كتب هشام ساق الله – يصادف يوم الخامس عشر من كانون ثاني يناير 1988 الذكرى االسادسه والعشرين لهبة حارة بني عامر في حي الدرج بمدينة غزه بيوم من ايام الانتفاضه المجيده الاولى لازال الكثير من ابناء الحاره وشبابها ومن كانوا حاضري هذه الواقعه يذكروا هذه الاحداث المجيده في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني بعد صلاة الجمعه وخروج المصلين بمسيرات ومظاهرات حادة انتهت بحصار المسجد العمري الكبير ومنطقة بني عامر بحي الدرج من كل الجهات المحيطه بالمسجد .
المكان المسجد العمري الكبير وخطيب المسجد الشيخ المرحوم الأستاذ خميس مرتجى انهى خطبة الجمعه بعدها صلاة سريعة وخرج الشباب بمسيره ومظاهره حاشده ضد الاحتلال الصهيوني رشقوا من على سطح المسجد كل الدوريات المارة في شارع عمر المختار وسوق الخضار وكافة محاور المسجد وقوات كبيره من الجيش تحاصر المسجد العمري الكبير وتمنع خروج المصلين .
حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني المداخل والمنافذ التي تؤدي الى المسجد العمري ومحاصرة حي بني عامر خلف مدرسة الزهراء الثانويه للبنات وبدء مواجهات حاده لرفع الحصار عن المصلين داخل المسجد العمري ونداء اطلقته انا عبر مكبرات الصوت من داخل مسجد المغربي يدعو الاهالي الى رفع الحصار عن المصلين بالمسجد العمري الكبير ويحرض على المواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني وخروج كل الاحياء بمواجهات مع الكيان الصهيوني وحرق الارض تحت اقدام المحتلين الصهاينه يومها اطلقوا القنابل الغاز المسيل للدموع في داخل المسجد .
قوات كبيره من الجيش تقتحم حارة بني عامر وتطلق قنابل مسيله للدموع ع من طائرات هليكوبتر على منازل الحاره في يوم لم تشهد الحاره مثيل له عبر تاريخها واقتحام كل بيوت المنطقه والاعتداء بالضرب على شبان الحي وإخراجهم ورفع الايدي بشكل هستيري واشتباكات بالايدي ونساء يندفعن لضرب جنود الاحتلال بالشباشب والاحذيه وتحرير الشبان الممعتقلين منهم
الجنرال الصهيوني اسحق مردخاي قائد المنطقه الجنوبيه لجيش الاحتلال انذاك بجيبه من نوع هامر امريكي رباعي الدفع لونه اصفر مائل الى لون الصحراء وعليه حبال على الصدامات يطارد المتظاهرين بنفسه ويطلق النار وسط شارع عمر المختار وامام مدرسة الزهراء الثانويه للبنات وسط هستيريا كبيره لعناصر ما يسمى بالجيش الصهيوني وشبان من فوق المدرسه يرشقونه بالحجاره ويعودون الى بني عامر فالمنطقه منطقتهم وهم من يعرف زواريبها وازقتها الضيقه .
واستشهد نتيجة استنشاقها الغاز المسيل للدموع الحاجة امنه درويش ام عطا البالغه من العمر 110 سنوات جدة الاصدقاء والاخوه ال العفيفي ” ابوالرائد وابونزار وابونضال وابوماهر وابو محمد وابوالعبد وابواحمد وابومحمود يومها توفيت الحاجه جاءت من مخيم الشاطيء ضيفه على ابنتها الحاجة المرحومه ام محمد العفيفي وقد شيعنا جثمانها الطاهر بعد عصر ذلك اليوم بمسيره حاشده بعد اداء صلاة الجنازه عليها من مسجد المغربي باتجاه مقبرة ام مروان ودفناها رغم وجود اعداد كبيره من قوات الجيش الصهيوني تحاصر كل مداخخل الحاره .
الاخ والصديق محمد العمصي ابوماجد تم اعتقاله بعد مداهمة بيتهم وفرن العمصي الشهير وتم اقتياده الى شارع الوحده وهناك تم وضعه في جيب عسكري صهيوني انهال عليه افراد الجيب الصهيوني بالضرب بالهراوات واعقاب البنادق بشكل انتقامي وتجولوا فيه باحد جيباتهم العسكريه وهو ينزف وتم اقتياده الى اكثر من معسكر اعتقال ورفض الجنود استلامه للدماء والحاله الصحيه التي كان عليها تم رميه بمنطقة السودانيه وتم اسعافه وتوصيله الى مستشفى الشفاء وبقي ابوماجد بجراحه ووضعه الصحي السيء اكثر من 45 يوما بشكل متواصله ليفتتح سياسة تكسير العظام الذي انتهجها المجحوم المجرم اسحق رابين وزير الدفاع الصهيوني انذاك .
ويومها استشهدت الحاجه امنه درويش 110 سنوات وهي في بيت ابنتها الحاجه المرحومه ام محمد العفيفي رحمهما الله في حي بني عامر نتيجة استنشاقها كميه كبيره من الغاز وكانت ضيفه جاءت لزيارة ابنتها ام الاخوه ابوالرائد وابونضال وابونزار وابوماهر وابونزار وابومحمد عبد القادر وابوالعبد يوسف وابواحمد خالد وابومحمود عبد الله وهم جميعا اصدقائي بحي الدرج وقد صلينا علي جثمانها الطاهر في مسجد الحي مسجد المغربي وخرجنا جميعا لدفنها بمقبرة ام مروان بعد صلاة العصر الى مثواها الاخير .
ويومها أيضا كان يوم خطبة اخونا وصديقنا احسان محمد عرفه احد شباب الحاره وقد احتار الجميع بما يمكن ان يحدث ويومها ذهب هو ووالده العم ابوسفيان الذي توفي قبل ايام رحمه الله واسكنه فسيح جنانه وعدد قليل من افراد العائله التزاما بالموعد مع انسبائهم ال ضبان والاتفاق على مواعيد جديده بعد انتهاء الوضع الذي جرى بالمنطقه وقد تزوج ابناء احسان من بنين وبنات والايام تجري بسرعه وحين نتذكرها كانها حدث امس .
حقا كان هذا اليوم يوم من ايام بني عامر المجيده في مواجهة ومقارعة قوات الاحتلال الصهيوني ودائما نذكر هذا اليوم في الخامس عشر من يناير كانون الثاني عام 1988 ونتذكر ماجرى فيه ونتمنى ان تعود وحدة كل احيائنا الداخليه كما كانت في الانتفاضه الاولى فهي افضل المراحل التي عاشها شعبنا متحابا متاخيا مع بعضه البعض .