التعليم العالي في غزة شاهد ما شافش حاجة

0
963

“جامعات ومعاهد بغزة” اغراءات وهمية للطلبة بدون أي خدمات

تجاوزات واضحة لأنظمة ولوائح وقوانين التعليم العالي في بعض جامعات غزة
جامعات وكليات غزة تفتقر للخدمات المطلوبة والمختبرات العملية وخبراء التدريب

اين تذهب منح الطلبة الخارجية؟ والأطر الطلابية الحمساوية تهيمن على المنح والقروض

أعداد الطلبة في جامعة الأقصى غزة تتجاوز المساحة والطلاب يشتكون من تكدس القاعات

طلبة الإعلام في جامعات وكليات غزة يشتكون من عدم تجهيز مختبرات وافتقارها للجانب التدريبي والاستعانة بمدرسين غير مختصين

التعليم  العالي بغزة ليس لديه علم بتجاوزات بعض الجامعات والمعاهد ولا يمارس دوره الرقابي

السبوع: على جامعات غزة توفير الحد الادنى من معايير الجودة الخاصة بالتدريب والكادر الاكاديمي

غزة- توفيق المصري وعلاء الهجين- متابعة وإشراف د. حسن دوحان

وقف الطالب بكلية الدراسات المتوسطة بجامعة الأزهر بغزة محمود كراز تخصص محاسبة في الحرم الجامعي قائلا “لمن اشكوك وابوك القاضي” عندما سئل عن اداء المحاضرين في كليته، ويشير الى ان المدرسين ليس لديهم كفاءة التدريس، وأن منهم يعرفهم يحملون شهادات البكالوريوس ويدرسون في الجامعة ” بالواسطة “.

ورفض الطالب كراز ذكر أسماء المدرسين الذين يعرفهم يعملون بالواسطة في التدريس وهم يحملون شهادات البكالوريوس، ويضيف” شكاوينا على المدرسين الذين يعملون بالواسطة في الجامعة لن تجدي نفعاً.

ويوضح بأن الجامعة لا تقدم للطلبة أي خدمات، بينما يتم حجب درجات الطلاب لعدم دفع الرسوم المستحقة.

ويضيف بحكم موقعي كناشط في الاطار الطلابي الفاعل في جامعة الأزهر منظمة الشبيبة الفتحاوية استطيع الحصول على درجاتي رغم عدم دفعي مستحقات الجامعة”.

ولا يختلف حال الطالب عبد الله السلفيتي24 عاماً الذي عبر بكلمات موجعة عن ازمة التعليم العالي في قطاع غزة قوله : “دفعتني أمنيتي لدراسة الإعلام فالتحقت بأحد كليات الإعلام في غزة؛ كي أصبح من أبرز الإعلاميين الفلسطينيين وللحصول على فرصة عمل سريعة تسعفني في بناء مستقبل”، ولكني الان مصنف عاطل عن العمل بعد دراسة دامت سنوات.

ويقول الخريج السلفيتي” التحقت بكلية الإعلام والاتصال في جامعة فلسطين في العام 2010، ولم تكن الكلية مؤهلة أكاديمياً، لافتاً أن الكلية تفتقر للمختبرات العملية والاستديوهات والمعدات.

ويضيف السلفيتي” تفاجأت عند إلتحاقي بدراسة الإعلام أن غالبية الجامعات همها الوحيد هو الاستثمار والعمل لاستقطاب الطلاب لجني الأموال وزيادة الأرباح وليس لتأهيل طلاب إعلاميين أكفاء “.

وتمنى السلفيتي لو أن برامج الإعلام في الكليات تشمل مساقات تدريب ميداني وبعدد ساعات تتجاوز 50 ساعة أكاديمية.

ويوجد في قطاع غزة 29 مؤسسة تعليم عالي، تُخرج سنويًا حوالي  25 ألف طالب وطالبة ، بينما يبلغ  عدد الطلاب المسجلين بجامعات قطاع غزة حوالي 120 ألف طالبة وطالبة بحسب احصائيات لوزارة التربية والتعليم.

وبحسب احصائيات رسمية، فإن ما يزيد عن 150 ألف خريج جامعي عاطل عن العمل، بينما تبلغ نسبة البطالة في غزة قرابة 41.5% وفق ما ذكره مركز الإحصاء الفلسطيني.

إغلاق الفترة المسائية أثر سلباً!

وسجل الطالب الموظف محمد محمد “اسم مستعار” في جامعة الأقصى بغزة في الفترة المسائية وذلك كون أن تلك الفترة لا تتعارض مع عمله ولا تؤثر عليه، ولكن ما إن شرعت الدراسة حتى تفاجأ بإلغائها بعد فصل من دراسته مما إضطره للدراسة في الفترة الصباحية وأدى ذلك لتعطله عن عمله ولفقدانه الكثير من الدرجات وأثر سلباً على دراسته، ولا زال رسوم الفترة المسائية والبالغة 15 دينار للساعة الدراسية.

طلاب يشتكون من سوء الخدمات

أما الطالب محمود شراب ” 22 عاماً ” والذي يدرس الإعلام بجامعة الأقصى فاشتكى من عدم جودة القاعات في جامعة الأقصى بغزة، ويقول شراب” الجامعة كالروضة وسيئة جداً، ودورات المياه سيئة للغاية، ويقول للأسف يشعر الطالب أنه ذاهب لمدرسة والقاعات صغيرة كالمدرسة والجدران تحتاج لدهان؛ لأن منظرها غير لائق، والكراسي كراسي أطفال ولا تناسب طلاب الجامعة”.

ويشعر الطالب شراب بالملل خلال انتظاره ما بين المحاضرات حيث لا خدمات متوفرة كالإنترنت.

ويقول شراب” استديو الإعلام حدث ولا حرج ، كاميراته قديمة جداً، والجامعة لا توفر كاميرات للطلاب بل الطلاب أنفسهم من يقوموا بتوفير الكاميرات”.

واعتبر الطالب في جامعة الأقصى بغزة عبد المعطي الحلاق والذي يدرس اللغة العربية ان هناك مشكلة في الخدمات المقدمة من قبل الجامعة، وان هناك مساوئ لدى بعض المدرسين.

الشكاوي تطال الازهر والقدس المفتوحة

ويوضح الطالب أيمن أنه فضل الانسحاب من جامعة القدس المفتوحة بغزة والتوجه للدراسة بالكلية الجامعية كونه درس عاما كاملا، ولم يستفد من ادنى المعلومات التي يحتاجها الطالب ليمارس حياته المهنية بعد عدة اعوام يقضيها بالجامعة, ناهيك عن دفع رسوم الكتاب الجامعي اجباريا .

ويؤكد ايمن انه عانى من دراسته بجامعة القدس المفتوحة من عدم الاهتمام من قبل الكادر التعليمي بالطلبة.

اما الطالب في كلية الدراسات المتوسطة وسام مهدي ” 24 عاماً ” والذي يدرس العلاقات العامة والإعلام يشتكى من عدم تواجد مبنى مستقل لكليته، وأضاف أن هناك خلط في القاعات التي يدرس فيها طلاب البكالوريوس والدبلوم.

ويشتكي من عدم جودة المنهج الذي يدرس، كونه يدرس منذ 6 سنوات دون تغيير او تطوير على المعلومات الموجودة داخل الكتب, مطالبا بتجديد المنهج وأن يخضع لمتغيرات العصر.

ويضيف” هناك تخصصات تحتاج لمعامل تدريب كالعلاقات العامة والإعلام والتي تضم مساقات للتصوير التلفزيوني والفوتوغرافي وتحتاج لمعمل صحفي،  وان ذلك غير موجود في الكلية بالإضافة إلى أن الكلية لا يوجد بها أجهزة لتعليم الطلاب على التصميم والفوتوشوب”.

ويتابع” الطلاب يتخرجوا من تخصصات عملية وهم لم يطبقوا ما درسوه عملياً, فيما تحتاج تلك التخصصات للممارسة العملية اكثر من النظرية”.

واشتكى مهدي من عدم توافر كافتيريا لائقة لطلاب الجامعة، وقال أن الكافتيريا في قسم الطالبات جودتها أفضل بكثير من الكافتيريا في قسم الطلاب.

وقال الطالب ان الكلية تفرض رسوم 4 دنانير للخدمات وأنه لا توجد خدمات مقدمة ولا حتى مياه نظيفة أو دورات مياه تليق بمستوى طلاب جامعة.

ويشكو الطالب صبحي فروانة ” 20 عاماً ” الذي يدرس تخصص الحقوق سنة ثالثة، من ارتفاع أسعار الرسوم الجامعية، واعتبر أن الجامعة لا تراعي الوضع الإقتصادي الذي يعانيه اهل غزة. ويقول فروانة المبنى الجديد الذي تم نقل دراسته فيه في منطقة المغراقة عبارة عن مبنى واحد وغير مجهز ولا يوجد به حتى ماء للشرب وأنه قام متبرع بالتبرع بالماء كصدقة عن روح ” حاجة “، وأضاف ان المواصلات والباصات التي قامت الجامعة بتوفيرها ليست بالمستوى المطلوب.

واستقبلت كلية الدراسات المتوسطة بعد العدوان في العام 2014 ما يزيد عن 1500 طالب وطالبة في تخصصات مختلفة، وفي عام 2015 استقبلت الكلية أكثر من 1100 طالب وطالبة في عدة تخصصات في البرامج المختلفة في الكلية، وبلغ عدد الطلاب على مقاعد الدراسة حالياً ­ ل 2700 طالب وطالبة، و يبلغ أعداد الطلاب الموجودة بالكامل ما بين منقطع ومؤجل 5000 آلاف طالب وطالبة.

وبدوره يقول عميد كلية الدراسات المتوسطة بجامعة الأزهر بغزة رامي رابعة أن كافة المساقات النظرية التي تدرس يشترط في كل المدرسين بأن يكونوا حاصلين على درجة الماجستير كحد أدنى او الدكتوراه، فيما يتم اعتماد مدرسين المساقات العملية الحاصلين على درجة البكالوريوس لكن بشرط أن يكون من أصحاب الكفاءة.

ويوضح ان جامعته كانت تتطلع لتشغيل مدرسين من حملة الشهادات العليا، وهناك عاملين لدى الجامعة من موظفي السلطة الفلسطينية في قسم التمريض خصوصاً، ذلك أنهم من أصحاب الخبرة.

ويؤكد رابعة أنهم سمعوا شكاوى الطلاب بخصوص الخدمات ومرافق الجامعة الغير مجهزة، وعن عدم تجهيز كلية الاعلام بمرافق واستديو ، ولكن لا يوجد لنا القدرة والإمكانية.

وعن شكاوى الطلاب عن أداء المدرسين وعن الواسطة في اختيار المدرسين، قال رابعة” لا يحق للطالب بالقانون السؤال كيف تم اختيار المدرسين, ولكن يحق للطالب التوجه فقط بشكوى للشئون الأكاديمية للنظر في شكواهم عن أداء المدرسين”.

ويضيف يوجد عدد قليل من المدرسين المثبتين لديهم ومنهم إياد البرنيه وأكرم البياري ويحيى المدهون وهؤلاء لهم تخصصاتهم”.

طلاب ضحايا لسياسة الجامعة

قبل يومين من موعد تقديم الإمتحانات النهائية تم إصدار قرار يقضي بتقديم الطلبة الذين يدرسوا في بولتكنك فلسطين في فرع رفح جنوب قطاع غزة امتحاناتهم في فرع الوسطى.

ويقول الطالب محمد أبو عزاب ” 23 عاماً ” من سكان رفح ويدرس القانون في جامعة بولتكنك فلسطين أن” عميد بولتكنك فلسطين زاهر كحيل أصدر قرار قبل الإمتحانات بيومين بإلغاء تقديم الإمتحانات في فرع رفح.

وأضاف الطالب أبو عزاب” وتم فرض رسوم لنقل الطلاب من فروعهم بقيمة 30 دينار”، ولفت أن ادرة الجامعة هددت بترسيب  الطلبة اذا لم يذهبوا لتقديم الإمتحانات في فرع الوسطى.

وأضاف أبو عزاب أن” طلاب البولتكنك يدفعوا خدمات للجامعة والخدمات ليست متوفرة في الجامعة نهائياً، لا كهرباء ولا انترنت ولا مياه ولا شئ نظيف في الجامعة نهائياً، بالإضافة إلى أن المحاضرات التي أخذناها قبل الإمتحانات النصفية بإسبوعين وفي كل مادة 4 محاضرات قبل الإمتحانات النصفية وذهبنا للإمتحانات ب 4 محاضرات في كل مادة، والكتب الجامعية سلمت لنا بعد الإمتحانات النصفية”.

وطالب أبو عزاب بتوفير الخدمات التي يقوم بدفع رسومها في كل فصل 35 دينار.

اغراءات وهمية

وتعتمد الجامعات في غزة على أساليب إغراء لاستقطاب الطلاب فتعمل على منحهم خصومات شكلية كما حصل مع الطالب أبو عزاب ويقول” قيل لي لديك خصم 50% أو 30% وخلال دراستي في الجامعة وحتى اليوم لم يتم إضافة الخصم، وبالعكس قاموا بإضافة مصاريف أخرى”.

ويطالب وزارة التعليم العالي بوضع حد لانتهاكات الجامعات.

يوضح رئيس جامعة بولتكنك فلسطين بغزة  زاهر كحيل ان الطالب قد يكون أساء فهم دخوله الجامعة ففي معظم الاحوال يعفى الطالب من دفع رسوم الفصل الدراسي الاول لكنه يوقع على ورقة تجبره على السداد في الفصل الذي يليه وهذا الامر قد غفل عنه الكثير من الطلبة المسجلين بجامعة بولتكنك فلسطين وكثير من الطلاب تصيبهم الصدمة عند ادراك الامور.

ويؤكد كحيل ان جامعته معترف بها من تعليم رام الله منذ عام 2006, موضحا انهم بعيدون جدا عن تسييس الجامعة وكلياتها وتخصصاتها.

ويقر كحيل بخصم رسوم الخدمات دون وجودها للطلبة, وينفي ان يكون هناك شكاوي من الطلبة فرع غزة والوسطى بسبب سوء خدمات الجامعة.

أين تذهب المنح؟

ويشكو بعض طلبة الجامعات والمعاهد في قطاع غزة من حصولهم على منح خارجية بقيم مالية عالية بينما الجامعات والمعاهد تحتسبها بنصف القيمة، كما حدث مع الطالب محمد زرندح من الجامعة الاسلامية غرب مدينة غزة انه شعر بالصدمة بعدما حصل على منحة تعليمية من احدى الدول المانحة بقيمة 1000 دولار وتبين انه حصل على نصف المبلغ فقط بسبب ان ادارة الجامعة ضاعفت سعر الساعة الجامعية ورفعتها من 15  دينار ل 40 دينار.

ويضيف وقعت على منحة بقيمة ألف دولار وفعليا استلمت بحسابي الجامعي 500 دولار فقط..!!.

اما الطالبة جلنار صلا من الجامعة الاسلامية فتوضح انها وقعت على منحة وفعليا لم تستلم أي مبلغ منها وعند سؤال ادارة الملية عن المنح كانت اجابتهم قريبا ستكون بحسابك الجامعي.

وتؤكد انها لم تحصل على دينار واحد منها وان مالية الجامعة باتت تراوغهم بالكلام وتوعدهم بوعود وهمية لا صحة لها من الواقع الى ان شعرت بالملل وباتت لا تطالبهم بها.

ويعاني الطلبة من عدم ادراجهم في نظام المنح والقروض كما حدث مع الطالب مفيد أبو زايدة 22 عاماً والذي يدرس الإعلام تخصص الإذاعة والتليفزيون في جامعة الأقصى بغزة، ويقول حاولت عدة مرات الحصول على منحة أو قرض لكن بدون جدوى.

وأكد على أن هناك تحايل في المنح والقروض في الجامعة من قبل حماس عن طريق الواسطات والتي تأخذها الكتلة الإسلامية كون أن الجامعة تحت سيطرة حركة حماس في غزة.

وأكد المنسق الأسبق في كتلة الوحدة الطلابية التابعة للجبهة الشعبية في جامعة الأقصى بغزة حمزة حماد على أنه كان هناك تدخلات حزبية في موضوع المنح والقروض.

وتابع أن المستفيد في منح وقروض الطلبة هم طرفي الانقسام.

ويوضح مدير صندوق الطالب بالجامعة الإسلامية بغزة باسل أبو زعيتر ان  أسعار الساعات الدراسية بجامعته ثابتة ومعروفة لدى جميع الطلبة منذ عام 1999 ولم يتم رفع سعرها منذ ذلك الوقت, ولكن هنالك اشكاليات واجهتهم تمثلت بشكاوي بعض الطلبة الذين يحصلون على منح دراسية خارجية ان الجامعة ترفع السعر مضاعف لهم, لكن الحقيقة تكمن بأن ادارة الجامعة تساعدهم بخصم ذلك الجزء من سعر الساعة الدراسية الحقيقي.

ويقول سعر الساعة بتخصص الهندسة يكلف الجامعة 40 دينارا, متمثلة بالمختبرات التدريبية وحقوق المحاضرين, ولكن تحاول الجامعة التخفيف عن كاهل الطالب بخصم 18 دينارا من سعرها الحقيقي وتحميله لجهة داعمة خارجية والا سيكون هناك عجز كبير بميزانية الجامعة.

ويضيف” لا يتم خصم المبلغ الاضافي على الساعة الدراسية للطالب الا اذا حصل على منحة عن طريق الجامعة نفسها وغير ذلك تحسب سعر الساعة دون اضافة أي دينار”.

 

استحواذ على عدد من المنح

وأكد منسق الكتلة الإسلامية بجامعة الأقصى بغزة صهيب الحاطوم أن المنح الخارجية أو التي تأتي بدعم من الإطار الطلابي نفسه كالكتلة الإسلامية وبدعم خارجي من قطر فهي تمنح للطلاب الخريجين.

وأضاف الحاطوم “المنح الداخلية تتحكم بها الكتلة الإسلامية لعدد محدود وصل في عام 2015 فقط ل 200  طالب وطالبة.

وينفى رابعة أن يكون هناك أي تدخل للشبيبة عن طريقه لإدخال طلاب للمنح وأنه لم يوقع لأي أحج بعد اكتمال بياناته.

شكاوي تطال جامعة الازهر بغزة

ويشتكي طلبة جامعة الازهر من آلية توزيع المنح التي تتبعها  الجامعة وكلية الدراسات المتوسطة وتتدخل فيها الأطر الطلابية والتي يتم توزيعها بينهم للمعارف والأصدقاء في ظل محدودية المنح التي تصل للجامعة.

ويوضح الطالب وسام مهدي ” 24 عاماً ” بأنه تم وضع اسمه في إحدى المنح عن طريق الدكتور جبر الداعور مسئول لجنة المنح في الجامعة، ولفت أن كليته تتلاعب في الكشوفات وأنها قامت بإزالة اسمه عن قائمة المنح رغم أحقيته لها.

ويوضح عميد كلية الدراسات المتوسطة بجامعة الأزهر بغزة رامي رابعة أن الجامعات تعاني من وضع صعب من مصروفات ورواتب للمدرسين في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وقلة المنح والقروض والمانحين، وعدم دفع مستحقات أو رسوم الطلاب.

اما الطالب في كلية الحقوق بجامعة الأزهر بغزة مؤمن البورنو ” 20 عاماً ” يشتكى من قرار نقلهم من مقر دراستهم الحالي في غزة لمبنى آخر معزول عن الناس في منطقة المغراقة, وأنه تواجههم مشكلة في وصولهم لمقر الجامعة بسبب ان الطرق وعرة وغير صالحة, مشيرا أن الجامعة غير مجهزة بكل مرافقها.

وبدوره يوضح مدير شؤون الطلبة بجامعة الأزهر بغزة حسن الخضري أن المنح الداخلية في جامعة الأزهر من شروطها أن لا يقل المعدل التراكمي للطالب عن 65% ، والمنح الخارجية المؤسسات يشترط حصول الطلبة على معدلات 70% كحد أدنى.

ونفى الخضري أن يكون هناك تجاوزات في المنح والقروض، ويقول “نحن نعمل من أجل أن تصلهم هذه الأموال للطلبة المحتاجين لأنها أموال زكاة وأيتام”.

ويشير الخضري أن” هناك مؤسسة هاني القدومي في عمان ومؤسسة التراث وهذه المؤسسات تنظر للطلبة الذين معدلاتهم مرتفعة وبغض النظر عن أوضاعهم الاقتصادية، وهناك مؤسسات تنظر للوضع المالي”.

ويوضح مصدر مسئول في جامعة الأزهر أن الأسماء المطروحة للمنح والقروض تكون من قبل المؤسسات الداعمة، أن التلاعب في الأسماء يكون من قبل هذه المؤسسات إما لأسباب ومعارف شخصية.

شكاوي عديدة تطال جامعة الاقصى بغزة

وبدوره يؤكد مساعد النائب الاكاديمي بجامعة الاقصى بغزة فؤاد عياد ان جامعته تتلقى شكاوي عديدة ومتنوعة من قبل الطلبة منها ذو طابع اكاديمي والجانب الاخر اداري وخدماتي, مؤكدا ان ادارة الجامعة تسعى لتحسين الخدمات من اجل الحصول على اعلى تحصيل دراسي للطلبة المسجلين بالجامعة.

ويضيفلدينا خمسة وعشرون ألف طالب في جامعة الاقصى بغزة وفي كلية مجتمع الأقصى، وهذا عدد كبير، لأننا نقبل خمسة آلاف طالب سنوياً وبينما سعة الجامعة لا تتجاوز ثلاثة آلاف طالب”.

ويتابع عيادالبرنامج المسائي وجد من أجل الموظفين وهو برنامج موازي، وهذا البرنامج حين تم فتحه قبل 4 سنوات فتح لعدة تخصصات فوجدنا بأن بعض التخصصات لم يسجل بها إلا عدد قليل، فتم اغلاق هذه التخصصات.

التعليم  العالي لا يمارس دوره الرقابي

وصدم مدير عام التعليم الجامعي في وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور خليل حماد، من حجم الشكاوى التي تم نقلها له في جامعات عدة، الامر الذي يدلل أن وزارة التربية والتعليم بغزة لا تتابع أمور الجامعات.

ويؤكد حماد على أن وزارة التربية والتعليم العالي على وجه التحديد بنص قانون التعليم العالي عام 1998 من حقها الإشراف والمتابعة على كل مؤسسات التعليم العالي، ويقول أن وزارة التربية والتعليم العالي لا تمنح أي ترخيص لأي برنامج إلا بشروط ومواصفات معينة من ضمنها وجود أكاديميين يحملون درجة الدكتوراة متفرغين.

ويشير حماد أن وزارة التربية والتعليم العالي اعدت ما يسمى بمقياس لقياس جودة أداء مؤسسات التعليم العالي، ونحن نتابع عن كثب ما يجري في مؤسسات التعليم العالي وقمنا منذ شهرين تقريباً بزيارة سبعة مؤسسات أكاديمية.

وعن ممارسة دورهم الرقابي يقول حماد غالبية جامعات ومعاهد غزة لا تلتزم بمعايير الجودة بان تكون عدد الطلبة في الشعبة 35 طالب، ويقولوا نحن بحاجة إلى عدد أكثر وقد تصل الشعبة إلى 70 أو 100 طالب وهذه مخالفة”، ويضيف سنمهل الجامعات والمعاهد  فترة معينة لتحسين اوضاعها وبعدها سنتخذ الاجراءات القانونية.

ويدعو حماد الجامعات والمعاهد لتوفير العدد الكافي من المؤهلين سواء من يحمل درجة الأستاذية أو الأستاذ المشارك أو المساعد.

وبدوره يؤكد مدير دائرة المنح والبعثات بوزارة التربية والتعليم العالي بغزة حمدي الدلو عدم توفر اي معلومات عن الموازنات المالية للجامعات بقطاع غزة، ويقول ادارة الجامعات تقوم بإدارة ميزانياتها بنفسها دون تدخل من الوزارة بها.

ويضيف الدلو” الوزارة تشرف على الجامعات من حيث جودة التعليم وكفاءة المحاضرين وكفاءة الخريجين فقط ولا تتدخل بأمور اخرى”.

ويتابع” يوجد العديد من الشكاوي من قبل الطلاب على جامعاتهم لكن الطالب لا يعرف بالضبط ماذا يريد لكي نقوم بمساعدته وخدمته لتجاوز تلك المشاكل.

تعليم غير مناسب

من جانبه يوضح رئيس الهيئة الوطنية للإعتماد والجودة في التعليم العالي التابعة لوزارة التربية والتعليم في رام الله أ.د محمد السبوع أن التعليم بشقيه سواء العام أو العالي جزء من الحياة المجتمعية وهو يعاني مما يعانيه المجتمع، وغير ممكن ان يكون أهلنا في غزة محاصرين وتحت الفقر، ونحصل على تعليم عالي مميز.

ويطالب السبوع ادارة الجامعات في غزة أن يوفروا الحد الأدنى من معايير الجودة، وإذا كانت الجامعة همها الوحيد جني الاموال والارباح فان مواطني غزة سيعانون من عدم التقدم والرقي بالمستقبل القريب  لان ابنائهم سيتلقون تعليم غير مناسب.

ويؤكد السبوع أن الجامعات بغزة تضع  60 طالب في الشعبة بدل 40 وهذا يقلل من جودة التعليم العالي.

ويؤكد ان جامعة بولتكنك فلسطين لم يتم الاعتراف بها اضافة الى كثير من الجامعات والكليات والكليات المتوسطة.

ويشير الى وجود تناحر شديد بين الجامعات بغزة من حيث المنافسة وتقديم اقل الاسعار لجذب اكبر قدر من الطلبة للجامعة، ويقول وهذا التنافس غير لائق بصورة التعليم العالي ويضر به كثيرا.

ويؤكد السبوع وجود تجاوزات كبيرة في كافة جامعات غزة من حيث الكادر التعليمي، وعدم وجود مختبرات مجهزة والكثير من المخالفات.