الكذب كذب ان كان ابيض او اسود

0
498

كذبة نيسان
كتب هشام ساق الله – في الاول من نيسان ابريل اعتاد البعض ان يقوموا بالكذب على اصدقائهم واحبائهم وتمرير حكايات كاذبه على انها حقيقه حتى ان بعض وسائل الاعلام المسموعه او المقروئه او المشاهده تقوم بفبركة كذبات كثيره وبالنهايه يقولوا انها كذبة نيسان كذبه بيضاء والكذب كذب مهما كان حتى ولو كان على خلفية المزاح والضحك .

هناك من يمارس الكذب كل يوم وحين ينكشف يقول انه كذب ابيض فالكذب لايوجد له لون فهو كله مكروه واسود ولا يجوز القيام به باي حاله من الاحوال وخاصه مايقوم به الرسميين والسياسيين والاحزاب السياسيه والتنظيمات فهذا كذب ينبغي ان يتم معاقبته بالابتعاد عمن يكذب ويمارسه بشكل يومي والتحذير منه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يؤدي الفجور وهو مانعيشه الان في على هذه الارض الكل يكذب على الكل ودائرة الكذب تدور وتتسع ولا احد يعرف ويميز بين الكذب والصح فالكذب اصبح جزء من الحياه التي نعيشها .

لعل الشعب الفلسطيني ينتظر ان يصحوا على حقيقه واحده هي ان المصالحه حدثت وتم الاتفاق علىها وبدات دائرة وعجلة تطبيق الاتفاقات الموقعه يتم تطبيقها وحين يحدث هذا فان البعض سيقول ان مايحدث ايضا كذب ولن يحدث .

وهناك حقيقه ان المقدسات الفلسطينيه وخاصه المسجد الاقصى يتعرض الى مؤامره للتهويد والتخريب وهناك منشات يتم بنائها تحت المسجد الاقصى تهدد اركانه وبدات تظهر بالمسجد المرواني وهذه الحقيقه المره ليست كذب فهل نصحوا يوما عليها وقد نجح الصهاينه بتمرير مايخططوا اليه ونقول انه كذب .

كثير من العرب يعتبروا تحرير فلسطين والوقوف الى جانبها درب من دروب الكذب الابيض والتندر والمزح ويضعون هذا الامر ضمن الاشياء المستحيله لذلك يتندروا وينكتوا عليه ويعتبروا جزء من الكذب الذي يمارسوه على تحرير فلسطين .

واصل كذبة الأول من أبريل انه كل عام كانت تحصل مواقف كثيرة ‏ ‏معظمها طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم. ‏ولعل السؤال الذي يطرح نفسه دائما في كل عام لماذا الكذب في أول أبريل وما أصل ‏ ‏هذه الكذبة المنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم. ‏ ‏

ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن “كذبة أبريل” تقليد أوروبي قائم على المزاح ‏ ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق ‏ ‏على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة أبريل”.

وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام ‏ ‏1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد ‏ ‏رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس ‏ ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في ‏ ‏الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع ‏ ‏الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان ‏ ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق ‏ ‏على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة أبريل.

ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد “هولي” ‏ ‏المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض ‏ ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل.

وهناك جانب آخر من الباحثين في اصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون ‏ ‏الوسطى إذ أن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏ ‏فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من اجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد ‏ ‏المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.

وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏ ‏شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر.

والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت ‏ ‏صحيحة أم غير صحيحة فان المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول أبريل ويعلق ‏ ‏البعض علي هذا بالقول أن شهر أبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس ‏ ‏المداعبة والمرح.

وقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم ‏ ‏فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيا أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد “بسمارك ” الزعيم الألماني المعروف.

والطريف في كذبة أول أبريل أنها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء ‏ ‏والفقراء فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيا يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول ‏ ‏أبريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من ‏ ‏فئة كبيرة فلما رآها أمر أحد حراسة بالتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحأول ‏ ‏التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن عبثا. ‏ ‏ وفي سنة أخرى رسم الفنان نفسه على أرض ذلك المتحف صورا لسجائر مشتعلة وجلس عن ‏ ‏كثب يراقب الزائرين وهم يهرعون لالتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها في الأرض ‏ ‏الخشبية.

وفي رومانيا أيضا وشعبها شغوف جدا بأكاذيب أول أبريل حدث أن نشرت إحدى الصحف ‏ ‏خبرا جاء فيه أن سقف إحدى محطات السكة الحديدة في العاصمة هوي على مئات من ‏ ‏المسافرين قتل عشرات وأصاب المئات بإصابات خطرة.

وقد سبب هذا الخبر المفزع الذي لم تتحر الصحيفة قبل نشره هرجا وذعرا شديدين ‏ ‏وطالب المسؤولون بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة الذي تدارك الموقف بسرعة وبذكاء ‏ ‏فأصدر ملحقا كذب فيه الخبر وقال في تكذيبه كان يجب على المسئولين قبل أن يطالبوا ‏ ‏بمحاكمتي أن يدققوا في قراءة صدور العدد الذي نشر فيه هذا الخبر فقد كان في الأول ‏ ‏من أبريل ومن يومها دأبت الجريدة على نشر خبر مماثل في أول أبريل من كل عام.

وهناك أكاذيب انتشرت في كل بلد من بلدان العالم ولا زالت شعوبها تتذكرها ‏ ‏وتكررها حتى الآن مع حلول أول أبريل.

ومن أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنكليزي الذي يعتبر أشهر شعوب العالم ‏ ‏كذبا في أول أبريل هذه الكذبة التي جرت في أول أبريل عام 1860 في هذا اليوم حمل ‏ ‏البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل في طياتها دعوة كل ‏ ‏منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية “لغسل الأسود البيض” في برج لندن في صباح الأحد ‏ ‏أول أبريل مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم وقد سارع جمهور غفير ‏ ‏من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة.

وهناك كذبة أخرى اشتهر استخدامها في أول أبريل في بريطانيا وهو أن ‏ ‏يبعث أحد الناس بمئتي رسالة إلى مديري دور الأعمال الكبيرة يطلب منهم أن يتصلوا ‏ ‏برقم تليفون يحدده في رسائله لأمر مهم جدا ومستعجل ويحدد موعد الاتصال فيما بين ‏ ‏الساعة الثامنة والعاشرة من صباح أول أبريل وتكون النتيجة أن يظل صاحب رقم ‏ ‏التليفون المذكور في شغل شاغل بالرد على مكالمات واستفسارات المديرين طوال يوم ‏ ‏أول أبريل وقد ضربت هذه الكذبة الرقم القياسي في استخدام الشعب الإنكليزي لها.

والى جانب هذه المواقف المضحكة هناك مآس باكية حدثت بسبب كذبة أول أبريل فقد ‏ ‏حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنكليزيات في مدينة لندن فخرجت إلى ‏ ‏شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد إذ كان ذلك اليوم ‏ ‏صباح أول أبريل.

ولعل السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو لماذا يكذب الناس. ‏ ‏ قال الباحث الإنكليزي جون شيمل الذي شغل نفسه بالكذب وبالبحث عن أصوله ودوافعه ‏ ‏ومسبباته “إذا كان الكذب قد أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات ‏ ‏ويستخدمونه في شتى مرافق الحياة واتصالاتهم العامة أو الخاصة فان كل الأدلة تثبت ‏ ‏أن المرأة أكثر استخداما للكذب من الرجل”.

وأضاف أن السبب في ذلك “يرجع إلى عاملين أولهما عامل نفسي عاطفي فالمرأة أكثر ‏ ‏عاطفية من الرجل ولأن الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من ارتباطها ‏ ‏بالجانب العقلاني فالنتيجة الطبيعية أن تكون المرأة أكثر كذبا من الرجل”.

وتابع “والعامل الثاني أن الكذب بصفة عامة هو سمة المستضعفين والإنسان غالبا ‏ ‏ما يلجأ إلي الكذب لإحساسه بالضعف من حالة من المعاناة والاضطهاد وللهروب من واقع ‏ أليم يعيشه ولأن المرأة خلقت اضعف من الرجل وعاشت على مر العصور وفي مختلف ‏ ‏المجتمعات البشرية تعاني الاضطهاد والقهر فكان لابد وأن تلجأ إلى الكذب”.

كمثال لكذبة ما حدث في الخليج والسعودية على وجه الخصوص في أبريل 2009 عن وجود مادة الزئبق الأحمر في مكنات الخياطة من نوع سنجر (أبو أسد) القديمة، وأصبح الجميع يبحثون عن هذه المكنات في كل مكان ووصلت أسعارها في بعض المناطق في السعودية ما يقارب المائة ألف ريال، وحتى منتصف أبريل أغلب مواقع الإنترنت تعرض مكنات للبيع بأسعار خيالية لا تقل بأي حال من الأحوال عن خمسة وعشرون ألف ريال، فهذا مثال لكذبة أبريل التي راح ضحيتها الكثير، وفي نفس الوقت غني بسببها الكثيرون.