كتب هشام ساق الله – كم كانت سعادتي وانا اقرا خبر مغادرة وفد من الاسرى المحررين ارض الوطن فلسطين متوجهين لحضور مؤتمر الاسرى الذي تعقده الجامعه العربيه على ارض العراق وفي مدينة بغداد ومن ضمن اعضاء الوفد الفلسطيني المغادر الاسير المحرر علي فرهاد البياتي الذي غادر العراق للمشاركه في عملية استشهاديه ضد الكيان الصهيوني في تاريخ 18/11/ 1979 وسيعود لها غدا بعد غياب عنها لمدة 32 عام .
ما اجمل لحظات هبوط الطائره التي يستقلها الاسير العراقي المحرر وما اروع اللقاء مع عائلته واهله واصدقائه وهو ضيف هذا المؤتمر كلي امل ان تقوم وسائل الاعلام المتابعه للمؤتمر بمتابعة قصة علي ووصلوله الى بغداد معشوقته الاولى مكان مولده الذي حاول العوده اليه طوال السنوات التي تحرر فيها وهو يعيش هو وزوجته واطفاله في مدينته الثانيه غزه .
الاسير على البياتي لا يترك مناسبه او اعتصام تضامنا مع الاسرى الا وتجده فيه وقد التقيته في اضرابه الاخير عن الطعام تضامنا مع الاسرى المحررين في سجون الاحتلال رغم مرضه الا انه اصر على التضامن معهم في هذا الاضراب التاريخي الذي سبق صفقة تحرير الاسرى المحررين في وفاء الاحرار والذي اطلق بموجبه 1050 اسير فلسطيني من سجون الاحتلال .
وكان قد أكد نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة وصول وفد غزة المشارك في مؤتمر الأسرى إلى جمهورية مصر العربية وقضاء الوفد ليلة الإثنين في قاعة مطار القاهرة الدولي .
وقال أن الوفد يضم كلا من والدة الأسيرين ضياء ومحمد الأغا والأسيرة المحررة فاطمة الزق وبسام المجدلاوي مدير عام شؤون الأسرى والمحررين والأسير العربي المحرر علي البياتي وعطية البسيوني ممثلا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفيق حمدونة ممثلا عن جمعية الأسرى والمحررين حسام ونشأت الوحيدي ممثلا عن دائرة الأسرى والمحررين بحركة فتح في قطاع غزة وعن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين 0
وأوضح نشأت الوحيدي أن دائرة الأسرى والمحررين بحركة فتح في قطاع غزة ستشارك في ورقة عمل بمؤتمر الأسرى الذي يبدأ أعماله في العاصمة العراقية بغداد يوم غد الثلاثاء الموافق 11 12 2012 حيث تشير ورقة عمل الدائرة إلى مجموعة من التوصيات والإقتراحات الهامة حول دعم وإسناد الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي .
وأفاد أن هناك مجموعة من رسائل الأسرى التي تحمل همومهم ومعاناتهم سوف يتم تقديمها إلى المؤتمر للتأكيد على أهمية هذه الرسائل التي تعبر عن إيمان وإرادة الحركة الوطنية وإصرارها على المضي قدما في برنامجها النضالي حتى يتم انتزاع الحقوق الفلسطينية العادلة من بين أنياب السجان الإسرائيلي .
وكنت قد كتبت مقال عن هذا المناضل علي البياتي اثناء اضرابه عن الطعام في خيمة التضامن مع الاسرى على ارض الجندي وتم نشره في مدونتي مشاغبات سياسيه اعيد نشره للتعريف بهذا المناضل الكبير الذي سيلتقي مع من تبقى من اهله ويزور عاصمته بغداد التي خرج منها باتجاه فلسطين ويعود الان اليها بمؤتمر وهو عضو بوفد فلسطيني حول الاسرى المحررين في سجون الاحتلال الصهيوني .
الاسير المحرر المضرب عن الطعام علي عباس فرهاد البياتي العراقي المولد الفلسطيني الجنسيه والهوى والانتماء الذي امضى عشرين عاما في سجون الاحتلال بعد ان اعتقلته سلطات الاحتلال اثناء اشتباك في عرض البحر استشهد خلالها اثنين من زملائه واسر اثنين كان هو احدهم .
الاسير المحرر المضرب عن الطعام ابومحمد على البياتي هو مواليد العراق بتاريخ 3/3/1955 ولد فيها بحي دورين الكرخ ولديه اسره كبيره لازالت والدته على قيد الحياه واخواته وازواجهم واولادهم لم يلتقي والدته منذ عام 1977 حتى الان الا انه التقى شقيقاته في عمان عام 2008 .
عرف فلسطين واحبها من خلال علاقات جمعته بمقاتلين من حركة فتح عام 1968 والتحق في دوره عسكريه بمعسكرات العاصفه ثم التحق في الجيش العراقي النظامي كمجند فيه وحصل على عدة دورات عسكريه قتاليه وشارك في حرب تشرين عام 1973 على الجبهه السوريه وبعدها التحق في صفوف حزب البعث العراقي .
والتحق في صفوف جبهة التحرير العربيه وشارك ضمن دوريه عسكريه ارسلت الى فلسطين المحتله ضمن مجموعه تضم اربع فصائل فلسطينيه على قارب مطاطي واثناء توجههم الى ساحل نهاريا اشتبكوا مع زورق صهيوني وتبادلوا اطلاق النار يوم 18/11/ 1979 مما ادى الى استشهاد المقاتل نبيل الطوباسي من الجبهه الشعبيه والشهيد محمد السوري الاصل من جبهة تحرير فلسطين وتم اسره هو من جبهة التحرير العربيه والمناضل المحرر حسين خليفه من جبهة النضال الشعبي .
تم اقتيادهما الى معتقل صرفند العسكري والتحقيق معهم بشراسه لعدة ايام وتم نقلهم الى سجن غزه المركزي والتحقيق معهم زارهم الصليب الاحمر بعد 15 يوم بعد ان سارت شائعه حول استشهادهما وبعدها تم نقله الى معتقل الرمله حيث حكما هو وزميله بالسجن المؤبد 4 مرات وبقي هو بالمعتقل وتم اطلاق سراح زميله حسين خليفه في صفقة ام 1985 لتبادل الاسرى .
تنقل في سجون الاحتلال الصهيوني حيث تم نقله بدايه الى معتقل بئر السبع وبعدها الى سجن جنيد بمدينة نابلس عام 1985 ثم معتقل عسقلان وبقي فيه حتى عام 1996 ثم معتقل نفحه والذي امضى فيه 55 يوم وبعدها نقل الى اقسام العزل في معتقل بئر السبع حتى عام 1999 حيث تم اطلاق سراحه ونقله هو وعدد كبير من الاسرى العرب الى مدينة غزه .
استقبل في مدينة غزه هو والمحررين العرب استقبال الابطال وتم توفير السكن والعمل لهم حيث التحق في قوات حرس الرئاسه ويحمل رتبة عقيد فيها تم تحويله الى التقاعد وفق مرسوم الرئيس عام 2008 وهو الان يعتبر نفسه عضو بحركة فتح وهو مضرب عن الطعام منذ ثمانية ايام بشكل متواصل تضامنا مع الاسرى .
والاسير البياتي لازال يتحدث بلكنه عراقيه واضحه ولديه اصدقاء كثر من الاسرى المحررين وجيرانه وكذلك يزوره وفود دائما من حركة فتح وكل التنظيمات وهو متزوج من عائلة القصابغلي من مدينة غزه ولديه اربع ابناء هم ليلى 12 عام ومحمد 11 عام وسندس 8 اعوام وجمال 6 سنوات .
اصيب المناضل ابومحمد بمرض سرطان الدم اللوكيما وامر الرئيس محمود عباس بنقله للعلاج العاجل الى الاردن حيث امضى فتره طويله هناك من الله عليه بالشفاء من هذا المرض وعاد الى الاردن مره اخرى لتلقى مزيدا من العلاج الا ان السلطات المصريه والكيان الصهيوني قبل ان يتم الرحيل من غزه لم يسمحوا له بالعوده الى قطاع غزه وبعد اجراء تدخلات ونشر الخبر على وسائل الاعلام عاد من جديد الى وطنه وبين شعبه واسرته في غزه .
ابومحمد البياتي توجه للسفاره العراقيه في الاردن للحصول على جواز سفر عراقي له ولاسرته الا ان موظفي السفاره طالبوه بالتنازل عن هويته الفلسطينيه الا انه رفض ان يتنازل عنها واعتبر ان هويته الفلسطينيه هويه مناضله ولن يتخلى عنها طالما هو حي فهي تاريخه الطويل ومعاناته في سجون الاحتلال الصهيوني وهو يقول دائما فلسطين بلدي الثاني وفيها ولد كل ابنائي وتربطني بها حكاية طويله لا استطيع ان اتخلى عنها .
ويتمنى البياتي ان يزور العراق ويعود الى شوارعها ويستذكر طفولته وشبابه فيها من جديد ويلتقي والدته المقعده والتي لا تسطيع الحركه في يوم من الايام وانه سيواصل اضرابه عن الطعام حتى تتحقق مطالب الحركه الاسيره المضربه عن الطعام حتى اخر رمق ونفس يخرج من صدره .
تحيه الى هؤلاء الابطال المناضلين ممن امتزجوا مع عدالة قضيتنا العاليا ومارسوا قناعاتهم الثوريه والقوميه والدينيه وكانوا جنودا لفلسطين تركوا اهلهم وذويهم واحبائهم وعاشوا لفلسطين ونضالها ولازالوا على عهد الشهداء .