تعازينا للقائد الاسير كريم يونس بوفاة والده رحمه الله

0
571

299x800-fit
كتب هشام ساق الله – ادرك فظاعة الحدث الكبير بفقدان القائد المناضل الكبير والمعتقل منذ 31 سنه في سجون الاحتلال والمحكوم بالسجن المؤبد لوالده المرحوم وهو بداخل الاسر نعم انها لحظه صعبه وعصيبه على الاخ القائد كريم يونس هذا المصاب الجلل الكبير بفقدان والده الذي كان يزوره كل زياره حتى اقعده المرض ولم يعد يستطيع السفر والزياره .

وفي صباح اليوم الأحد، والد عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب كريم يونس، الحاج يونس فضل يونس عن عمر يناهز الـ87 عاماً من قرية عارة في الأراضي المحتلة عام 1948، بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لاعتقال نجله، ودخوله عامه الـ31 خلف القضبان، حيث اعتقل في تاريخ 6/1/1983، ويعتبر أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

وأفادت زوجته الحاجة صبحية يونس ، بأنه لفظ أنفاسه الاخيرة في الساعة الخامسة فجر اليوم، بشكل مفاجىء، حيث كان يستعيد معها ذكريات محطات حياة ابنهما الأسير كريم خلال الايام الماضية، ويتبادلان الأمنيات بحريته وعودته والفرح بزفافه، مضيفة: “عاش طوال عمره يتأمل تحقق تلك اللحظة ورحل حزيناً باكياً وهو محروم حتى من رؤية فلذة كبده”.

وذكرت “أن الحاج فضل، لم يتمكن من زيارة نجله منذ سنوات بسبب المرض الذي أصيب به وتدهور حالته الصحية حتى أصبح عاجزاً عن الزيارة”.

لن تسمح فمصلحة السجون الصهيونيه للمناضل كريم يونس بالقاء نظرة الوداع الاخير على روح والده فهكذا مات اباء وامهات الاسرى داخل السجون منذ بدء مرحلة النضال الفلسطيني وابنائهم يفجعوا بقدان اعزائهم وهم داخل سجون الاحتلال الصهيوني دون ان يسمح لهم بوداعهم وإلقاء النظرة الاخيره .

لوالد القائد كريم يونس الرحمه والمغفره وحقق الله امنيته في ان يرى ابنه القائد كريم يونس حرا يتنقل في بلدته عاره ويعيش حياته ويتزوج كما كانت يتمنى ويحلم دائما اسكنه الله فسيح جناتك على نضاله وجريه ومشاركته في كل فعاليات اهالي الاسرى المسانده لقضية ابنائهم العادله .

وكان قد كتب الكاتب والخبير في شؤون الأسرى راسم عبيدات عن والدة الاسير المناضل كريم يونس ابن قرية عاره والمحكوم مدى الحياه والذي امضى واحد وثلاثين عاما في سجون الاحتلال الصهيوني كنموذج لامهات كل الاسرى قائلا ” والحاجة صبحية ‘أم كريم’ تشعر بغصة في القلب عندما تتحدث عن تجربة السجن،وتعتبر نفسها أيضاً سجينة،مثلها مثل ابنها كريم،فهي أمضت الى جانب ابنها خلال زياراتها الدورية،مرة كل أسبوعين فتقول’لم استثني أي زيارة طوال السنوات الماضية،كنت دائماً أجد من يرافقني من العائلة،إما والده أو أحد أشقاءه أو عمه أو خاله،وفقط في الشهر الأخير لم أزره،بسبب العملية التي أجريتها لاستئصال إحدى الكليتين ،التي فسدت بسبب الحصوة’ ” .

ومما لا شك فيه أن ‘أم كريم’ حالها كحال الكثير من أمهات أسرانا عانت وما زالت تعاني الكثير في الزيارات بسبب سياسات وإجراءات الاحتلال في التفتيش والانتظار والقمع والاستفزاز،وهي أيضاً أصبحت خبيرة تحفظ كل طرق ودروب سجون الاحتلال،طرق سجون نفحة وبئر السبع وعسقلان وشطة وجلبوع والتلموند وهدريم وغيرها،من خلال السفر إلى السجون التي يعتقل فيها كريم أو يرحل إليها هو وغيره من أسرى شعبنا،والاحتلال لا يتعمد فقط قمع الأسير وإذلاله ومحاولة تفريغه من محتواه الوطني والنضالي،بل يتعمد كي وعي أهالي الأسرى وضرب معنوياتهم والتأثير على نفسياتهم،لكي يشكلوا عائقاً ومكبلاً لهم ولأبنائهم أمام مجرد التفكير بمقاومة الاحتلال،أو دفع فاتورة النضال خدمة لشعبهم وقضيتهم.

من الجدير بالذكر أن الاسير كريم يونس من مواليد عام 1958 من بلدة عارة، ويعتبر أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، حيث اعتقل في 6/1/1983 من جامعة بن غوريون في بئر السبع حينما كان يدرس فيها الهندسة، وحكم آنذاك بالإعدام شنقاً بعد إدانته ورفيقيه سامي وماهر يونس بخطف جندي إسرائيلي وقتله وبالفعل إلباس الزى الأحمر المخصص للإعدام حين حضر ذويه لزيارته بعد الحكم ثم خفض حكمه إلى المؤبد وتم تحديد المؤبد قبل اشهر ب 40 عام .

ورفضت إسرائيل الإفراج عنه بعمليات تبادل الأسرى التي جرت بعد اعتقاله، كما رفضت أي حديث عنه وعن أسرى الداخل الفلسطيني من قبل المفاوض الفلسطيني، وبالتالي تجاوزته افراجات العملية السلمية، كما رفضت المؤسسة الإسرائيلية تحديد حكم المؤبد له، وأبقته حكماً مدى الحياة، ما يعني أن حكمه هو 99 عاماً، بادعاء أنه يشكل خطراً على أمن المؤسسة الإسرائيلية.

تعازينا الحاره للاخ المناضل كريم يونس بوفاة والده المرحوم اسكنه الله فسيح جنانه مع النبيين والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ودعوانا له بالصبر على هذا المصاب الجلل في داخل سجون الاحتلال .

وكانت وزارة الاسرى قد نشرت رسالة الاسير المناضل كريم يونس عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال كريم يونس سكان عارة في الداخل الفلسطيني والمحكوم 40 عاما والتي وجهها الى الشعب الفلسطيني والى كل الأحرار في العالم بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الثورةة الفلسطينية .

بسم الله الرحمن الرحيم

أبدأ بالتحية والإكبار الى الشهيد المؤسس القائد أبو عمار والى كل شهداء فلسطين الذين سقطو على درب الحرية والإستقلال ومقاومة الإحتلال، التحية الى كل جرحانا ومبعدينا، الى أطفالنا وأمهاتنا الى الشعب العربي الفلسطيني الصامد على أرضه وفي حقوله يدافع عن كرامته وشرفه وحقه في الحياة والحرية…

التحية لشهدائنا الأسرى من عبد القادر ابو الفحم حتى زهير لبادة، الذين اضاءوا بدمهم وأرواحهم ظلام السجون وسقطوا واقفين في مقارعتهم للظلام والسجان.

يا شعبي العظيم،
نحن الأسرى، الجنود الذين ما زلنا نقاوم ونقاتل في الساحة الخلفية لدولة الاحتلال، هنا في أكثر من عشرين سجنا ومعسكرا نشد على أيدي قائد المسيرة الرئيس محمود عباس أبو مازن الذي أضاء ليل السجون بشهادة ميلاد دولة فلسطين في الأمم المتحدة، لتكون اشراقة شمس أخرى وثمرة تضحيات ومعاناة شعبنا البطل على مدار 48 عاما من انطلاقة ثورتنا المعاصرة…

ان الإعتراف الأممي بفلسطين عضوا في الجمعية العامة هو تأكيد أن العدالة الانسانية سوف تنتصر أخيرا للضحايا والمعذبين ضد أعداء الحياة وضد الاستعمار والطغيان الإسرائيلي الذي اعتقد أن القوة سوف تجلب له الحق، ولكن هذه القوة وتلك الجرائم المستمرة لم تجلب له سوى العزلة الدولية والغرق في العنصرية، وأن ارادة الشعوب الحرة تنتصر دائما.

نحن الأسرى منا ما يقضي أكثر من ربع قرن، ومنا النساء والأطفال وكبار السن والقادة والنواب، نرى أن مرحلة جديدة قد بدأت عنوانها انتزاع الحرية التي تأخرت علينا كثيرا، حرية الأسرى وشعبنا الصامدـ ليعيش في دولته الحرة والمستقلة، مرحلة علينا أن نبرز فيها كل امكانبات الصمود والوسائل القانونية والسياسية لاستثمار الاعتراف بفلسطين كدولة حتى تصبح حقيقة ملموسة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

اننا نطمح أن يفتح ملف الأسرى كعنوان لنضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال، سيكون فرسانها الأسرى بعودتهم وإطلاق سراحهم فهم أعطوا الحرية ارواحهم وأعمارهم خلف القضبان.

ونرى في موقف الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية بعدم استئناف المفاوضات دون وقف الاستيطان واطلاق سراح الأسرى وعلى رأسهم القدامى منهم موقفا يضع قضية الأسرى عنوانا سياسيا واستحقاقا اساسيا لأية مفاوضات أو تسوية في المنطقة.

أنني ادخل العام 31 في السجن ولا زلت أتطلع الى اليوم الذي ينسحب فيه السجانون المحتلون من حياتنا الى الأبد، ونزداد قوة وعزيمة رغم مضي السنين الطوال متسلحين بالإرادة والإيمان وبصمود شعبنا واصراره على نيل حقوقه المشروعة بالعودة والاستقلال.

يا شعبي العظيم:
لقد مضى عام مليئ بالألام والمعاناة، ولا زالت المعركة مستمرة في السجون، لا زال أبناؤكم يقاومون السياسات الظالمة لسلطات السجون والتي تستهدف كرامتهم وانسانيتهم، لا زال المرضى يصارعون الموت بأمراضهم الخطيرة، ولا زال أسرى يخوضون ملحمة الإضراب المفتوح عن الطعام ضد قرارات اعتقالهم الجائرة، ولا زال الأسرى يقارعون سياسة القمع والاعتداء عليهم، ومحاولات سلبهم لكافة حقوقهم الأساسية والتي كان آخرها سلبهم في حقهم بالتعليم.

ان المعركة داخل السجون لم تتوقف أبنائكم لا زالوا على العهد والقسم يسيرون على خطى الشهداء في دفاعهم عن انسانيتهم وكرامتهم التي هي كرامة شعبهم.
لا زالت كوفية ياسر عرفات رمزنا الأبدي، ولا زال صوت أبو مازن في المحافل الدولية هو صوت الحق الناصع، وقد سخرنا أرواحنا وأجسادنا وأعمارنا من أجل فلسطين والقدس.

يا شعبي العظيم:
في هذه الذكرى لا تنسوا اخوتكم الأسرى في داخل فلسطين ال 48 … لا تسمحوا لإسرائيل بتقسيم وتجزئة الأسرى، فهم أسرى فلسطين من الجليل حتى النقب وحدة واحدة، خندق واحد ، دم واحد، معاناة واحدة لا تجزئة ولا تصنيف في حق الأسرى وعليكم أن تسقطوا كل الشروط الإسرائيلية والابتزاز الإسرائيلي الذي يحاول أن يفرق بين الشعب الواحد، فلا فرق بين أسير من حيفا أو القدس أو رام الله، جميعنا كرسنا حياتنا وأهدافنا من أجل حرية وطننا وبلدنا…

نتطلع معكم في هذا العام الجديد ليكون عام الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الأسود، وإسقاط المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف وحدة الشعب الفلسطيني وتدمير أهدافه وأحلامه المشروعة بالحرية والإستقلال..

انه نداء الى كافة الفصائل الفلسطينية، نداء لأسرى بأوجاعهم وآلامهم أن لا تسمحوا أكثر بإستمرار الإنقسام، تعالوا الى الوحدة الوطنية سلاحنا الأقوى في مواجهة الأعداء وسياسات الحصار والضغوطات التي تمارس على شعبنا وقيادتنا، خاصة بعد الإعتراف بفلسطين عضو مراقب بالأمم المتحدة.
نحن على العهد… مستمرون في الدفاع عن كرامتنا وكرامة شعبنا… وسنبقى شوكة في حلق المحتلين حتى يرحل عن حياتنا ويسقط القيد.

اخوكم
كريم يونس
سجن هداريم