كتب هشام ساق الله – البطاله القاتله والبحث عن فرص العمل وبناء حياة جديده وتحمل مسئوليات الاسره والعائله وبناء مستقبل واكتشاف العالم افكار كثيره تجتاح عقول كم كبير من شباب قطاع غزه بحثا عن المستقبل في أي دوله في الخارج بعد ان تعبوا في العمل الشاق الغير موجود وبيع أي شيء ابتداء من السكاكر حتى الخضار متجولين بشوارع غزه .
بعد ان اعياهم البحث عن فرص عمل والقيام باعمال وضيعه منها بيع أي شيء من اجل الحصول على 20 شيكل في اليوم الواحد لتغطية الحد الادنى من مصاريف الشباب الشخصيه فكيف بالمتزوج صاحب العيال والذي لايوجد لديه أي افاق لكي يعمل ويسب حتى في حدود الحد الادنى من المال .
اعرف مجموعه كبيره من الشباب بدات تفكر جديا بالسفر ألى أي مكان فعدد منهم يفكر بالسفر الى ليبيا بعد ان شاعت دعايات كثيره ان هناك فرص عمل كثيره هناك وان الدوله الليبيه تطلب عمال عاديين ومهره في مختلف الصناعات اضافه الى خريجين للجامعات بتخصصات مختلفه وان الراتب مجذي والشركات توفر المسكن والمواصلات .
اعادته السلطات المصريه عن معبر رفح عدة مرات ويصر على السفر ويعود كل اسبوع مره من اجل ان يسافر الى مصر ومنها الى ليبيا عن طريق البر لكي يجد فرصة عمل مناسبه له فقد اصبح صاحب اسره ولديه زوجه وولد ويريد ان يعيش مثل باقي البشر لايفكر في قوت يوم غدا له ولاسرته ولا مصروفه الشخصي ومن اين يستدين ان لم يعمل بهذا اليوم .
حدثني عدد من الاخوه على الانترنت من النرويج هاجروا مع بداية الانقسام الفلسطيني الداخلي وخرجوا للبحث عن العمل والاستقرار وبدء حياه جديده هناك وهؤلاء ليسوا بالعدد القليل حيث اخبرني احدهم انهم يتجاوزوا المائه شاب وهم هناك منذ اربع سنوات ويحاولوا الحصول على الاقامه والجنسيه ولكن النرويج ترفض بعد ان طلب على حد زعم احدهم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بعدم استقبال مهاجرين فلسطينيين وعدم منحهم الجنسيه او الاقامه .
قال لي احدهم انهم رفعوا قضيه ضد سلطة الهجره في النرويج ووكلوا محامي وتحاصرهم اجهزة الامن وتمنعهم من العمل باي مهنه ولكنه لايوجد لديهم الا النرويج لكي يعيشوا فيها ويرفضوا الرحيل الى غزه خوفا من ان يتم اعتقال بعضهم لنشاطه السياسي في غزه قبل احداث الانقسام الفلسطيني .
وسالت احدهم ماذا تفعل لكم السفاره الفلسطينيه في النرويج وقال وهو يتالم انهم لا يقدموا أي شيء لنا ويعملوا مع النرويجيين ضدنا وهم معنيين اكثر من غيرهم برحيلنا وعدم الاستقرار هناك وكل واحد منهم لديه اقاربه واصدقائه ونسايبه وقام بعمل كل الاجراءات اللازمه من اجل حصولهم على الجنسيه اما نحن فلا احد يقدم لنا أي شيء .
وعدتهم بطرح قضيتهم ووعدوني باعطائي تفاصيل اكثر واكثر عن اوضاعهم الحياتيه في دولة الرفاهيه الاجتماعيه الاولى على مستوى العالم النرويج وهم يعيشوا حياة بائسه وتعيسه ولكنهم لايستطيعوا الخروج منها والعوده الى الوطن والى دائرة البطاله والحصار كما يقولوا مره اخرى .
لماذا لا يتم تقديم كل انواع الدعم والمساعده لهؤلاء الشباب لكي يجدوا فرص عمل في الدول العربيه والاجنبيه ويتم تقديم المساعده لهم فحين يعمل هذا الشاب فانه يوفر سيقوم بارسال مال لاهله واسرته وسيبدا حياه جديده ويمكنه ان يتزوج ويعمر بيت ويعود ليفتح مصلحه اقتصاديه في غزه او يساعد اهله .
ليتنا نعود الى تجربة العمل في دول الخليج بداية الستينات والسبعينات والثمانينات فقد كان قطاع غزه كله يعتمد على حقول بترول ابنائهم العاملين في هذه الدول وكانوا دايما ينعشوا الاقتصاد المحلي بعودتهم وزيارتهم وزواجهم وكل حياتهم وكانت غزه تنتعش منهم حين يقوموا بارسال المساعدات الى ابائهم وامهاتهم واخوانهم وكل افراد اسرهم .
الكم الكبير الهائل من العاطلين عن العمل وعدم توفر فرص عمل لهؤلاء الشباب تدفعهم للتفكير باكثر من السفر والهجره والعمل باي مهنه واي شي من اجل ان يعيش فهؤلاء رضوا بالهم والهم مش راضي فيهم رضوا بان ياخذوا 30 شيكل عن كل يوم عمل من الساعه السادسه صباحا وحتى الساعه السادسه مساءا باعمال شبيهه بالاعمال الشاقه ولكن الهم مش راضي فيهم فلا يوجد لهم متسع ومكان للعمل في قطاع غزه .