كتب هشام ساق الله – وانا اتابع التققارير الصحفيه التي نشرت في اعقاب الزياره التي قام بها اربعين اسره اسير فلسطيني الى سجون الاحتلال الصهيوني لزيارة ابنائهم بعد اثنى عشر عاما منعت خلالها الاسر الفلسطينيه من زيارة ابنائها في سجون الاحتلال وكم تاثرت بحديث والدة الاسير رامي بربخ الذي اعتقل وهو لم يبلغ الخامسة عشر عاما انطباعاتها من الزياره .
وتقول هذه الام المناضله والام لشهيدين وكنت قد كتبت عنها مقالا اثناء اضراب اهالي الاسرى في خيمة التضامن معهم في ساحة الجندي المجهول تحدثت في حينها عن حنينها لابنها الاسير الذي لم تراه سنوات طويله .
وقالت ام رامي لموقع معا الاخباري “لقد أمضى ابني طفولته وشبابه داخل سجون الاحتلال، يجب أن يتم الإفراج عنه.. يكفي ما ضاع من عمره ، أريد أن أراه وأن يكون بيننا”.
لم تستطع والدة رامي إلا أن تنهار وتبكي بصوت مرتفع عندما رأت ابنها وقد ظهر بعض الشيب في شعره، وملامحه التي كبرت كثيرا لدرجة أنه أصبح غريبا عنها ، ذلك الطفل الذي اعتقل وهو في الخامسة عشر وحرمت والدته من رؤيته تراه اليوم وقد أصبح رجلا أضاع طفولته وسنوات شبابه داخل جدران السجن، والده أيضا بكى من فرحة اللقاء وعلى السنين التي راحت من عمر ابنه رامي .
وأوضحت والدة الأسير رامي بربخ أن معنويات الأسرى جيدة ومرتفعة وأنها كانت ترى أنهم جميعا يشجعون ذويهم على مواصلة فعاليات التضامن والاستمرار في الاعتصام وأنهم ماضون في إضرابهم حتى تتحقق مطالبهم .
وكنت قد كتبت مقالا عن هذه الام المناضله الصابره في مدونتي مشاغبات سياسيه اثناء اضراب الاسرى في سجون الاحتلال واقامة خيمة تضامنيه اضرب خلالها اهالي الاسرى والمعتقلين المحررين تضامنا معهم في خيمة اقيمت في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزه .
شاهدتها ترفع صورة ابنها الاسير المناضل رامي بربخ طوال الوقت وتحدثت لي عن اشتياقها لابها المعتقل منذ ثماني عشر عاما وهي لم تراه منذ سنوات طويله فقد دخل السجن وهو يبلغ من العمر 15 عام وها هو اليوم رجل كبير .
ام الاسير رامي هي المناضله منى راضي بربخ 50 سكان مدينة خانيونس فجعت باستشهاد اثنين من ابنائها خلال فترة اعتقال رامي ولاتزال صابره محتسبه ان يتم اطلاق سراح رامي المحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياه بتهمة انه قام بقتل ضابط صهيوني في احدى المستوطنات المقامه على ارض مدينة خانيونس .
رامي كان شابا صغيرا عمره خمسة عشر عاما حين قام بعمليته الجريئه وقتل هذا الصهيوني وتم القاء القبض عليه والتحقيق معه بشراسه بشعه وتنقل في كافة سجون الاحتلال الصهيوني وكان طوال هذه الفتره مناضلا قويا شرسا ضد الكيان الصهيوني .
لم يعش هذا الشاب المناضل طفولته وشبابه بل امضاها كلها في سجون الاحتلال الصهيوني فهو معتقل منذ 18/10/1994 يشارك في كل الاضرابات التي خاضها الاسرى البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني وهو عضو وملتزم في حركة فتح منذ ان اعتقل .
وام رامي هذه المراه الصابره المحتسبه استشهد احد ابناها سامي جودت بربخ بداية الانقسام الفلسطيني عام 2007 وكان متزوجا ولديه ابنه واحده حين قتل غدرا وكان احد نشطاء حركة فتح وضابط بجهاز الامن الوقائي .
واستشهد سامي جودت بربخ الابن الثاني لهذه المراه قبل 8 سنوات اثناء انتفاضة الاقصى حين قامت الطائرات الصهيونيه بقصفه بصاروخ وهو يقوم بواجبه النضالي .
هذه المراه التي انجبت 10 من الابناء وبنتين تقول بان كل ابنائها فداء لفلسطين حتى يتم تحريرها وخروج كل الاسرى من السجون الصهيونيه وانها ستواصل نضالها حتى اخر رمق في حياتها وتتمنى ان ترى ابنها بين احضانها وقد تحرر من سجون الاحتلال الصهيونيه .
وهذه المراه الصابره المناضله مضربه عن الطعام تضامنا مع الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني بخيمة الاعتصام منذ اربعة عشر يوما وهي تتمنى ان يتم الاستجابه لمطالب الاسرى العادله وزيارة ابنها الذي لم تراه منذ 12 سنه وخاصه وانها كانت ممنوعه امنيا من زيارته.
وهي تشارك باعتصام الصليب الاحمر منذ اعتقال ابنها رامي تاتي كل يوم اثنين الى مدينة غزه حتى تتضامن وتكون الى جانب اسر المعتقلين والمحررين وتتضامن معهم وتشاركهم الفعاليات وهي تهتف دائما بحياة الاسرى الابطال في سجون الاحتلال الصهيوني .
بالروح بالدم نفديك يا اسير دائما هذا هو ندائها وهتافها من اجل حرية ابنها البطل الاسير رامي بربخ من سجون الاحتلال وهي مؤمنه بحتيمة انتصار الاسرى في اضرابهم على طريق تحريرهم التحرير الكامل ان شاء الله في القريب العاجل .
كل التحيه لهذه المراه الصابره المناضله المحتسبه .