كتب هشام ساق الله –تصادف الذكرى في السابع والعشرين من كانون اول ديسمبر 2008 ذكرى الحرب الصهيونيه الاولى التي شنتها على قطاع غزه هذه الحرب الصعبه التي عشناها نتذكرها بحلاوتها ومرارها ونتذكر فيها الشهداء والجرحى واصحاب البيوت التي دمرت نعم للاسف الشهيد الذي يسقط يذهب بالتقادم ويهتموا بالشهيد الجديد فالمساعدات والاشياء الكثيره والشهيد القديم يذهب موديله فلا احد يتذكر هؤلاء الشهداء ويحيي ذكراهم وسيرهم في زحمة الشهداء والانتصارات التي تتحقق ولازال الشعب يعاني الانقسام والفرقه ولا احد يتحدث عن مصالحه وامانيه بانهاء هذه المعانيات .
لازلت اذكر هذه الحرب الصعبه كيف بدات دخلت بيتي وصعدت الدرج في حي الدرج بني عامر حتى بدات اسمع اصوات قصف كثيف وسريع ظننت بالبدايه ان هناك عملية تفريغ هواء واذا بالرسائل العاجله تاتي على جوالي وتتحدث عن كم كبير من الشهداء على الفور بدات افتح محطات التلفزه واشاهد الصور المرعبه والقاسيه التي نقلتها وكالات الانباء بالبث المباشر وبدات الحرب الصعبه بقطع الكهرباء والماء .
كنت ايامها اخرج نشرة الراصد الالكترونيه اليوميه وكان لدي شبكة لتوزيع الاخبار والتقارير وتزويدها للصحافيين ومراكز الابحاث بشكل تطوعي ويومها عطل الماتور الذي اشغله في انقطاع لكهرباء في اليوم الرابع للحرب واستعرت ماتور اخر وعجل واضررت للخروج لدى اصدقائي وجيراني رغم صعوبة الامر احمل كمبيوتري من اجل ان اقوم بعمل النشره وتوزيعها وتوزيع مايلزم من مواد اعلاميه على شبكتي ونجحت ايامها بعمل النشره طوال تلك الفتره الصعبه من الحرب الصهيونيه .
هذه الحرب و تلك الأيام الصعبة التي عاشها شعبنا وسط صمت وبث مباشر لهذا العدوان الصهيوني الغاشم الذي خلف الاف الشهداء والجرحى وحاله من الصمود الأسطوري التي عاشها شعبنا ببطولة وصبر وحرمان من ابسط احتياجات الحياه .
هذا العدوان الصهيوني الذي بدا بقصف المقرات الامنيه بواسطة طائرات اف 16 وإيقاع مئات الشهداء والجرحى بما يسمى الضربة الاولى حيث ضربت تلك الطائرات فلسطينيين امنين في مواقعهم بصوره وحشيه أظهرتها الصور التي تم بها بثها عبر وسائل الإعلام أضافه الى الجرائم التي ارتكبت في أماكن مختلفة طوال ايام الحرب .
فجريمة قتل عائله السموني وسكان شرق حي الزيتون والتي ارتكبها الجيش الصهيوني ووجهت التهمه لاحد الضباط وتم التحقيق معه تم تبرئته قبل ايام من هذه التهمه وترقيته الى رتبه عسكريه اعلى مكافئه لارتكابه هذه الجريمه النكراء .
لازلنا نذكر تلك الأيام الصعبه التي عشناها في هذه الحرب والقصف المدفعي المتواصل والقصف ولازلنا نستمع الى الاذاعات المحليه التي تنقل قدر الإمكان خبر هنا وهناك ولازلت اتذكر الايام الصعبه التي كنت اصدر فيها نشرة الراصد الالكترونية اليومية وخاصة ايام الحرب ال 23 حيث كنت اوزعها رغم انقطاع التيار الكهربائي المتواصل لمدة 18 يوم متواصل .
ستظل ذكرى الحرب والعدوان على غزه منقوشه في ذاكرة جيل من الاطفال والفتيان والشباب والشيوخ الى مرحله طويله من العمر يروا فيها ذكرياتهم وتجربتهم وحكايات الحرب وكل ماعانوه في تلك الايام الصعيه من انقطاع للتيار الكهربائي وقلة المياه والطعام ويتذكروا الشهداء الذين سقطوا من جيرانهم والبيوت التي قصفت وحاله الرعب التي عاشوها في كل مكان .
استهداف المدنيين: كانت حصيلة قتلى هذه العملية ما لا يقل عن 1200 شهيد توزعوا كالتالي: 437 طفل أعمارهم أقل من 16 عاماً، و 110 من النساء، و 123 من كبار السن، و 14 من الطواقم الطبية، و 4 صحفيين.
استهداف الأطفال: ذهب ضحية استهداف مسجد عماد عقل خمسة شقيقات فلسطينيات تتراوح أعمارهم بين الرابعة والسابعة عشر، أسماء الشقيقات هي جواهر ودينا وسمر واكرام وتحرير واسم أباهم هو أنور بعلوشة. كما وأسفرت غارات يوم 29 ديسمبر 2008 فقط عن وقوع ثمانية قتلى أطفال. كما تم انتشال جثة لأحد الأطفال كان يحمل على ظهره حقيبته المدرسية غطتها كتلة إسمنتية ضخمة على مدخل مقر مجمع الإيرادات العامة التابعة لوزارة المالية.
تم قتل 32 طفلاً فلسطينياً في خلال الساعات الثمانية والأربعون الأولى من هذا الهجوم. أما محصلة الأطفال الذين تم استشهادهم في هذه العملية فكانوا 437 تحت سن السادسة عشر.
استهداف المنازل: أستهدفت الكثير من المنازل في القطاع خلال عمليات القصف الجوية مما تسبب بإصابات وقتلى وأضرار جسيمة بالمنازل وتشتيت قاطنيها كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة ما أدى إلى مقتل فلسطيني بداخله وجرح ثلاثة آخرين.
استهداف المساجد: تم استهداف الكثير من المساجد مما أدى إلى انهيار عدة منازل ملاصقة لهذه المساجد. ومنها مسجد أبوبكر ومسجد عماد عقل في جبايا ومسجد العباس في الرمال ومسجد السرايا على شارع عمر المختار في مدينة غزة ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالقرب من الكتيبة ومسجد الخلفاء الراشدين شمال غزة ومسجد النور المحمدي ومسجد النور والهداية ومسجد التقوى ومسجد الشفاء بجوار مجمع الشفاء الطبي أكبر مجمع للمستشفيات بالقطاع والكثير من المساجد.
استهداف المدارس وتلك التابعة للأونروا : ومنها مدرسة الفاخورة في جباليا شمال غزة التي تم استهدافها في 6 يناير 2009 بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة مما أدى إلى استشهاد 41 مدنيا وإصابة العديد بجروح وحروق ويذكر ان المدارس استخدمت كملاجئ للهاربين بحياتهم من القصف وتدمير بيوتهم رغم أن الاونروا كانت قد سلمت للجيش الإسرائيلي احداثيات المدارس في القطاع لتجنب قصفها إلا أن الجيش الإسرائيلي برر ذلك بوجود مسلحين فيها الامر الذي نفته الاونروا بشكل قاطع.
استهداف الجامعات: بعد منتصف ليل الإثنين 29 ديسمبر قام الطيران الإسرائيلي بقصف مباني الجامعة الإسلامية في غزة ست غارات جوية، وتحديدا مباني المختبرات العلمية والهندسية بالجامعة حيث ادعت إسرائيل انها تستخدم لصناعة وتطوير الأسلحة والصواريخ وقد وصفت البي بي سي الجامعة بأنها “الرمز الثقافي لحماس” إلا أنها كانت قد اخليت قبل الهجوم بأيام.
بلغ عدد ضحايا الهجوم بحسب الاحصائيات حتى مساء يوم 29 ديسمبر 2008 350 شهيدا و1650 جريح .
استهداف المستشفيات والمقار الصحية: تم خلال هذا الهجوم استهداف العديد من المؤسسات الصحية من أهمها مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني الذي اندلعت فيه النيران في يوم 15 يناير 2008 بعد أن تم استهدافه من قبل قذيفة إسرائيلية، حيث هرع مئات المصابين من المستشفى إلى خارجه. كما حذر مسؤول من الأمم المتحدة من أن القطاع الصحي في القطاع على وشك الانهيار التام مؤكداً أنه سيواجه أزمة إنسانية إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق قريب. إضافة إلى هذا استهدفت غارة إسرائيلية مقر الهلال الأحمر الفلسطيني.
كما قال رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة أن 16 منشأة صحية بينها مستشفيات ومراكز صحية دمرت بواسطة الطائرات الإسرائيلية منذ بدأ الهجوم على القطاع كما قتل 13 من العاملين في الحقل الطبي وأصيت 22 بجروح وكما تم تدمير 16 سيارة إسعاف.
استهداف المقر الرئيسي للأونروا في الشرق الأوسط : ومكانه في غزة بالقرب من الجامعة الإسلامية حيث استهدفت قذائف الدبابات مخازن المساعدات الغذائية وغيرها التابعة للامم المتحدة المخصصة للاهالي الهاربين من الحرب حيث اندلعت فيها النيران لفترة طويلة واعتذرت إسرائيل عن العمل ولكنها ما لبث ان تكرر القصف لنفس المنطقة مرة أخرى.
في الذكرى الرابعه للعدوان على قطاع غزة : طالب مركز سواسية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بضرورة محاسبة و تقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية لانتهاكها حقوق الإنسان والقانون الدولي الانسانى واتفاقية جنيف الرابعة التي تتعلق بحماية المدنيين أوقات النزاعات والحروب .
ويرى المركز بان هذا العدوان الذي شنته دولة الاحتلال لا تسقط جرائمه التي ارتكبت بالتقادم والتي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن