بالتأكيد اندونيسيا ذات الكثافة السكانية البالغة 200 مليون شخص مسلم سُني سيكون لديهم مصلحة بالانضمام للتحالف السعودي .
بقلم :روبرت فيسيك- صحيفة الإندبندنت البريطانية -15-12-2015
السعوديون يحبون التحالفات ،في العام 1991قاد النظام الملكي السُني الولايات المتحدة بريطانيا،وكل الدول المُصدرة للبترول غي حملة دولية لدحر جحافل قوات صداد حسين من الكويت هذا العام ،القوات السعودية-بقيادة أصغر وزير دفاع فى العالم الأمير محمد بن سلمان آل سعود –ضربت أعداؤها الحوثيين الشيعة فى اليمن في تحالفٍ أخر ولم يشمل هذا التحالف دولة السعودية فقط بل الطائرات كانت من قطر ،ودول عربية مثل الإمارات ،الكويت ،البحرين ،مصر الأردن ،المغرب ،السودان شاركت فى التحالف . ولكن الان –مع كل هذه الدراما الهوليودية الممتازة –أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف عربي جديد عسكري موحد ضد “مرض” “الإرهاب الإسلامي “وهذا التحالف يضم أكثر الدول الإسلامية ربما منذ عهد النبي “صلى الله عليه وسلم ” ،مرة أخري ،كما في مغامرة اليمن (التي تُعاني بالفعل من كارثة إنسانية وأرقام موثقة من ذبح للمدنيين نتيجة الغارات الجوية السعودية) ) بقيادة الأمير محمد البالغ من العمر 31 عاماً هو القائد الفعلي للبلاد .
وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أل سعود الذي يبلغ من العمر 31 عاماً .
بكل جدية ،أعلن أن هذا التحالف الأخير –الذي يشمل دولاً خيالية كفلسطين ،ودول فاسدة كأفغانستان ،ودول غير قوية كلبنان ،ودوله مفلسة كتشاد و جمهورية جزر القمر-الذي يتطلب جهود قوية للقتال ، اللافت للنظر أن هذا التحالف القوى –من 34 دولة لا يشمل أند ونسيا، التي لديها أعلى كثافة سُكانية . هذا غريب جداً ،منذ تفجيرات بالي فى العام 2002 ،التي أسفرت عن مقتل 202 شخص معظمهم من الأجانب و تبنى العملية تنظيم القاعدة بالأجدر أن تكون اندونيسيا فى هذا التحالف الذي لم يسبق له مثيل خاصة أن عدد سكانها يبلغ 200 مليون شخص وجميعهم من السُنة .فهي سيكون من مصلحتها الانضمام لهذا التحالف ؟أو يمكن أن يكون ذلك بسبب تواجد أكثر من 30 خادمة اندونيسية فى السجن نتيجة أحكام جائرة بعد المعاملة القاسية و الغير عادلة التي تلقتها تلك الخادمات على يد السعوديين ،البلاد تريد إنهاء هذا الظلم قبل إن تُرسل بجيشها إلى المملكة العربية نفسها ؟ باكستان مهتمة بالانضمام للتحالف كونها فى المرة الماضية أثناء تشكيل التحالف ضد اليمن رفض البرلمان الباكستاني الطلب السعودي لأن السعودية اشترطت انضمام الجنود السُنة فقط فى التحالف . الكل في الكل ،ثم هذا التحالف الكبير –معظم من أنضم أليه أما مثقل بديون دولية أو يواجه انهيار اقتصادي محتمل ،أذن السبب الحقيقي وراء هذا التحالف الغير طبيعي هو ليس كم دولة ستشارك فيه بل كم من بلايين الدولارات ستدفعها المملكة السعودية مقابل “دعمهم ” العسكري “الأخوي ” .
السؤال البديهي هنا:ماهي حقيقة (عقدة مرض الإرهاب) التي ينوى الأمير الشاب تدميرها؟ نسخة –داعش – والتي تأسست على نفس المذاهب الوهابية –وهى التي تحكم المملكة العربية السعودية ؟ جبهة النصرة –التي أسستها دولة قطر التي هي الان عضو فى هذا التحالف ؟ الحوثيين –الشيعة في اليمن ،الذين اتهموا أنهم مناوئين للرئيس اليمنى السني المدعوم من قبل المملكة العربية السعودية والتي اعتبرت الحوثيين أنهم موالين لإيران ؟ أي نوع من العلاقات ستكون مابين السعودية ولإيران الذين يُقاتلون فى سوريا و العراق نفس العدو المشترك –داعش- الذي يخطط الأمير الشاب و المُفضل لمحاربته ؟ فلا شيعة العراق ولا شيعه سوريا ، بحاجة لأن يكونوا جزءاً من التحالف العسكري الاسلامى. إذن أصبح لدينا تحالف .لكنه من سيقاتل ؟ كم سُيدفع له ؟ ولماذا كل هذا التوسع السني الكبير أكثر منه كونه تحالف إسلامي ؟