كتب هشام ساق الله – النماذج المنفرة والمشككة والمخونة هي التي تسود في واقع الخلافات الفلسطينية الداخلية وهي ما تمثل من وجه في وسائل الإعلام وقد غاب عنا هؤلاء الموحدين الذين عرف الاحتلال مكامن خطرهم وقام بتصفيتهم ليزيحهم عن الطريق ويفسح المجال أمام أناس لا يعطون للوحدة الوطنية أن دور أو مكانه .
ففي تمام الساعة (1.45) من ذلك اليوم 31/تموز يوليو عام 2001 كان مدير المركز الفلسطيني للدراسات و الإعلام (فهيم دوابشة) قد فرغ من إعداد مستلزمات المؤتمر الصحافي الذي عقده الشهيدان جمال سليم و جمال منصور في المركز للإدلاء بتصريحات تتعلّق بموقف القادة السياسيين في حماس من اعتقال السلطة الفلسطينية للعميل المدبر لجريمة اغتيال الشهيد صلاح الدين دروزة قبل أسبوع واحد .
و خلال تلك اللحظات كان الصحافيان محمد البيشاوي و عثمان قطناني أول الواصلين لحضور المؤتمر و اجتمع شمل الخمسة مع الحارس الأمين للشيخين عمر منصور في مكتب أبي بكر ، ستة رجال التقوا و هم يعلمون أن للحرية ثمن و أن الجهاد بذرة تروى بدماء الشهداء ، التقى القادة السياسيين مع الأحرار الصحافيين في وقتٍ كانت فيه منظومة أخرى تستعد لتنفيذ جريمة تستهدفهم ، منظومة من مثلث حاقد يقبع في زواياه الثلاث عملاء مجرمون ، و أباتشي أمريكية و وحدة إرهاب صهيونية أطلقت صواريخ حقدها تجاه المكتب لترتفع أرواح الشهداء الستة إلى بارئها.
هذه الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني ستبقى شاهدا على جرائم هؤلاء وسيبقى شعبنا يحفظها وخاصة من استهدف هم أشخاص وطنيين يحملون فلسطين على ظهورهم ويعملون من اجل تحريرها ويفهمون أين يبد ا الخلاف وأين ينتهي ويعون أهمية الحوار الوطني والوصول إلى وفاق .
لقد عرف العدو الصهيوني كيف يكون الرجال لذلك اغتال الكثيرون من هؤلاء القادة ليزيحهم من الطريق ويقضي على كل خطوات المصالحة والوفاق الوطني لقد اغتال صلاح شحادة والشيخ احمد ياسين والمهندس إسماعيل ابو شنب وآخرين آخرين من الشهداء .
نستذكر اليوم الجريمة النكراء التي حدثت كأنها اليوم ونترحم على هؤلاء الأبطال الشهداء ونقول أنا لله وآنا إليه راجعون أردنا فقط أن نعرفكم على نبذه من حياة الجمالين الذين استهدفا معا حتى تعرفوا قيمتهما وما استهدفه الكيان الصهيوني الغاصب لرجلين موحدين وغير مفرقين .
ولد جمال عبد الرحمن محمد منصور ، في مخيم بلاطة القريب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية في 25 شباط (فبراير) 1960، متزوج وأب لثلاثة أطفال، يحمل درجة البكالوريوس في المحاسبة وإدارة الأعمال.
برز جمال منصور كمتحدث باسم حركة “حماس” في الضفة الغربية، وشغل موقع الناطق الرسمي باسم وفد الحركة للحوار مع السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، وكان قبل ذلك أبعدته إسرائيل إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992، بعد سلسلة اعتقالات بلغت ثماني مرات في سجون الاحتلال.
أما الشهيد جمال سليم ، فهو من مواليد مدينة نابلس عام 1958 لأسرة متدينة، أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث وتخرج من المدرسة الصلاحية الثانوية بنابلس عام 1977، سافر إلى الأردن حيث التحق بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة عام 1982، التحق بقسم الدراسات العليا في جامعة النجاح وحصل على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية عام 1996، اشتغل في الإمامة والخطابة في نابلس والقرى المجاورة ثم في التدريس في المدرسة الإسلامية الثانوية بنابلس.
شارك في العديد من الندوات الفكرية والسياسية والدينية والمهرجانات وكذلك في المقابلات الصحفية والتلفزيونية المحلية والأجنبية، ونشط في لجان التوعية والإصلاح وكان عضوا في لجنة المؤسسات الإسلامية والوطنية بنابلس وشارك في تأسيس لجنة التوعية الإسلامية في مدينة نابلس وهو أمين سرها وفي تأسيس رابطة علماء فلسطين، وشارك في اللجنة العليا للاحتفالات الوطنية والدينية في محافظة نابلس وشارك في تأسيس لجنة التنسيق الفصائلي.
أسهم في الحوار الذي جرى في القاهرة بين فصائل العمل الوطني والإسلامي عام 1994، وكان تعرض للاعتقال من قبل السلطات الإسرائيلية عدة مرات في سنوات 1975, 1989, 1990, 1991، وأبعد إلى مرج الزهور عام 1992 ويعد من أبرز القيادات السياسية القيادية في حركة حماس.
صدرت له نشرتان بعنوان” هدى الإسلام” و ” من توجيهات الإسلام” وكانت رسالة الماجستير التي قدمها بعنوان” أحكام الشهيد في الإسلام” وهي الآن تحت الطبع.
• منسق لجنة التنسيق الفصائلي تحالف القوى الوطنية والإسلامية بنابلس.