كتب هشام ساق الله – حكمت اليوم المحكمه العسكريه في مدينة غزه بالسجن الفعلي على قتلة المتضامن الايطالي فيكتور أريغوني الذي قتل على ايدي جماعة سلفيه في مدينة غزه بالحكم لفترات مختلفه بعد عدة جلسات قام المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بالحضور بصفة وكيل عن عائلة المناضل الايطالي .
ولم تحكم المحكمه العسكريه على قتلة اريغوني بالحكم بالاعدام كما هو متبع باصدار احكام بمثل هذه الجرائم بناء على طلب عائلة المناضل الايطالي الذي طلبت عدم الحكم بالاعدام عليهم وفق ماقدم المركز الفلسطيني طلبا الى هيئة المحكمه .
واصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بيانا صحافيا على ضوء صدور الحكم في قضية مقتل أريغوني يلفت الانتباه إلى:
لقي ثلاثة من المتورطين في جريمة قتل واختطاف المتضامن الإيطالي فيتوريو أريغوني مصرعهم خلال اشتباكات مسلحة وقعت بتاريخ 19 أبريل 2011، بينهم وبين قوات الأمن الفلسطينية عندما حاصر عدد كبير من أفراد الأمن، منزلاً كانوا يتحصنون بداخله في مخيم النصيرات الجديد وسط قطاع غزة.
طالب المركز هيئة المحكمة بشكل رسمي وكتابياً بعدم تطبيق عقوبة الإعدام على المتهمين حال إدانتهم، انطلاقاً من موقفه المناهض لعقوبة الإعدام واستجابة لرغبة عائلة أريغوني التي عبرت عنها في رسالة مكتوبة مؤرخة في 16 ديسمبر 2011، عبرت خلالها العائلة عن رغبتها في إجراء محاكمة قضائية عادلة وفقاً لمتطلبات القانون الدولي بحق المتهمين. وطالبت بعدم تطبيق عقوبة الإعدام حال إدانتهم من قبل المحكمة.
يشعر المركز شأنه شان عائلة المتضامن أريغوني، بالارتياح إزاء الأحكام الصادرة، التي يمكن وصفها في ظل المعطيات المتوفرة بأنها عادلة ومشروعة. ويعتبر المركز بذلك أن محاكمة قتلة فيتوريو قد تمت.
عمل المركز على هذا الملف ومتابعته له جاءت وفاءً لروح المتضامن فيتوريو أريغوني، وانطلاقاً من التزامه الأخلاقي تجاه المتضامنين الدوليين الذين قد يدفعون أرواحهم في بعض الأحيان، لقاء مساندتهم ودعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني، أمثال أريغوني، والمتضامنة الامريكية ريتشل كوري.
والمتهمون في هذه القضيه والتي حكمت عليهم المحكمه العسكريه هم وحكمت النيابة على كل محمود السلفيتي وتامر الحساسنة بالسجن مدة 20 سنة, والمتهم خضر أجرام 10 سنوات, فيما المتهم عامر أبو غولة سنة واحدة فقط.
وكنت قد كتبت مقالا العام الماضي في الذكرى السنويه لمقتل فكتور ارجوني بعنوان ” حتى لا ننسى الصديق المرحوم فيكتور أريغوني الفلسطيني الهوى ” .
وكان العام الماضي قد أحيا متضامنون أجانب ومواطنون في الذكرى السنوية الأولى للشهيد والمتضامن الدولي فيتوريو أرغوني في مسيرة منددة بممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني.
وانطلقت المسيرة التي نظمتها المبادرة المحلية ‘نشطاء المقاومة الشعبية’، بمشاركة عشرات الشبان الفلسطينيين ومجموعة المتضامنين الأجانب من حركة التضامن الدولي، ورفعوا علم فلسطين إلى جانب علم إيطاليا، وصورة للشهيد المناضل الأممي فيتوريو أرغوني في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده في غزة.
اُختطِف أريغوني يوم 14 أبريل/نيسان 2011 من قبل مجموعة تطلق على نفسها سرية الصحابي محمد بن مسلمة، وأعلنت ذلك عبر تسجيل فيديو قصير وضعته على موقع يوتيوب، ظهر فيه أريغوني معصوب العينين والدماء تسيل من وجهه، وطالبت المجموعة الحكومة الفلسطينية المقالة بالإفراج عن معتقلين سلفيين على رأسهم زعيم جماعة التوحيد والجهاد هشام السعيدني الذي اعتقل الشهر الماضي بعد أشهر من الملاحقة.
تم إعدام أريغوني قبل أنتهاء المهلة المحددة للحكومة الفلسطينية والتي حددها الخاطفون بـ”30 ساعة”. عثرت الأجهزة الأمنية على جثة أريغوني في منزل مهجور شمال قطاع غزة. وتم نقل جثة أريغوني إلى إيطاليا عبر معبر رفح مرورًا بالأراضي المصرية. وأظهر تقرير الطب الشرعي في روما أن أريغوني مات “مشنوقا” وأنه “لا آثار للضرب على الجثة”
فيتوريو أريغوني أو فيكتور أريغوني (بالإيطالية: Vittorio Arrigoni) (4 فبراير 1975 – 15 أبريل2011) مراسل صحفي وكاتب وناشط عمل مع حركة التضامن العالمية الداعمة للفلسطينين في قطاع غزة ابتداء من عام 2008 وحتى وفاته. كان أريغوني يمتلك مدونة Guerrilla Radio (إذاعة حرب العصابات). وقد قام بنشر كتاب تكلم فيه عن تجربته في غزة أثناء أحداث حرب غزة بين حماس وإسرائيل. تم اغتياله على أيدي مجهولين في غزة. وتلقت جريمة اغتياله إدانة واسعة على مستوى العالم، كما أدان هذه الجريمة عدد كبير من الفصائل الفلسطينية.
ولد أريغوني في مدينة بيسانا بريانزا (en) بالقرب من ميلان في إيطاليا. بمجرد تجاوز أريغوني اختبار البالغين في إيطاليا الذي يسمح له بالسفر خارج بلده، غادر بلدته وبدأ بالترحال حول العالم. وفي عام 2002 زار مدينة القدس وعلقت أمه على زيارته بقولها: “هناك كانت اللحظة التي فهم فيها أن عمله سيكون مكثفا هناك”. أمه إيجيديا بيريتا هي محافظة بلدية بلسياجو (en) في إيطاليا كان أريغوني يقول أن المكافحة من أجل الحرية تسري في دمائه فجده أيضًا حارب ضد النظام الفاشي السابق في إيطاليا. يمتلك فيتوري أريغوني وشمًا يتضمن كلمة (المقاومة) باللغة العربية في ذراعه الأيمن.
يُعتبر أريغوني واحدًا من الذين أعادوا إحياء حركة التضامن العالمية (ISM) (وهي مجموعة تقوم بتأييد الفلسطينيين وتعمل في الأراضي الفلسطينية). في أغسطس عام 2008، شارك أريغوني في الحملة التي تهدف إلي كسر حصار قطاع غزة، وبعد تولي حماس السلطة في قطاع غزة في يونيو 2007 كان أريغوني يستقل أول سفينة وصلت لميناء غزةووصف أريغوني لحظة وصوله بأنها “واحدة من أسعد لحظات حياته
بينما كان أريغوني يتطوع للوقوف كدرع بشري لصياد فلسطيني في سواحل غزة في سبتمبر 2008، أصيب أريغوني بزجاج متطاير جراء استخدام البحرية الإسرائيلية المدافع المائية لإعاقة سفينة الصيادوفي نوفمبر، تم اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية لتصرفه كدرع بشري لصياد فلسطيني مرة أخرى في سواحل غزة. وتم ترحيله، لكنه أصر على العودة إلى غزة مرة أخرى
عاد أريغوني إلى غزة قبل اعتداء الجيش الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية في عملية الرصاص المصبوب، والتي استمرت من ديسمبر 2008 وحتى يناير 2009. أريغوني أصبح واحدًا من الصحفيين الأجانب الذين يقومون بتغطية أحداث الحربفعمل لدى إذاعة بوبوليرالإيطالية، وعمل أيضًا كمراسل صحفي لجريدة ايل مانيفستو (it) الإيطالية.
قام أريغوني لاحقًا بنشر كتاب ريستيامو أوماني (بالعربية: غزة, كن إنسانيًا) وهي عبارة عن مجموعة تحقيقات صحفية حول أحداث الحرب على عزة. تم ترجمتها للإنجليزية والأسبانية والألمانية والفرنسية وتضمنت مقدمة كتبها المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي. كان أريغوني يردد عبارة “كن إنسانيًا” كثيرًا في كتاباته وتدويناته.
كان أريغوني يناصر وبشدة الفلسطينيين ويرفض وبشدة سياسات إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، ووصف أريغوني حصار غزة بالجرم والدناءة, كما وصف إسرائيل بأنها “واحدة من أسوأ أنظمة التمييز العنصري على مستوى العالم”. أشاد أريغوني في آخر مقالة كتبها في مدونته (قبل ساعات من اختطافه وقتله) بجهود الفلسطينيين في تهريب الغذاء لغزة عبر الأنفاق واصفًا إياها بـ”معركة خفية من أجل البقاء”
نفت جماعة التوحيد والجهاد أي علاقة لها بقتل الصحفي الإيطالي فيتوريو أريغوني. لكن ما أثار الجدل هو أن الجماعة في الوقت نفسه أظهرت نوع من التبرير لعملية القتل بتصريحها التي قالت فيه: “الحادثة هي نتاج طبيعي للسياسة القمعية التي تنتهجها حماس وحكومتها ضد السلفيين، ولطالما حذرنا حماس من التمادي في الظلم ضد التيار السلفي إرضاء للمجتمع الدولي”.
أمر رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية بمواصلة التحقيق في ملابسات الجريمة. وقام هنية بالاتصال شخصيًا بوالدة فيتوريو وأرسل لها تعازيه.
برحيل فيتوريو أريغوني يصبح أول متضامن أجنبي يقتل في غزة بعد تولي حماس للسلطة وثالث متضامن أجنبي يقتل في غزة بشكل عام.
وذكر منسق عام المبادرة المحلية صابر الزعانين في كلمته بمذبحة دير ياسين، وشدد على أهمية وحدتنا الوطنية لتستمر المقاومة الشعبية بكل أشكالها حتى الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.
وعاهد الشهيد أرغوني على المضي قدما برسالته، رسالة التضامن والمناصرة وهو يرفع ‘شعار الحرية والعدل والسلام، فالسلام يبدأ من أرض السلام فلسطين’، مستذكرا شعار أرغوني ‘كن إنسانا’ مرددا أغنية ‘أناديكم’ التي دوما كان يرددها وهو يعمل مع المزارعين والصيادين في غزة.
وقالت الناشطة الإيطالية روزا، إن أرغوني حي في قلوب الفلسطينيين وفي ذكرى رحيله نقول ‘كل الأحرار مع الشعب الفلسطيني’.
بدورها، قالت الناشطة البلجيكية رفيقة درب فيتوريو: ‘كان إنسانا يعمل مع الشعب الفلسطيني مناضلا يساند المزارعين والصيادين في غزة ولكن الموت غيبه عنا جسدا، ولكنني أراه في هؤلاء الشبان الفلسطينيين’.
من جانبه، قال الناشط الإيرلندي ديراك: ‘أرغوني يحيا فينا فلسطينيين وأجانب متضامنين مع الشعب الفلسطيني في نضاله رفضا للاحتلال الإسرائيلي، فالشعب الفلسطيني يعاني ويلات الاحتلال منذ زمن بعيد وحان الأوان لأحرار العالم العمل إلى جانب الشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال’.