كتب هشام ساق الله – تلقيت اليوم خبر وفاة جاري بصلاة الجمعه منذ سنوات بمسجد التابعين الحاج والصديق العزيز المرحوم سعدي بشير يحيى عمرو منذ ثلاثة ايام وحزنت كثيرا على الرجل لما كان لنا من حديث طويل طوال السنوات الماضيه عن تجربة هذا الرجل الرائع الذي يعيش في مدينة غزه منذ اكثر من 68 عاما .
المرحوم الصديق ابوعزام تعرفت بعد احداث الانقسام الفلسطيني الداخلي حين كنت اجلس الى جانبه بصلاة الجمعه وكنت دائما اذهب مبكرا وكثيرا ما تحدثنا فهذا الرجل الرائع لديه تاريخ وذكريات وحكايات كثيره عن غزه واهلها وتجربة العيش فيها كم كان هذا الرجل الخليلي المولد يحب هذه المدينة الرائعه ويرفض ان يغادرها باحلك الظروف والاوضاع السياسيه رغم ان لديه بيت وارض وعشيره واهل في الخليل .
سالني بداية تعارفنا عن اسمي ومن اكون وقلت له فعرف على السريع جدي رحمه الله المتوفي منذ عام 1956 واعمامي جميعا وكان له صداقه مع عمي المرحوم احمد محمد عبد القادر ساق الله ابومحمد ولديه ذكريات كثيره معهم وحدثني عن عدد كبير من افراد عائلة ساق الله .
كنت اراه دائما في من بيوت العزاء بمدينة غزه يقوم بالواجب فهو صاحب واجب وعلاقات قديمه مع كل عائلات قطاع غزه يجاملهم ويجاملونه ولم يشعر هذا الرجل انه غريب عن هذه المدينة واهلها ويعرف الجميع كانه ولد فيها .
الحاج سعدي بشير يحيى عمرو ولد في مدينة الخليل عام 1924 وتلقى تعليمه فيها حتى حصل على شهادة ماترك فلسطين من مدينة القدس وعمل كمدرس في مدرسة بيت صفافا وكان صغير السن انذاك ثم انتقل للعمل في سلطة البريد زمن الانتداب البريطاني وتم نقله للعمل في مدينة يافا عروس فلسطيني امضى عدة سنوات فيها ثم تم نقله الى مدينة غزه عام 1945 ليستقر فيها.
منذ ان دخل الى مدينة غزه واحبها واستمتع بهوائها وجوها وتزوج فيها وانجب كل ابنائه بها حتى جاءت الاداره المصريه الى قطاع غزه حيث عمل في في التموين وبعدها عمل في جهاز الشرطه بقسم المباحث حتى عام 1967 وشارك بالكشف عن جرائم كثيره والقاء القبض على اعتى المجرمين وكان خبير وعارف بكل المجرمين واللصوص ويصل الى الفاعل باسرع وقت ممكن ويحفظ طرقهم واساليبهم .
وبعد احتلال الكيان الصهيوني لكل فلسطين وقطاع غزه رفض العمل ومتابعة عمله كباقي افراد الشرطه وعمل بالتجاره الحره حيث عمل في تصدير البرتقال والحمضيات الى الاردن والدول العربيه ودول اوربا حيث كان يضمن البيارات ويقوم بتصديرها الى الخارج ورفض الحصول على بطاقة الفي أي بي الخاصه بالتجار .
اعتقلته سلطات الاحتلال الصهيوني عدة مرات للتحقيق كان اصعبها حين امضى بالتحقيق 6 شهور بعد استشهاد صديقه القائد زياد الحسيني رحمه الله واتهم بانه قدم مساعدات ماليه وتستر على نشاطاته .
لم ارى رجلا يحب زوجته كما كان احبها هذا الرجل فقد حضر الى المسجد بعد وفاتها وعلمت بوفاتها وكان قد انقضت فترة العزاء وقدمت له العزاء وواسيته وقال لي هي حبيبتي وابنة عمي ورفيقتي كم انا حزين بوفاتها وكبر حزنه لفراقها ولحق بها بعد 37 يوم وتم الصلاه عليه بصلاة الظهر في المسجد الذي يداوم بالصلاة فيه بحضور حشد كبير من جيرانه وأصدقاءه واهالي مدينة غزه وقد حضر ابن شقيقه من الخليل خصيصا لتلقي العزاء .
المرحوم العم ابوعزام هو اول من سكن بشارع اليرموك من سكانه الاصليين الحاليين حين كانت سوافي ورمال وتربطه علاقه بكل محيط المنطقه فهو والدهم وعمهم وصديقهم جميعا وكان بعد كل اعقاب صلاه ياتي اهل المسجد للتسليم عليه ومرافقته لبيته .
وابناء المرحوم ابوعزام هم ابنه المهندس عزام في الاردن والاستاذ سهيل في اسبانيا وبناته مها والمهندسه مريم والمهندسه ماجده ومنى تعازينا للجميع والى كل ال عمرو بالخليل والخارج فقد كان رحمه الله عميد العائله واكبرهم سنا والى انسباهم وأقاربهم في كل العالم .
رحم الله الحاج الصديق العزيز ابوعزام وادخله فسيح جنانه مع النبيين والصالحين والشهداء وحسن واولئك رفيقا .
وتنتسب عائلة عمرو الى القحطانين فجدهم “عدي بن جذام القحقاني” وقدم قدمت تلك العشيرة من جنوب الجزيرة العربية الى مدينة الكرك الاردنية قبل مئات السنين وعاشت بها وسيطرت على جنوب الاردن وكانت ذات سطوه كبيرة الا انة وقبل ثلاثمائة سنة تالبت عليها عشائر الجنوب نتيجة ظلمها للسكان وخاضت معها حرب مريرة اسفرت عن قتل الكثير وهجرة البعض .
حيث هاجر مجموعة من فرسان عشيرة العمرو ومعهم اموالهم وعبيدهم الى جبال الخليل وقاموا بالاستيلاء على معظم اراضيها وكان لهم السيادة والرئاسة في تلك المنطقة ومن ابرز شيوخهم الشيخ عبد الرحمن العمرو والشيخ يوسف عبد الحميد عمرو الشيخ محمد عيسى عمرو ومن فرسانهم فياض عمرو وطلب عمرو وسلامة عمرو .
كذلك كان بالعصور الحديثة تواجد لهذة العائلة بالعمل السياسي الاردني والفلسطيني ومن ابرز الاسماء في هذا المضمار (الوزير صبحي امين عمر) الذي بقي وزيرا ونائب رئيس وزراء اردني لاطول مدة بتاريخ الاردن (27 عام) حيث عمل وزيرا لمعظم الوزارات وتفي في نهاية الثمانينات وهو عضو بمجلس الاعيان الاردني كذلك المحامي ياسر عمرو (اول وزير تربية وتعليم فلسطيني) زمن السلطة ونبيل عمرو ومن ابرز المناضلين مخلص عمرو يوسف حماد عمرو وغيرهم.