مبروك الماجستير للاخ الباحث محمد طلال ابوسيف وعقبال انشاء الله الدكتوراه

0
985

كتب هشام ساق الله – كتب الاخ الدكتور عاطف ابوسيف على صفحته على الفيس بوك  مباركه لشقيقه محمد طلال ابوسيف بمناسبة حصوله على شهادة الماجستير امس من معهد البحوث العربيه التابع لجامعة الدول العربيه عن اطروحته العمليه ” الحياه الاقتصاديه والاجتماعيه لمدينة يافا فترت الانتداب البريطاني مابين 1922-1945 ” وتذكرت حديث مع الشاب على الفيس بوك وسالني اذا ما اعرف احد كبير بالسن عاش في مدينة يافا واقترحت يومها له والدي الحاج شفيق ساق الله ونسقت له معه وقام بعمل لقاء يومها مع الوالد .

 

وقد جرت يوم امس المناقشه بقاعة المؤتمرات بجامعة القاهره وقد تشكلت لجنة الحكم والمناقشه من الاساتذه أ.د على بركات ..أ.د أحمد زكريا …أ.د محمد صبرى بعد المداوله والنقاش تم منح الشاب محمد طلال ابوسيف شهادة الماجستير وسط تصفيق وحضور عدد كبير من طلاب الماجستير والدكتوراه في القاهره اضافه اضافه حضور كبيرمن ابناء الجاليه الفلسطينيه .

 

يافا مدينة لها جذور تاريخية عميقة، فهي مدينة كنعانية بالأساس يتجاوز عمرها الخمسة آلاف عام. وقد مر علي مدينة يافا أقوام عديدة، احتضنتهم جميعاً ولفظت كل من أتاها محتلاً. وخلال العصور، كانت يافا مثالاً للتعايش والتسامح الديني والعرقي. وتعتبر مدينة يافا العاصمة العربية القومية لفلسطين, فبالرغم من أن القدس هي عاصمة القطر الفلسطيني وبها مركز الحكومة، فإن عروبة يافا الخالصة تجعلها من هذه الناحية العاصمة الحقيقية لفلسطين.

 

فمنذ بدايات القرن التاسع عشر بدأت مدينة يافا تخوض عملية تطوّر سريع في شتى مجالات الحياة، وكان المحور الأساسي الذي دفع إلى التغيير والتطور فيها هو المحور الاقتصادي الذي اعتمد على ثلاث ركائز هي (الزّراعة والصّناعة والسّياحة). وفي بداية القرن التاسع عشر كانت يافا بلدة صغيرة محاطة بالأسوار، وكانت مساحتها تقارب المائة دونم وعدد سكانها قارب 3000 نسمة, أما في أواخر القرن التاسع عشر فقد أصبحت يافا مدينة حديثة، تصل مساحتها إلى 1500 دونم، وعدد سكانها 50 ألف نسمة.

 

وبخصوص الوضع السياسي لمدينة يافا فكانت الملامح العامة لسياسة الانتداب البريطاني بالنسبة ليافا، وجدنا أنه شجع الهيمنة الصهيونية على المقدرات الاقتصادية في مدينة يافا، وذلك من خلال تشجيع المشاريع الاقتصادية ومنح الصهاينة احتكار تلك المشاريع، ومن أهمها مشاريع تطوير واستغلال مياه الأنهار والسيطرة على الميناء في بعض الأحيان وغيرها من الامتيازات .

 

وقد حاولت حكومة الانتداب البريطاني أن تضفي على سياستها طابع الشرعية، من خلال تفصيل دستور خاص بحكومة الانتداب البريطاني, كما قامت بتشكيل المجلس التشريعي الصوري الذي تميز بصبغته المحكومة سلفاً بالقرار السياسي البريطاني الصهيوني المشترك. كما سنت حكومة الانتداب البريطاني عدداً من القوانين كان من أخطرها قوانين نزع  الملكيات، وقوانين الهجرة والجنسية، وقوانين النقد وغيرها من القوانين المجحفة بحق أهالي مدينة يافا, كما عملت الحكومة الانتدابية على تهويد المؤسسات الحاكمة في يافا بصورة تدريجية من خلال تعيين عدد من اليهود الصهاينة أو المسيحيين المتصهينين في إداراتها.

 

وقد أدى الانحياز البريطاني لصالح الصهيونية في فلسطين عامة إلى قيام ثورات عديدة للتنديد بالسياسة البريطانية الداعمة للمشروع الصهيوني، وكانت بريطانيا عقب كل ثورة ترسل لجنة للتحقيق في أسبابها، وكانت تصدر عدداً من الكتب والتقارير ضد الفلسطينيين في مدينة يافا، وفي صالح الاحتلال الصهيوني.

 

وفي الفترة من 1922-1948م أشركت الحكومة البريطانية الصهاينة في مختلف أجهزة الحكومة العسكرية والأمنية على حد سواء، فمع انتهاء الحرب العالمية الأولى بادرت الحكومة البريطانية إلى تسريح الفيلق اليهودي الذي شارك في تلك الحرب إلى جانب بريطانيا، لتبدأ مرحلة جديدة من التعاون بين الجانبين، وتغاضت القوات البريطانية عن عمليات تهريب الأسلحة وسرقتها، كما دأبت حكومة بريطانيا وبالتعاون مع الإدارة الصهيونية على إشراك الصهاينة في جهاز الشرطة وفق شروط وضعتها المصالح المشتركة بين الجانبين تختلف في جوهرها عما كانت عليه عند العرب.

 

ولقد سعت المنظمة الصهيونية إلى تهريب الأسلحة إلى فلسطين كافة مستغلة تغاضي الحكومة البريطانية عن ذلك الأمر بغية تسليح منظمة الهاغاناة ودعم الصهاينة أثناء ثورة يافا عام 1921, واضطرت الحكومة البريطانية في بعض الأحيان أن تقف موقفاً حازماً خاصة بعدما قدم العرب العديد من الشكاوى فتم ضبط كمية من الأسلحة المهربة عبر ميناء يافا على أنها أدوات ومواد زراعية, وبعد هذه العملية زودت السلطات البريطانية الصهاينة بالسلاح لحماية أنفسهم من هجمات الثوار في يافا. ورغم احتجاجات القيادات الوطنية الفلسطينية في المدينة، لم تعر حكومة الانتداب البريطاني العرب أي اهتمام، بل أصدرت الحكومة البريطانية مزيداً من الأوامر لتزويد الصهاينة بالسلاح.

 

وبعد كل المعارك التي عانت منها مدينة يافا، لقنت يافا العدو درساً لن ينساه في تلك الفترة, ففي الوقت الذي اندفعت فيه وحدات الاحتلال الصهيوني فترة حكم الانتداب البريطاني لضرب المدينة، علا صوت الرشاشات الثقيلة لتحصد الأهالي وتدمر الأحياء. وفي حي المنشية واجه الأهالي الاحتلال بالأسلحة رغم وجود عدد كبير من البيوت المهدمة للدفاع عن مدينتهم, وقد اعترف بذلك العدو الصهيوني آنذاك على لسان مناحيم بيجن بأن جبهة المنشية كانت عميقة جدا في كل خط منها, ولقد فشل الهجوم في البداية ولم يستطيعوا اختراق تحصينات المقاتلين في يافا وتدمير عنق الزجاجة ذي الشكل الهلالي, ولقد عاد الاحتلال على اعقابه وانسحب من الأرض التي دافع عنها أهلها بدمائهم.

 

كما كان لمدينة يافا وضعها الاقتصادي الهام كون ميناء يافا في عمقها. كما أن حركة التّجارة في ميناء يافا في تلك الفترة سبقت الحركة في ميناء بيروت، وكانت تمر في فترة نمو سريع منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر، وبخاصّة في فترة الانتداب البريطاني (1917-1948)، حيث أصبحت مدن الساحل في فلسطين، وعلى رأسها يافا، أكثر أهمية وأسرع تطوراً من ناحية اقتصادية ديموغرافية وثقافية من مدن نابلس والخليل والقدس, أمّا مدينة القدس فقد استطاعت أن تحافظ على مكانتها التاريخية كمركز ديني وسياسي.

 

كان لمدينة يافا شخصية متميزة تنفرد بمقوماتها عن باقي المدن الفلسطينية. ولقد نبع هذا التميز من عدة عوامل اختصت بها هذه المدينة, فهي أكبر مدينة سكاناً وأجمل مدن فلسطين موقعاً، وأغناها ثراء, وهي مدينة التجارة والمال والصحافة التي فتحت ذراعيها لتستقبل الوافدين من كافة أنحاء فلسطين والبلاد المجاورة الذين يعملون ويقيمون فيها واحتضنتهم وكانهم من سكانها ولا فرق بينهم وسكان مدينة يافا.

 

كما تضمنت الدراسة الحياة الاجتماعية فقد كانوا أهالي مدينة يافا يعيشون في الأحياء العربية للمدينة، ولم يفروا منها أثناء المعارك ولم يهاجروا إلى مدينة غزة كما هاجر بعض الأهالي خوفاً من الاحتلال وممارساته القمعية، ولكنهم بقوا في مدينة يافا وسمح لهم من قبل الاحتلال أن يعيشوا فيها ويسكنوها وإن استوطن فيها أو أغلبها المهاجرين اليهود.

 

واستعرضت الحياة الاجتماعية التنظيم الطبقي في مدينة يافا حيث ساهم كل نظام في تشكيل البناء الاجتماعي الطبقي وخصائصه, كما أن نظام الملكية في مدينة يافا وقراها التابعة قد حدد الشرائح والطبقات وما يرتبط بها, وقد كانت الأقلية هي التي كانت تمتلك معظم الحيازات الكبيرة.

 

وتناولت هذه الدراسة الحياة الاجتماعية والصحية في مدينة يافا في عهد الانتداب البريطاني، وقد اتضح فيه أن الحياة الاجتماعية في يافا كانت جزءاً من الحياة الاجتماعية في فلسطين. وان النظام الاجتماعي في مدينة يافا بين أن المجتمع في فترة الانتداب كان مقسماً لثلاث طبقات, وكان لانتشار نظام رؤوس الأموال أثره السيئ على المجتمع بشكل عام، وخاصة فئة الفلاحين والعمال والكادحين.

 

كما اتضح أن الزواج في يافا كان له طابعه الخاص في العقود الأولى من القرن الماضي، وكان زواج الأقارب الأكثر انتشاراً. كما اتضح تنوع الأزياء والملابس في يافا في فترة الانتداب من خلال القنباز الذي كان لباس رجال يافا. كما كان هناك السروال باعتباره الزي الأساسي للبحارة. كما كانت هناك “العباية” التي تلبس فوق القنباز, والحزام, والملابس المطرزة, والنسيج.

 

وكان للمرأة دورها السياسي  بجانب دورها كزوجة وأم. بالإضافة إلى ذلك اتضح أن كثرة المستشفيات والصيدليات والأطباء تعكس حالة مدينة تعيش حالة من التطور والتقدم، ويعيش أبناؤها في حالة من تطور مستويات المعيشة.

 

كما تناولت الدراسة عدة قضايا كالتعليم الذي ارتبط في يافا فترة الانتداب البريطاني الأسود بالعامل الديني, حيث أن التعليم في البداية كان على شكل حلقات في الجوامع او التكاية التابعة للجامع, وكان يدير هذه الحلقات أمام الجامع حيث يتلقى الطلبة على يدية علوم القرآن والكتابة وتلاوة القرآن والفقه وبعض قواعد الحساب الأولية, وكانت تهدف هذه الحلقات إلى تخريج الكتبة والوعاظ.

 

أما أكثر المدارس في مدينة يافا فكانت في البداية على حساب ألاهالي  وكانوا يدفعون رواتب المعلمين منهم عن طريق التبرعات ومن ثم تطور ذلك واصبح هناك مدارس خاصة وحكومية ومدارس تشرف عليها الجمعيات.

 

وعن الصحافة في مدينة يافا فقد كان لها دور كبير في مواجهة الاحتلال البريطاني والهجرة اليهودية إلى فلسطين من قبل الشباب اليافاوي وبعض المؤلفين والكتاب.

 

ولكن لا ننسى جرائم الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني في مدينة يافا، حيث عاثوا في الأرض فسادا ودمروا البيوت وقتلوا الشيخ والإمرأة والطفل ومثلوا بجثثهم بأبشع الصور, وبعد ذلك أخذوا يقتحمون المدينة حتى جاء اليوم المشؤوم وفي 13 ايار من العام 1948م وما كاد الانجليز ينسحبون من يافا في يوم الجمعة في 14 آيار حتى إقتحمها الأعداء ورفعوا الأعلام الصهيونية على مبانيها, وأخذت جيوشهم تعمل في النهب والسلب, وآستولوا على كل شيئ فيها, وبلغ عدد الدمار وأعمال النهب الذروة في مدينة يافا ومنطقتها من اليهود المهاجمين.

 

وهكذا قدَّر لمدينة يافا عروس البحر كما باقي المدن الفلسطينية كافة بأن تقع تحت وطأة الاحتلال وما زالت محتلة ولا أحد يحرك ساكنا.

 

تبين للباحث أن هناك نقص في المادة العلمية المتعلقة بمدينة يافا وبالاخص في الرسائل العلمية لانه لم يتناولها الا القليل من الباحثين. لذلك يوصي الباحث بما يلي:

 

– يجب العمل على إعداد رسائل علمية بشكل موسع من قبل الباحثين والمختصين لكي يتمكن الباحثين من الاهتمام بالدراسات العلمين عن المدينة في فترات تعد مفصلية في تاريخ فلسطين. فالتاريخ يحفظ الحقوق لاننا بامس الحاجة الى ذلك.

 

– يوص الباحث بجمع الوثائق والسجلات الخاصة بتاريخ المدن الفلسطينية قبل الاحتلال ووضعها بين أيدي الباحثين المهتمين في هذا الشأن. لكي يتمكنوا من ابراز الحقوق الفلسطينية وضحد الادعاءات الصهيونية باحقيتهم في فلسطين العربية.

 

– كما ويوصي الباحث بانشاء دار للوثائق الفلسطينية على غرار باقي البلدان لحفظ الارث التاريخي لفلسطين. لان الباحث يرى ان الصراع مع العدو هو صراع وجودي تاريخي. وان لم تستطع المؤسسة الفلسطينية الرسمية والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية انشاء مبنى لجمع الوثائق خشية من تدمير الصهاينة له فعليهم ارشفته الكترونيا وتسهيل الحصول عليها للباحثين.

 

والباحث محمد طلال ابو سيف مواليد 1983 في مخيم جباليا للاجئين  لاسرة مهجرة من مدينة يافا عام 1948 تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدارس وكالةالغوث وتشغيل اللاجئين وخصل على الثانويه العامه وحاصل علي درجة البكالوريس من جامعة القدس المفتوحة تخصص اجتماعيات و دبلوم دراسات عليا من معهد البحوث و الدراسات العربية قسم تاريخ .

 

شارك بمؤتمر شباب الباحثين في التاريخ الحديث و المعاصر في جامعة عين شمس ببحث بعنوان اسرار حملة جمال باشا علي سيناء و فلسطين و حصل علي درجة الماجستير في التاريخ الحديث و المعاصر بتقدير ممتاز عن رسالته الموسومة بعنوان الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في مدينة يافا فترة الانتداب البريطاني (1922-1948)و التي تعتبر مفصلية في تاريخ المدينة و فلسطين .

 

الف مبروك للاخ الرائع محمد ابوسيف حصوله على الماجستير وتمنياتي له بالحصول على شهادة الدكتوراه بالقريب العاجل وانشاء الله مزيدا من التقدم والنجاح .