ثلاث اعوام على استشهاد الدكتور صلاح زهير صلوحه

0
632

كتب هشام ساق الله – ثلاث اعوام على استشهاد طبيب الاسنان الشاب صلاح زهير صلوحه الذي استشهد على حاجز ايرز بعد ان اصيب بمرض انفلونزا الخنازير وماطلت المستشفيات الصهيونيه بقبول تحويله الى احداها وبعد مكوثه في غرفة العناية المركزه لمدة تزيد عن عشرين يوما بشكل متتالي تم الموافقه على تحويله وتم نقله بواسطة سيارة اسعاف فلسطينيه وبسبب الاجراءات الامنيه والتفتيش وعدم وجود انبوبة اكسجين في السياره الصهيونيه فاضت روحه الى بارئها واستشهد وعاد جثمانه الى مدينة غزه ,

 

كلما اسمع عن حالة وفاة بمرض انفلونزا الخنازير اتذكر الدكتور صلاح هذا الرجل الذي لم يتم يتم اعتماده كشهيد واجب اثناء ادائه لعمله ولم يتم فحص الامر من قبلة وزارة الصحه بغزه ولا وزارة الصحه في رام الله ولم يتم تعويض عائلته براتبه القليل الذي يكاد يكفي ابناءه الصغار وزوجته الصابره .

 

تقاطر على بيت عزاء الدكتور الشاب صلاح صلوحه عدد كبير من القيادات الوطنيه والاسلاميه وقدم العزاء له عدد كبير من هؤلاء المسؤولين في وزارة الصحه في غزه ووزارة الصحه في رام الله وابرق الوزير من رام الله ببرقية عزاء والرئيس محمود عباس وكل اعضاء اللجنه المركزيه لحركة فتح وانقطعت الاتصالات والمتابعات لكل المعزين بعد انتهاء اليوم الثالث للعزاء .

 

لا احد كرم المرحوم الدكتور صلاح صلوحه او زار بيته باستثناء عدد من اصدقائه وزملائه بالعمل ولا احد يسال عن زوجته وابنائه ولا يسال عن وضعهم وكيف يعيشوا وهل تتقاضى العائله راتب مجذي لها يستطيعوا ان يعيشوا بدون أي مساعده من والده والاسره فهذا الشاب موظف استشهد بعد ان اصيب بمرض معدي أي انه اصيب اصابة عمل ويجب ان يتم التعامل معه بشكل مختلف عن ان حالته وفاة عاديه .

 

للاسف لم لم تقم وزارة الصحه باصدار قرار استثنائي يتم بموجبه اعتماد هذا الرجل والطبيب على انه اصيب اصابة عمل او يتم اعتماده كشهيد او أي شيء ونظرا لانه لم يكمل سنوات التامين والمعاشات اصبحت عائلته تتقاضى فقط لاغير 1400 شيكل من هيئة التامين والمعاشات حسب النظام المتبع .

 

لا احد يسال هل يمكن ان تعيش اسرة طبيب بهذا المبلغ ولماذا لم يتم اعتبار الدكتور صلاح صلوحه اصيب باصابة عمل واصدار قرار استثنائي بعمل اللازم وزيادة مخصصات اسرته اكثر من هذا المبلغ الذي هو اقل لراتب جندي متفرغ بالسلطه الفلسطينيه واقل بكثير من عمل طبيب مبتدء فهذا الرجل اصيب باصابات اثناء ادائه لعمله .

 

لان اسرته لا تتسول امام ابواب المؤسسات والوزارات وبسبب اوضاع الانقسام وعدم قيام حركة فتح ومكتب اطباء الاسنان الحركي او نقابة الاطباء او اصدقاء العائله الكثر من اعضاء اللجنه المركزيه او المجلس الثوري او المناضلين والذين يعرفوا ظروف استشهاد الطبيب الشاب صلاح صلوحه لم يقوموا بدورهم وواجبهم والعائله رضيت بقضاء الله بفقدان ابنها الشاب الرائع صلاح صلوحه ولم تتسول او تقم برفع قضيه او تكتب او تراسل بشان حق ابنائه الايتام الذين يستحقوا اكثر من 1400 شيكل الذين يتقاضوه من هيئة التامين والمعاشات .

 

للاسف لم تقدم حركة فتح ولا مكاتبها الحركيه لنقابة اطباء الاسنان او الاطباء أي تكريم او تخليد لذكرى هذا الرجل الطبيب الذي اصيب اثناء عمله بعدو وانفلونزا الخنازير واستشهد بدون ان يتم تقديم العلاج اللازم لهذا الرجل ولم يتم تكريمه كاحد ابناء الحركه وكوادرها او أي شيء ولم تقم نقابة اطباء الاسنان التي تسيطر عليها حركة حماس باي دور تجاه هذا الرجل وانصافه .

 

وكان طبيب الاسنان الدكتور صلاح صلوحه ادخل غرفة العنايه المركزه في حاله خطره نتيجة اصابته بالتهاب رئوي حاد نتيجة اصابه بمرض فايروسي خطير انفلونزا الخنازير من جراء اصابته بالعدوى وقد عانى من الانتظار بغرفة العنايه المركزه ومحاولات عديده تمت لتحويله الى احدى المستشفيات داخل فلسطين التاريخيه وكل مره ياتي رفض لاستقبال حالته الصعبه .

 

الشهيد صلاح صلوحه استشهد بعد انتهاء التفتيش الامني الطويل الذي استمر وبعد ان تم نقله من سيارة الاسعاف الفلسطيني الى سيارة الاسعاف الصهيونيه المستاجره والمدفوع اجرها ثمن مالي كبير تم اكتشاف ان انابيب الهواء داخل سيارة الاسعاف كانت فارغه وتحجج الاطباء الصهاينه بانها فرغت نتيجة فتحها من قبل الجنود الصهاينه .

 

هذه المستشفيات تنتقي حالاتها وفق مزاج أطبائها ومدى ربحيتها الماليه دون ان تستطيع وزارة الصحه الفلسطينيه ان تلزم تلك المستشفيات بتحويل على الاقل الحالات الصعبه التي يصعب تقديم أي علاج لها وخاصه من الاطباء الذين يصابوا بامراض صعبه نتيجة العدوى .

 

بعد محاولات مضنيه تم قبول حالته بمستشفى الكرمل البعيده عن قطاع غزه ثلاثة ساعات ومثل هذه الحالات تحتاج الى عنايه شديده ومتابعه وارهاق لحالة المريض ولكن الاجراءات الامنيه الصهيونيه على حاجز ايرز تضاف الى معاناة نقل المرضي فقد تم احتجازه وتفتيشه اكثر من ساعتين ولم يستطع ان يصمد واستشهد على الحاجز .

 

حالة الطبيب صلاح لم تكن الاولى فقد سبق ان توفي الدكتور محمود الحداد الجراح الفلسطيني المشهور قبل ثلاثة اعوام نتيجة نفس الحاله ونتيجة اجراء التفتيش الصعبه وتعقيد عملية دخوله الى داخل المستشفيات الصهيونيه .

 

كان يفترض ان يتم الاعتراف بحالته على انه شهيد للواجب وان يتم تعويض عائلته واطفاله وزوجته التي تركها بمخصصات ماليه اكبر من التي يتم منحهم اياها ولكن للاسف يموت الرجل ولا احد يتابع اوضاع اسرته نعم قصروا بحقه وزارة الصحه الفلسطينيه في رام الله وكذلك وزارة الصحه في قطاع غزه وقصر بحقه نقابة اطباء الاسنان وكذلك المكتب الحركي الطبي الفتحاوي .

 

قصروا كثيرا بحق هذا الطبيب الشاب الرائع صلاح زهير صلوحه الذي غادرنا مبكرا وعدم الاعتراف بانه استشهد نتيجة قيامه بواجبه حين تلقي العدوه اثناء عمله وقيامه بواجبه ولم يتابع احد قضية استشهاده في سيارة الاسعاف الصهيونيه وعدم وجود اوكسجين فيها نتيجة طول مدة انتظاره حتى يتم اجراء الفحص الامني عليه ليتم السماح له بالدخول الى داخل فلسطين التاريخيه ليتلقى علاجه هناك .

 

الدكتور صلاح زهير محمود صلوحه من مواليد مدينة غزه عام 1974 وتعلم في مدارسها وتم قبوله في احدى الجامعات الروسيه وتخرج منها عام 1999 وعاد الى قطاع غزه ليخدم شعبه ووطنه وعمل في وزارة الصحه عام 2003 وعمل بالبدايه في عيادة شهداء الرمال ثم انتقل للعمل في الصحه المدرسيه وكانت اخر محطات عمليه مستوصف الحريه بحي التفاح بمنطقة المطينه .

 

الشهيد صلاح متزوج واب لبنتين هما ريم وشهد ولولدين هم عمر وزهير وهو سليل عائله مناضله التحقت بداية انطلاقة الحركه في صفوف فتح فوالده المناضل زهير صلوحه قد اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال وتم استدعائه مئات المرات وكان دائما يقدم الخدمات للمناضلين وهو احد كوادر حركة فتح شفاه الله من المرض الذي الم فيه وهو بحاجه الى عنايه فائقه جاء الى ارض الوطن للاطمئنان على بكره المرحوم صلاح قبل ايام .

 

ووالدته المناضله فاطمة الكباريتي احد مناضلات حركة فتح التي التحقت منذ بداية دخولها المرحله الثانويه في صفوف الحركه وشاركت في كل المظاهرات بداية الاحتلال الصهيوني والتحقت في خلايا حركة فتح العسكريه وتم اعتقالها عدة مرات من قبل قوات الاحتلال امضت فترات في سجونه .

 

والاخت المناضله ام صلاح هي احدى مؤسسات اتحاد لجان المراه للعمل الاجتماعي وعضو بالمكتب الحركي المركزي للمراه وعضو بالامانه العامه للاتحاد العام للمراه الفلسطينيه ومدير عام في وزارة الشباب قبل ان تخرج الى التقاعد .

 

تعازينا للاهل والاصدقاء والاخوه ال صلوحه الكرام وخاصه الى والده الاخ ابوصلاح والى والدته الاخت ام صلاح والى اخته اماني وكل الاسره الكريمه وكل الاطباء واصدقاء ومعارف الشهيد المناضل الدكتور صلاح .

 

نامل ان يتقبله الله ويجعل معاناته هذه في ميزان حسناته وادخله فسيح جناته مع النبيين والصالحين والشهداء وحسن واولئك رفيقا الى جنات الخلد يادكتور صلاح .

 

https://hskalla.wordpress.com/2013/01/26/عنصرية-ومادية-المستشفيات-الصهيونيه-ف/