تقرير عن مجلة الفورين بوليسي الأمريكية:
بقلم :كيث جونسون -11 ديسمبر 2015 .
يجري السباق الحثيث على تطوير حقول الغاز فى شرق البحر المتوسط ولكن هذا غالباً يحتاج إلى كفاح طويل كعملية السلام تماماً . إن دولة إسرائيل و بقية الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط يحاولون البدء فى تطوير احتياط والمخزون من مصادر الطاقة .لكن هذا التوجه بإمكانه إحراز أهداف جيوسياسية أقل مما تعهدت به الحكومات السياسية من القدس إلي القاهرة . لكن مشروع الغاز الكبير الذي يضم كلاً من إسرائيل ،لبنان ،قبرص ،منذ أكثر من عام ،جاء اكتشاف حقل الغاز الطبيعي و الضخم “زوهر ” المصري إلى انبهار القادة فى المنطقة بخصوص عظمة هذا الاكتشاف . هذا الأسبوع صرح رئيس وزراء دولة إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الكنيست الإسرائيلي إن تطوير وتحسين مخزون إسرائيل من الغاز حيوي بالنسبة لأمن إسرائيل والبقاء للقادة فى قبرص.يرى السيد جون كيرى وزير خارجية الولايات المتحدة ،أن مشروع الغاز الطبيعي بإمكانه توحيد الجزيرة المقسمة ،بالنسبة لجمهورية مصر العربية فان اكتشاف حقل الغاز الطبيعي “زوهر”سيغنى مصر عن استيراد الغاز من دولة إسرائيل ،وتعود مصر للاكتفاء الذاتي من مصادر الطاقة .صرحت منى سكرية _مؤسسة توجهات الشرق الأوسط للطاقة –بيروت “أن هذا تأثير زوهر وتداعيات ذلك على المنطقة كلها ” في الواقع ،بالرغم من السعي الحثيث للبحث عن مصادر الطاقة خاصة في هذا الجزء من العالم فان الوقود هو مصدر الخلافات و الوئام .قبرص و تركيا تقريباً لديهما مشاكل بخصوص الحصول على الطاقة .مصر و إسرائيل مازال لديهما صراع على الغاز ،فمصر اعتادت على تصدير الغاز للدولة اليهودية والقاهرة رفضت دفع مبلغ ما يقارب 1.8$بليون دولار و المتوقع بالنسبة لاستيراد الغاز من إسرائيل كان تعليق احد المشرعين الأردنيين “انه يفضل العودة للتنقل والحركة باستعمال الحيوانات وعدم استيراد الغاز من إسرائيل” .
الأكثر تعقيداً هو جهود المنطقة فى الوصول لأعلى إيرادات فى سوق الوقود ولكن أسعار الغاز و الغاز الطبيعي منخفض في السوق العالمي ،فالتطورات العالمية مدعاة للقلق الكساد في السوق العالمي ، هذا كله يُلقى بظلاله السوداء على دول مثل قبرص و إسرائيل . صرحت بيرندا شافير خبيرة في شؤون الطاقة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط فى جامعة جوج تاون الأمريكية ” في منطقة البحر المتوسط ،أننا نتراجع للخلف –أننا فقط تذكرنا الانجازات الجيوسياسي و لم نتذكر قانون العرض و الطلب ،من يريد فعلياً الحصول على الغاز ؟ هل هنالك طلب؟ في محاولة للدفع بالمشروع المثير للجدل قبالة الساحل ، هذا الأسبوع ،أخبر نتنياهو المشرعين “أن المشروع يجب إن يكتمل حتى و لو رفض السياسيين ذلك و لم يحز على ثقتهم لأنه ضروري لدولة إسرائيل”
يوم الثلاثاء وجه نتنياهو خطابة إلى اللجنة شؤون الاقتصادية التابعة للكنيست”بالطبع تزويد هذه الدول بالغاز يؤدى إلى التعاون و الاستقرار ويحظى باهتمام كافة الإطراف “.
إن تصدير الغاز لدول مثل الأردن و مصر سيكون مُفيداً لدولة إسرائيل على الصعيد السياسي و الاقتصادي .
مراراً وتكرراً يُلوح بهذا الجدل المسئولين والدبلوماسيين الأمريكيين “الذين يريدون من هذه الانانبيب التي تضخ الغاز إن ُتُعزز الروابط بين الدول و تعزيز الأمن و السلم العالميين كما صرح مندوب الولايات المتحدة تونى بلينكن الشهر الماضي بان شرق المتوسط منطقة سخية فى مجال الطاقة الجيوسياسي مضيفاً بأن إنتاج الطاقة والتجارة في هذا الجزء من العالم يُعتبر أداة ووسيلة للاستقرار ،للأمن العالميين ” بلكنين وغيرة من المسئولين الأمريكيين يعتقدون بان اكتشاف حقول غاز جديد بإمكانها إن تكون مهمة لمستقبل قبرص ،التي تعانى من صعوبة الانقسام مابين اليونان و تركيا لعقود طويلة .وأضاف بلكنين بالتأكيد إن حقول الغاز هذه ستكون حافزاً لوحدة قبرص ،فالبلاد ستصبح منتجة للطاقة “.نادراً ،يمكن اعتبار الاكتشاف الكبير لحقول النفط و الغاز الطبيعي محرك ودافع للسلام والبلاد ستصبح مركزاً للطاقة و التجارة معاً .
وأضاف بلكنين “ربما هذا فيه قليل من المبالغة فالمخزون الموجود في قبرص هو مجرد جزء لما هو موجود فى إسرائيل و مصر “.
الاكتشافات الكبرى للنفط و الغاز الطبيعي من النادر إن تكون دافع للسلام مابين الدول عوضاً عن ذلك ،اكتشافات الطاقة ممكن أن تؤدي إلى توتر طويل الأمد مابين الدول المجاورة كما حدث مابين روسيا و أوكرانيا أو روسيا و دول البلطيق .تركيا وقبرص ،الصين و فتنام ، العام الماضي حول عائدات الطاقة ،الشمال العراقي –منطقة الأكراد –النزاع القائم حول احتياطي النفط و الصادرات . وذكر شافير” لا يوجد سابقة “للأنابيب النفط هذه ، لم يُحل أي نزاع فى العالم بناءاً على تجارة النفط و الغاز ” وذكر شافير” لا يوجد سابقة “للأنابيب النفط هذه ، لم يُحل أي نزاع فى العالم بناءاً على تجارة النفط و الغاز “طبعاً ، برغم ذلك تحدث نتنياهو عن توقعات صادرات الغاز الاسرائيليى للأردن ومصر والتوقعات بتوقيع صفقات ، تبدو ضئيلة .نتيجة الوضع العام فى الشرق الأوسط، مصر جمدت المفاوضات حول التعاون المستقبلي بهذا الخصوص ،بينما الأردن يعارض الاعتماد على مصادر طاقة من إسرائيل مصر جمدت المفاوضات حول التعاون المستقبلي بهذا الخصوص ،بينما الأردن يعارض الاعتماد على مصادر طاقة من إسرائيل .كما علق نتنياهو فى محاولة لإقناع المُشرعين بان إذا ما أصبحت دولة إسرائيل مصدرة للطاقة فان من الصعب عندئذ يكون هزيمة دولة إسرائيل اقتصاديا ” “وقدرتنا على تصدير الغاز تجعلنا أكثر قوة عالمياً “.”لا نريد إن نكون عرضة لاى مقاطعه دولية” إسرائيل ليست وحدها في سباقها لتطوير حقول الغاز الساحلية .بالرغم من فيض الغاز الطبيعي حول العالم وانخفاض أسعار الغاز دولياً ،الدول فى المنطقة تُهرول للبحث عن حقول و مصادر للطاقة .مصر و الشركة الايطالية يُسرعان عجلة التطور فى ما يُقارب 10$بليون دولار لحقل الغاز زوهر الساحلي و الأمل معقود على عدم استيراد الغاز مستقبلاً من دولة إسرائيل .الاكتشاف المصري أخفق الآمال المعقودة على قبرص فى إنتاج الغاز أكثر من المتوقع وآمال القادة هناك فى تحويل الجزيرة إلى مركز حيوي و منتج للطاقة .حتى لبنان المحتمل أن يكون لدية مخزون واحتياط من الغاز قد يتأثر بالجمود السياسي بامكانة في وقت فتح الباب للاستثمارات الأجنبية .بعد الانتخابات الرئاسية على حد تعبير السيدة منى سُكر .
سبب واحد يدعو للتفاؤل : تركيا
محاولات تركيا بشكل دءوب لتنويع ورادتها من الطاقة من المحتمل إن يكون هذا حافز بما يشمل اتفاق تركي إسرائيلي وقبرصي بشأن حقول الغاز الشرق أوسطية “الساحلية “. تركيا ،واحدة من أكبر الدول المستخدمة للغاز في أوروبا ،وتتطلع إلى تنويع مصادرها من الطاقة كون 60% من احتياجها من الغاز تستورده من روسيا ومنذ الشهر الماضي قامت تركيا بإسقاط الطائرة الروسية “الحربية” فأن حدة التوتر قد ارتفعت مابين أنقرة و موسكو و الاتفاقيات الاقتصادية الان مابين الدولتين على محك الانهيار .
تجارة تركيا مع أكراد العراق قد ازدادت فى السنوات الأخيرة رغم العداء التاريخي مابين الطرفين
فالتقارب مابين اربيل و أنقرة بات واضحاً و جلياً .
صرح نتنياهو بان إسرائيل جادة فى الحديث مع تركيا حول تصدير الغاز الاسرائيليى لتركيا ،بينما أنقرة ترفض اى تعاون في هذا المجال مالم يتم رفع الحصار عن غزة .
تعطش تركيا فى الحصول على مصادر جديدة للطاقة من الممكن ان يجعلها ان تميل لقبرص المقسمة منذ أربع عقود مابين الجنوب اليوناني و الشمال التركي و لكن الحديث عن توحيد الجزيرة قد أحرز تقدماً كبيراً واتفاق البرلمان سيكون بحلول الربيع المقبل .
مصر الان لديها مصدر الغاز المحلى الخاص بها ،قبرص تنتظر زبائن جدد ،تركيا هي من سيكون بالواجهة .
“وعلقت السيدة منى سكر على ذلك ” على الورق ، تركيا هي من المنطقي ان تتعاون مع قبرص فى مجال استيراد الغاز،لكن السياسة عالم معقدٌ جداً وغامض ” .