التعاون البريطاني -السعودي ترجمة: هالة أبو سليم

0
741

صحيفة الابزورفر البريطانية حول الأحد 6ديسمبر2015
كان قرار المملكة المتحدة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش و القيام بالغارات الجوية ضد مواقعها في سوريا محل ترحاب من قبل الحكام السعوديين الغير مُنتخبين .لكن هذا التقارب العسكري مع دولة غير ديمقراطية و قمعية غير مقبول ويجب أن يكون غير مُرحب به في بريطانيا .وفى حديثه للقناة الرابعة للأخبار أوضح السيد ديفيد كاميرون ذلك بقولة “أذا أردت أن تعرف لماذا؟ فأنه بسبب التعاون الأستخباري فأن السعودية تزودنا بمعلومات تجعل أمننا القومي أكثر أمناً واستقراراً،و وأضاف السيد كاميرون “أن هذه المعلومات أسهمت في أخفاق هجوم انتحاري أثناء رئاسته للوزارة “.لاحقاً الحجة القوية في هذا الجدال كونها حليف قوي فان السعودية نفسها تُشكل تهديد أما مباشر أو غير مباشر للأمن القومي ،للمفاهيم والمبادئ البريطانية . دورها فى سوريا مثلاً،القضية الرئيسية و المثيرة للاهتمام ,فبعد الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش الذي أمر بتشكيلة السيد باراك أوباما العام الماضي وسط ضجة كبيره ،الرياض وجهت اهتمامها العسكري فى مكان أخر فالسعودية الان تخوض معركة ضارية مع حلفاء إيران فى اليمن وليس ضد داعش سواء في سوريا أو العراق .
كان دوماً اتهامات عديدة بان المملكة السعودية تغض الطرف عن الأثرياء السعوديين ممن يدعمون تنظيم –داعش- واعتراض بالمقابل من قبل السنه في سوريا والعراق وأماكن أخري من العالم .في الفترة السابقة وتحديداً الأسبوع الماضي أثناء تصويت مجلس العموم البريطاني طالب الزعيم العمالي جيرمى كوربن السيد ديفيد كاميرون الاهتمام أكثر حول قضية مصادر التمويل المالي والعسكري لتنظيم –داعش- من أوجد داعش؟ من يقوم بتسليح داعش؟
يجب السؤال عن مصادر السلاح الذي حمله كل شخص في المنطقة ،ودور المملكة السعودية في كل هذا .وذهب الزعيم العمالي إلى ما ابعد من ذلك ،الفشل في الضغط على كلاً من السعودية وقطر –لوقف دعمها للسلفيين و الوهابيين .
ثانياً:لعب دوراً أكثر قوة في هذه الحملة كون الحكومة البريطانية رفضت التحقيق حول وجود “الجهاديين “فى بريطانيا يجعلني قلق حول التقارب السعودي وحزب المحافظين ” كما صرح جيرمى كوربن .
السفير السعودي فى لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود اتهم السيد كوربن بمحاولات تشويه سمعه السعودية “وهذه الاتهامات على السعودية بشكل يومي وهى لن تفيد سوى المتطرفين “.على عكس الآخرين من المبعوثين الأجانب ،السفير ليس خائفاً من طرح أرائه بشكل علني وقوى .في شهر أكتوبر حذر السفير السعودي “من التداعيات الخطيرة للانتقادات البريطانية لبلادة وهو ما يشبه التهديد ” .وبالنظر على نطاق أوسع ،فالسعودية تركز اهتمامها على صراعها مع الشيعة وتحديداً –إيران وهذا فى سُلم الالويات السعودية أكثر من محاربة –داعش- وهذا ليس من ضمن الاهتمامات الغربية و البريطانية ،وهذا الخلاف هو سبب رئيسي وراء الانقسام الحاصل حالياً في العالم العربي ،لذا غضبهم من طهران بسبب دعمها لنظام بشار الأسد فى سوريا . فالسعودية أُجبرت على الحضور إلى مباحثات فينيا لمناقشة سبل حل الأزمة السورية و هذه المباحثات برعاية فرنسا ،بريطانيا،أمريكا، .
توافقت الرياض مع عدوها التاريخي بنيامين نتنياهو حول معارضة الاتفاق النووي الايرانى الذي وُقع علية مؤخراً ولم تفعل شيئاً يُذكر إزاء أزمة المهاجرين السوريين لأوروبا ،ومارست القمع ضد الشيعة من البحرين وحربها الضروس ضد إيران في اليمن ،العقل المدبر ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان قتل العديد من المواطنين الأبرياء في اليمن مع عدم مقاومة تذكر ضد تنظيم القاعدة أو داعش .مع دخول ألمانيا فى حربها ضد داعش صرح وكيل الاستخبارات البريطاني الأسبوع الماضي مُحذراً بان السعودية تقف وراء عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط .فان النظام السعودي قد فقد الثقة بواشنطن وسلط الضوء على طموح الأمير محمد بن سلمان الذي يطمح بالمحافظة على العرش بعد والده .
على غير العادة،تبرأت الحكومة الألمانية من تحليل وكالة الاستخبارات البريطانية بعد الشكوى التي قدمتها السعودية ضد بريطانيا .من الواضح إن بريطانيا ليست الدولة الوحيدة التي لها علاقة حميمة مع السعودية .كل هذه الأسباب السابقة يجعل من السعودية حليف قوى للغرب فى منطقة مضطربة كمنطقة الشرق الأوسط .هذه الاشاعه يبرها صفقة السلاح البريطاني للسعودية ،غض الطرف عن السجل الحافل للسعودية ضد حقوق الإنسان.
أذا كانت المشكلة هي التنافس الجيوسياسي ،الفساد الإداري ،وفضيحة الرشوة في صفقة اليمامة ،احتمال تنفيذ حكم الإعدام بخمسين شخص من السباب الشيعة الشباب ،وهذا ما يتعارض مع القيم و المفاهيم البريطانية و الأمن القومي البريطاني. تأمل الناس بأن الملك سلمان سيجلب الإصلاح ،لكن يبدو إن العام 2015 اعلي مستوى فى العشرين عام الماضية فى اصدرا قرار حكم الإعدام ،ومقتل 150 شخص .
المدون السعودي الشاب رائف بداوي حُكم عليه بألف جلدة وعشر سنوات فى السجن ،لأهانته الإسلام . وإصدار حكم الإعدام بحق الشاعر الفلسطيني اشرف فياض بنفس التهمة .فى الوقت نفسه التعذيب الروتيني و السجن و الاعتقال القسري وهذا كله غير مقبول ومرفوض
مازال السؤال مطروحاً فماهو الثمن الكبير الذي ستدفعه بريطانيا إزاء التعاون و التحالف مع السعودية؟ .