اقتصاد المملكة العربية السعودية”المضطرب” بإمكانه الإطاحة بحكم أل سعود ترجمة :هالة أبو سليم

0
854

وجهة نظر اقتصادية :

أن انهيار أسعار النفط فى السوق العالمي منذ صيف عام  2014  قد دمر السوق المالى للمملكة

بقلم : بن تشو – محرر اقتصادي –صحيفة الإندبندنت البريطانية .

 

أن الدخان المتصاعد من الشرق الأوسط نتيجة العاصفة التي أشعل فتيلها  إعدام السعودية للزعيم الشيعي البارز مما  أسهم في تعميق الأزمة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية . يوم الأربعاء الماضي أجري وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى عدة مكالمات هاتفية لحث قادة السعودية و إيران على “التراجع والعودة للوراء ” .ولكنهم في منتصف الطريق بوادر أزمة اقتصاديه قد ظهرت فى الأفق .انهيار أسعار النفط في السوق العالمي منذ صيف عام 2014 قد دمر اقتصاد المملكة العربية السعودية –من المستغرب أن اقتصاد الدولة يعتمد على مبيعات الدولة بنسبة 90% من مخزون الدولة الاحتياطي .وقد بلغ نسبة التضخم المالى للعام 2015 بنسبة 15% أوضح تقريراً للبنك الدولي قد صدر فى العام الماضي بان السعودية تحتاج ان يصل سعر البرميل الواحد فى السوق العالمي إلى ما يقارب 106دولار اى 72$ كي تحقق التوازن فى ميزان النفقات . يوم الأربعاء وصل سعر البرميل إلى 35$ ولم تظهر أي أشارات للتحسن –مع العرض الإيراني المتوقع هذا العام خاصة بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران. لتغطية عجزها المالي ،اضطرت المملكة العربية السعودية  لعرض مخزونها من النقد الأجنبي للبيع ،المخزون  الاحتياطي الذي كان فى شهر أغسطس 746بليون $ قد أنخفض إلى ما يقارب 646$بليون .مع توقع للبنك الدولي بان ينفذ المخزون الاحتياطي للمملكة خلال خمس سنوات وفى النهاية اضطرت المملكة إلى خطوات تصحيحه ، العام الماضي و تحديداً فى شهر ديسمبر  ولأول مرة كُشف النقاب عن خطة تقشفية فالتقشف هنا مفهوم نسبي فالمواطن السعودي لا يدفع الضرائب و أسعار المحروقات رخيصة جداً بفضل الدعم الحكومي .سيطرت الحكومة على موضوع النفقات من خلال تقليل مشاريع البناء حيث تتعالى الأصوات مطالبة بالإنفاق على موضوع الرعاية الاجتماعية خاصة أن المجتمع السعودي تسوده “القبلية ” يوجد لدى السعودية جيل من الشباب لدية طموحاته وهذا مما يثير القلق ،بسبب ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب السعودي وخاصة مابين الشباب الذين تبلغ أعمارهم مابين 15-24 عاماً ونصف الكثافة السكانية فى البلاد هي من الشباب أقل من 24 عاماً،مع أمكانية حدوث اضطرابات شعبية أذا ما تم تضيق الخناق على السكان.وسط هذا الغليان ، ميزانية وزارة الدفاع لم تتأثر ،بل على العكس قد ازدادت منذ ربيع 2011 و القلق السعودي المتزايد من التدخل الإيراني فى سوريا و لبنان ودورهم في العراق و اليمن . ويُعد موضوع العملة هو الأكثر خطراً من الناحية المالية و الاقتصادية فقد حذر البعض بان الريال السعودي  المرتبط من ثلاثة عقود بالدولار الأمريكي قد يواجه خطر الانهيار إذا ما تواصل نفاذ المخزون الاحتياطي  من العملة .والدول  الأخرى المصدرة للبترول أمثال أذربيجان و روسيا ستضطر إلى التخلي عن ربط عملاتها بالدولار منذ انهيار أسعار النفط فى السوق العالمي .مما أضطر التجار إلى بيع العملة السعودية فى فترة قصيرة كخطوة إستباقية  خشية هذا الانهيار. بجانب الأزمة الاقتصادية ،هنالك شائعات حول انقسام فى الحكومة حيال سياسة الحكومة فى الإبقاء على الأسعار المنخفضة للبترول فى السوق العالمي  ودفع التكلفة العالية للشركة الأمريكية –شيل –هذه سياسة غير مقبولة مع حلفاء المملكة من السنه فى عُمان و البحرين و الكويت و الإمارات العربية المتحدة .يوجد عدم يقين ممن يطلقون هذه الشائعات و ماهي نواياهم  الحقيقة !! الرجل المخضرم  على ألنعيمي من المتوقع خروجه من الوزارة للتقاعد وهو رجل تكنوقراطي وهو ليس احد أفراد العائلة المالكة !!! ولكن هناك حديث داخل الأروقة السعودية السياسية انه بإمكانه تجاوز الأزمة بمساعدة عبد العزيز بن سلمان احد أبناء الملك سلمان –اخية الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 30 عاماً ويُعد الرجل القوى فى المملكة .وصرحت جين كيننمونت من معهد كلثام هاوس للأبحاث  “انك تشاهد بنفسك كيف إن أسعار النفط فى السوق العالمي  تشير للقلق ،وان قرارات العائلة المالكة ستؤثر على أسعار النفط ” ومما يحافظ على علاقاتهم المتوازنة مع الولايات المتحدة هو موضوع النفط و كونهم لاعبين أساسين فى السوق العالمي للنفط –أنهم لن يعودون للوراء كما حدث فى عام 1970 عندما استخدموا سلاح النفط ” وخسارة الدعم و التأيد الامريكى نكبة اقتصادية و بإمكانها الإطاحة بنظام أل سعود الحاكم .