجاة مستشفى مكون من أربعة طوابق ،ويبلغ عدد أفراد البعثة 25 شخصاً قتل منهم 5أشخاص ،وعثر على ثلاثة أشخاص أحياء  تحت الأنقاض و توفى  خمسة مرضى فى هذا الهجوم ” ويُعد الهجوم انتهاكا واضحاً لقرار مجلس الأمن 2254 الذي صدر في شهر ديسمبر من هذا العام وطالبت قمة ميونيخ كافة الأطراف المعنية الالتزام بهذا القرار الدولي .وينص القرار على عدم التعرض للمدنيين و الأهداف المدنية والمباني العامة و المستشفيات والاستخدام العشوائي للأسلحة “. من الواضح أن روسيا قد تدخلت فعلياً فى الحرب فقد أطلقت وابل الصواريخ و القنابل العنقودية على المناطق التي يسيطر عليها الثوار بالقرب من مدينة حلب و على الطريق الرئيسية للإمدادات القادمة من تركيا . وصرحت ديبة فخر المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ” على ارض الواقع إعلان ميونيخ مجرد حبر على ورق ”  وتحدث ديريك أوروك بصراحة –وهو يعمل مستشار أمنى لمؤسسة إغاثة أيرلندية  تقدم المساعدات الإنسانية لما يُقارب مليون شخص فى الشمال السوري “أنها وثيقة جوفاء و لاقيمة لها “. ويُطالب القرار الأطراف المتنازعة ضمان تزويد السكان بالغذاء و الدواء وتحديداً للاماكن المحاصرة ولكن الأمر يعود لنظام بشار الأسد حيث تستغرق عملية توصيل المساعدات مدة 72ساعة بما يشمل عطلة نهاية الأسبوع وبالأسماء  فان 7 مناطق من التى تعانى الحصار تصلها المعونات الإنسانية و فيما يبدو واضحاً للعيان فأن الرئيس بشار الأسد غير معنى بالمساعدات الإنسانية بقدر ما يعنيه استعادة السيطرة على البلاد . وفى مقابلة للرئيس السوري بشار الأسد مع وكالة أجنبية يوم الجمعة “من غير المعقول ولا المنطقي بالنسبة لنا فقدان اى جزء من الأراضي السورية و أكد بأن الحل سيستغرق وقتا طويلا وسيكون الثمن باهظاً . وتتركز أهداف الضربات الجوية الروسية على ثلاث محاور : قطع كل الطرق المؤدية من و إلى تركيا حتى للمساعدات الانسانيه ، حصار لمنطقة ريف حلب ،كبرى المدن السورية و التي تدور رحى الحرب على محاورها و تسهيل سيطرة القوات الكردية للشمال السوري . وكون الولايات المتحدة تدعم القوات الكردية فى حربها ضد الدولة الإسلامية المتطرفة فى الشمال السوري وتحتفظ  بعلاقاتها الودية مع نظام بشار الأسد وقبولها حصول الأكراد على الدعم العسكري من روسيا . في بلدة تل رفعت التي يسكنها ما يقارب 30،000والتى تقع على الطريق الرئيسي مابين حلب و تركيا ،يقوم الطيران الروسي بغارات جوية إلى ما يُقارب 100يوميا فى نهاية هذا الأسبوع فقط بعد أن هجر معظم السكان بيوتهم هربا للحدود التركية هذا ما تؤكده مراكز الإغاثة الإنسانية و قد استولى الأكراد على البلدة يوم الاثنين .وفى بلدة حريتان فى المنطقة الشمالية من حلب التي فر سكانها في وقت سابق من هذا الشهر ،ألقت الطائرات الروسية القنابل التي تحتوى على الذخائر العنقودية التي تحتوى على العشرات من القنابل فى محاولة لقتل الثوار الذين بقوا فى المدينة للدفاع عنها .

وذكر أحد السكان “ان الطيران الروسي يسعى لتدمير أى مدينة أو قرية ،أذا ما حاول السكان العودة لمنازلهم فأنهم سيجدون أكوام الركام ” لمواجهة النقص فى الأيدي العاملة فأن نظام بشار الأسد يسعى للاعتماد على القوات الكردية للاستيلاء على العقارات وبالاعتماد أيضا على الأصدقاء من الجبهة الديمقراطية السورية وقد استولت القوات الكردية الأسبوع الماضي على القاعدة الجوية من الثوار و بلدة تل رفعت البلدة الحدودية”عزاز”. وحذرت تركيا بأنها لن تسمح بسيطرة الأكراد و استيلائهم على مناطق سورية جديد و إقامة  دولة خاصة بهم كما صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو يوم الاثنين بان تركيا لن تسمح بسقوط عزاز فى ايدى الأكراد و انه إذا ما حدث هذا فسيكون الرد قاسياً وحذر من استمرار روسيا كمنظمة إرهابية و تهجير المدنيين فسوف يكون لنا ردة فعل مختلفة ” . وبالرغم من حديثة إلا إن قوات التحالف الكردي مع المقاتلين العرب أعلنوا استيلائهم على قرية أخري بالقرب من عزاز بعدها صرح وزير الدفاع التركي استبعد نشر قوات برية وذكر مسئولون آخرون بان تركيا ستتصرف فى حال قررت الولايات المتحدة ان تكون جزء من هذا النزاع –وهذا مما يؤدى لمواجهة مع روسيا . صرح مسئول تركي يوم الثلاثاء عندما سئل عن ذلك “سوف نرى ماذا يجب علينا فعلة فى الأيام القادمة ” الحكومة الأمريكية قد انتقدت كلاً من تركيا لتحاملها على الأكراد و وانتقدت الأكراد أنفسهم للاستيلاء على مناطق كانت تحت سيطرة حلفاء أمريكا و كون الحرب فى الشمال السوري آخذة بالتصعيد فبات من غير الواضح إذا ما واشنطن تفضل للقيام بأي شيء لتغير الوضع الحالي .