كتب هشام ساق الله ساق الله – الوفاء للمناضل والمقاتل الصحافي سليمان ابوجاموس الذي كان يعرف ومشهور بالقواعد التنظيميه بسليمان وفا وعرفه الجميع بهذا الاسم وحين عاد الى الوطن اسس وكالة وفا في اول الوطن بقطاع غزه واعطاها كل جهده ولكن لا احد يذكره ولا احد يكتب عنه ولا احد يكرمه والعام الماضي كتبت عنه في ذكرى وفاته .
واليوم اعود لاكرر مقالي وفاءا لهذا المناضل والصحافي الكبير رحمه الله واسكنه فسيح جنانه عسى ان تذكره وكالة وفا الذي وضع اسسها ومداميكها الاولى او يكرمه الرئيس محمود عباس كما كرم كثير من المناضلين او تتذكره نقابة الصحافيين الفلسطينيين ولكن للاسف قيادته في قطاع غزه لاتعرفه ولا تعرف ماذا اعطى هذا المناضل والقائد الكبير .
اثناء حديثي مع الاخت المناضله الكبيره الاخت فاطمة برناوي وبنفس هذا الوقت اخبرتني انها زارت زوجة الصحافي المرحوم سليمان ابوجاموس وسالتني ان كنت اعرفه فقلت طبعا اعرفه واتذكر يوم وفاته ويوم اقامة مهرجان له في مركز رشاد الشوا بمناسبة مرور اربعين يوم على وفاته بحضور الشهيد الرئيس ياسر عرفات الذي احبه واطلق عليه اسم سليمان وفا عرفه فيه حتى وفاته .
اخبرتني ان زوجته مريضه ومقعده ولا تتحرك وهي صديقتها وقد زارتها واطمانت عليها وان من يقوم على خدمتها ورعايتها هو ابنها رامي الذي ترك كل حياته وقعد الى جانبها لرعايتها وترك دراسته في الخارج ولم يتزوج واصر على البقاء الى جانبها ويقوم برعايتها هو وشقيقه وقد اتصلت به وتحدثت معه وكم كان رائعا هذا الشاب الذي وعدني بارسال كل المعلومات عن والده وكذلك صوره لكي اذكر حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطه الفلسطينيه ووكالة وفا الرسميه للانباء في هذا الرجل الرائع .
تعرفت على هذا الرجل المتواضع بداية وصول السلطه الفلسطينيه في مكتب الصحافي والصديق ابراهيم عبد العزيز المكان الاول الذي اتخذته وكالة وفا مقرا مؤقتا لها ومن خلال زيارتي للصديق المرحوم الشهيد خليل الزبن في مكتبه الاول في عمارة السقا وكنا دائما نلتقى في مكتب وكالة الانباء الفرنسيه اثناء زيارته للصديق الاخ الصحافي صخر ابوالعون .
رجل عملي بما تحمل الكلمه من معنى يستطيع العمل بظروف صعبه ونوعيه كيف وهو المقاتل الذي حمل السلاح ضد الكيان الصهيوني في بداية التحاقه عام 1968 في صفوف حركة فتح ثم تحول بزيه العسكري ليعمل صحافي في اعلام الحركه ومنظمة التحرير وليكون من الكوكبه الاولى التي اسست الاعلام الموحد ووكالة وفا الفلسطينيه للانباء .
اصدر العدد الاول من نشرة وكالة وفا اليوميه من اول الوطن قطاع غزه والذي كان يتم توزيعه على الفاكس مع كوكبه من الصحافيين المقاتلين العائدين وهم والأخ محمد الشرافي ‘أبو وسيم’ والأخ علي حسين، وهو من طاقم ‘فلسطين الثورة’ وانضموا إلى ‘وفا’ عند العودة إلى أرض الوطن .
ويقول الصحافي ابراهيم عبد العزيز عن البدايات الاولى لوكالة وفا ورغم ندرة الإمكانيات وشح الموارد إلا انه بإصرارنا وبتعاوننا جميعاً تغلبنا على المصاعب التي واجهتنا عند إصدار أول نشرة للوكالة من ارض الوطن، فقد كان يتم تحرير النشرة في مكتبي وطباعة نسخة منها ومن ثم تبدأ رحلة المعاناة للبحث عن مكان لاستنساخ عدة نسخ منها لتوزيعها على مكتب السيد الرئيس والصحف والمؤسسات الوطنية والمهتمين.
وقد استمر الحال على هذا المنوال لحوالي السنة صرت خلالها واحدا من طاقم الوكالة إلى أن تمكنت الوكالة من استئجار مقر مؤقت لها في ‘عمارة زينو’ بشارع النصر في مدينة غزة وتأثيثه بأثاث وعتاد بسيط، ساهم إلى حد ما في تخفيف أعباء صدور النشرة وسهل توزيعها على بشكل أوسع إلى حد ما على المؤسسات والمهتمين، وذلك بتضافر جهود الجميع دون استثناء وفي مقدمتهم الأخ ‘سليمان وفا’، حيث تمكنت الوكالة من إصدار النشرة العادية والنشرة، التي تعنى بالشؤون الإسرائيلية.
هذا الرجل الذي لايعرف التعب والنوم والمستيقظ دائما ينتظر تعليمات ونداء القائد الرئيس ياسر عرفات بالاتصال فيه او استدعائه للمنتدى كي يقوم باعطائه خبر او يلفت انتباهه لاثارة موضوع فقد كان يفهم الرئيس بالعين لقربه منه .
المرحوم سليمان ابوجاموس ولد في قرية عصيره الشماليه 9-4-1948 وتلقى تعليمه فيها وغادر الوطن متوجها للالتحاق في صفوف حركة فتح قبل معركة الكرامه بعد ان حصل على دوره عسكريه انضم لاعلام حركة فتح في في الأردن وسوريا ولبنان وتونس وكأن أحد المؤسسين للإعلام الفلسطيني الموحد في لبنان .
وهو عضو في اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين اضافه الى عضوية نقابة الصحافيين الفلسطيين فور عودته الى الوطن ورئيس تحرير وكالة وفا والمحرر المسئول فيها واحد المقربين الى الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات .
وافته المنيه في مدينة غزه يوم 12/12/1999 بشكل مفاجىء وقد تم شيع جثمان الشهيد في موكب جنائزي رسمي وشعبي مهيب انطلق من مستشفى الشفاء مروراً ب “وفا” حيث كان أوصى بذلك، وروي جثمانه الطاهر في مقبرة الشهداء وأطلقت ثلة من حرس الشرف إحدى وعشرين طلقة تحية وتقديرا للفقيد وعطائه.
وآبن الأخ احمد عبد الرحمن أمين عام مجلس الوزراء في حينه المرحوم قائلاً: نودع اليوم مناضلاً، فدائياً وكاتباً كان يكتب الدم لفلسطين، وجندياً مجهولاً قضى عمره يتنقل من موقع لأخر ومن مدينة لأخرى ومن مخيم إلى مخيم ومن منفى إلى منفى من أجل فلسطين، لك الفضل في صورتنا الأفضل، لك الفضل في أن كفاح شعبنا يعرفه العالم… نم هنيئاً يا أخي سليمان وكن على ثقة أن رسالتك وجهادك وكفاحك نبراساً وشعلة تضيء الطريق أمام أجيالنا وأمام أبنائك… وسنظل أوفياء للعهد وسنواصل المسيرة حتى النصر.
وأبى الرئيس الشهيد القائد ياسر عرفات “أبو عمار” إلا أن يودع فارساً كتب بالدم لفلسطين فقدم واجب العزاء لزوجة الشهيد وأبناءه، ثم وقف يتقبل التعازي في مرجعية حركة “فتح” بغزة.
رحم الله المناضل الصحافي المقاتل سليمان ابوجاموس او كما يحلو للجميع مناداته وعرف بهذا الاسم الحركي سليمان وفا ونتمنى ان يتم تكريم هذا المناضل تكريما يستحقه وفاءا من حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطه الفلسطينيه بما أنجزه فلم يتم تكريم فرسان الاعلام الذين شاركوا بالبدايات الاولى للثوره الفلسطينيه بما يستحقوا .
هل سياتي اليوم بعد اربعة عشر عام ويتم تكريم سليمان وفا والشهيد خليل الزبن واخرين رحلوا عنا وفاءا منا لهؤلاء الرجال المقاتلين الاعلاميين الذين يستحقوا هذا التكريم عن جداره وكانوا هم فرسان الكلمه الذين فضحوا الكيان الصهيوني وهمجيته وأوصلوا الخبر والتقرير الى كل العالم وبلغاتهم المتداوله وكانوا على مستوى التحدي .
اقرءوا الفاتحه على روحه الطاهره بمناسبة ذكرى رحيله عنا ولنكن اوفياء لهؤلاء الرجال نقوم بالكتابه عنهم ونعطيهم بعض قدرهم وحقهم ونذكر الصحافيين ومن عرف هؤلاء الرائعين بهلاء الرجال الذين غابوا عنا ولايوجد عنهم معلومات منشوره بعد ان نشروا ووزعوا اخبار شعبنا وقصصه وحكاياته فلم اجد معلومات عن هذا الرائع او غيره او صوره له على شبكة الانترنت والسبب تقصير حركة فتح ووكالة وفا وكل المسؤولين عن الاعلام الفلسطيني .