كتب هشام ساق الله – في أيام القصف تختلف الليالي عن باقي الأيام الأخرى فهي استيقاظ دائم لكل من في البيت وتتبع للأحداث وترقب لما يجري فحين تغفى العين وتأخذ ببداية النوم تستيقظ على صوت قصف بعيد أو قريب فغزه الصغيرة تسمع كل القصف بأي مكان فيها وتعود كل العائلة للاستيقاظ من جديد لم ينم احد خلال الأيام الماضية .
الأطفال الصغار هم أصعب من يتلقى تلك الضربات العالية الصوت والمرعبة التي تشق صوت السكون لتخيف هؤلاء الأطفال حتى أحضان أمهاتهم لاتحميهم من تلك الضربات المتكررة طوال الليل فكل 20 دقيقه هناك سلسله من الضربات هذا ما استطعت أن اؤقته لهذه الضربات .
كلما نام الأطفال عادوا ليستيقظوا وبعضهم يستيقظ بصراخ مندفعا إلى أمه ليحتمي في حضنها أو والده فيضطر الوالد والأب إلى عمل كل أنواع الحركات للتهدئة من روع هذا الطفل فقد يضطر أن يضحك أو يرقص أو يقفز أو يمثل حركات تلقائية ناجمة عن حاله من الهستيرية لامتصاص خوف هذا الطفل أو ذاك .
هؤلاء الأطفال ما أن ينسوا نتائج تلك الهجمات الصهيونية المتلاحقة منذ أكثر من 11 عام حتى اليوم ويعودوا لجولات أصعب وأقسى من التجارب هؤلاء الأطفال الذين اعتاد البعض منهم على تلك الأصوات والضربات وتتجدد تجاربه من هذه الضربات المتلاحقة التي تقوم بها طائرات العدو الصهيوني .
أصعب تلك الضربات كانت فجر يوم الجمعة حين بدأت الطائرات الصهيونية أو الغربان كما يحلو للأطفال تسميتها في اشاره إلى شيء مزعج ومخيف ومكروه في الذاكرة الشخصية لهؤلاء الأطفال حين شن الغربان أكثر من 20 ضربه في آن واحد أحدثت أصوات مرعبه ومخيفه في كل مكان في حدود مدينة غزه أدت إلى استيقاظ الجميع رغم أن نومهم لم يطول سوى 20 دقيقه على الأكثر بعد أداء صلاة الفجر .
لعل الأطفال في السن دون الرابعة من العمر هؤلاء الذين يخيفهم الصوت فلا تستطيع أن تفعل معهم شيء سوى أن تحملهم وتضمهم ألي صدرك بقوه حتى يشعروا بالأمن والأمان ويستطيعوا أن يستوعبوا هذه ا لضربات والأصوات الناجمة منها.
كثير من الأطفال يقومون منذ سنوات بالتبول اللا إرادي وقد عالجت مؤسسات الصحة النفسية آلاف تلك الحالات إضافة إلى برامج لإخراج هؤلاء الأطفال من تجربة الحروب والقصف المتكررة على الأطفال وخاصة بتفريغ طاقاتهم بالرسم والألعاب وغيرها من الوسائل العلمية لكي ينسوا تلك التجارب القاسية ولكننا دائما نعود إلى المربع الأول وهو خوف هؤلاء الأطفال .
ليس الأطفال فقط من يخاف كذلك الكبار فالحدث كبير جدا ولكن الأمر كلما مر اليوم تلو الآخر فان الجميع سيعتاد على هذه الحالات الصعبة ويعتاد الجميع على تلك الأصوات المخيفة والمستمرة طوال الليل إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي الدائم على قطاع غزه وانقطاعه المفاجئ في بعض الحالات كما حدث الليلة .
هذه الليالي الصعبه ستظل عالقه في ذكريات ليس هؤلاء الاطفال بل بكل الاسره وتلك الحكاوي ستروى للابناء والاحفاد وما الذي شاهدوه وتجربتهم عما تركته هذه التجربه في شخصياتهم وتصلب عودهم وتمنحهم قدرات غير امثالهم من الاطفال بجميع انحاء العالم تجعلهم يفتخروا بانهم عاشوا تلك التجربه العظيميه التي ستساهم بتغير التاريخ وتغير معادلات الصراع مع الكيان الصهيوني على طريق الانتصار الحتمي عليه .
قالت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة بلغ 293 ضحية بينهم 24 شهيدا و270 جريحا.
وبينت الوزارة ” أن عدد الشهداء بلغ 24 شهيدا، موضحة أنه في اليوم الأول من العدوان (الأربعاء) بلغ عدد الشهداء 8 شهداء وفي اليوم التالي 10 شهداء والجمعة 5 شهداء.
وأشارت الوزارة إلى أن عدد الذكور بلغ 19 فيما بلغ عدد الإناث 4 بواقع 8 أطفال و 15 بالغا، بينهم 3 مسنين.
وقالت الوزارة أن عدد الجرحى بلغ 270 جريحا؛ بينهم 174 من الذكور و 96 من الإناث، فيما بلغ عدد الأطفال من المصابين 101 منهم 34 طفل أقل من 5 سنوات، بينما البالغين بلغ عددهم 169 بينهم 21 رجلا أكبر من 50 سنة.