الوفاء للمناضل المرحوم عزت محمود علي موسى

0
570


كتب هشام ساق الله – زرت المناضلة الاخت فاطمه برناوي الاسيره الاولى لحركة فتح بعد ان عادت من بيروت العاصمه اللبنانيه لحضور توقيع كتاب عن الاوائل بوصفها احدى بطلات شعبنا الفلسطيني واحد أركان هذا الكتاب وقد حدثتني عن المناضل المرحوم عزت محمود موسى الذي توفى قبل عودتها الى غزه بعد ان رأته وهو على فراش المرض في مستشفى فلسطين وامضت ايام العزاء الثلاثه في بيته الى جانب زوجته الصابره .

تقول لي المناضله ان هذا الرجل ومناضل ولازال يعيش في بيت بالايجار هو واسرته رغم انه يعمل مدير الصندوق القومي التابع لمنظمة التحرير في القاهره وتحدثت عن سجاياه وطيبته ومساعدته للناس وكذلك زوجته وابنائه حيث تربطهم علاقه اسريه وكان صديقا لزوجها المناضل الاسير المحرر فوزي النمر شفاه الله كانوا يزورنه كلما جاءوا الى القاهره .

توفى هذا الرجل بعد معاناه طويله مع المرض حيث كان مريض بمرض السكري واصيب بمرض القلب واجرى عملية قلب مفتوحه وكان يعالج في مستشفى فلسطين زارته الاخت فاطمه قبل وفاته في المستشفى وعرفها حين راها وبعد يومين توفى الى رحمة الله .

هؤلاء المناضلين الذين يرحلوا عن هذه الدنيا يتوجب ان يتم تكريمهم من قبل حركة فتح ومنظمة التحرير ونعيهم وكتابة مقتطفات من سيرتهم الذاتية فقد بحثت عن الرجل على شبكة الانترنت ولم اجد أي نعي صادر من سفارة فلسطين رغم انه عمل كمير للصندوق القومي الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير في القاهره ومستشار مالي في السفاره لفتره طويله ماذا يكلف نعي ونشره في موقع السفاره الالكتروني عن هؤلاء الرجال الذين خدموا شعبنا الفلسطيني .

هذا الرجل الذي لم يتخلف عن نجدة احد ومساعدة جيش الطلاب الكبير الذين درسوا في مصر وكان يصرف لهم المخصصات الماليه حسب الكشوف وكم ساعد ملهوفين وظل حتى اخر يوم من حياته نظيف اليد عفيف اللسان الكل يلهج بسيرته الطيبه .

وقد تحدثت مع المختار غسان موسى مختار قرية عاقر الذي قال لي بان العائله قامت بفتح بيت عزاء في محافظة رفح عند اخوته المتواجدين فيها وقد ام بيت العزاء اعداد كبيره من اهالي عاقر ومن معارف الفقيد وكذلك جيرانهم وان المرحوم المناضل ابوعصمت كان رجلا مناضلا محبوبا طالما خدم الناس في مصر بدون تميز وكان بارا بعائلته وقريته عاقر .

ولد المناضل المرحوم ابوعصمت عام 1932 فى قريه عاقر الفلسطينيه بقضا الرمله لواء اللد وكانت من قرى فلسطين المتعلمه حيث كان فيها مدارس والبنات يتلقون التعليم فيها لاسره متوسطه مكونه من ثمانيه ذكور وثمانيه اناث هاجرت عائلته الى قطاع غزه عام 1948 واستقرت في مدينة رفح .

انهى تعليمه الاساسي في كتاب ومدارس قرية عاقر وحين هاجر الى قطاع غزه اتم تعليمه الثانوي بنجاح متميز وغادر للدراسه في الجامعات المصريه حيث حصل على شهادة الليسانس قسم تاريخ من جامعه القاهره وفور تخرجه شارك في تاسيس اذاعة صوت فلسطين مع تاسيس منظمة التحرير وعمل لاحقا في الصندوق القومي الفلسطيني واصبح مديره .

عاد الى الوطن مع بداية السلطه الفلسطينيه عام 1995 حيث تم تعينه كمستشار مالي في سفارة فلسطين وتم احالته الى قانون التقاعد عام 2005 متاقعدي منظمة التحرير الفلسطينيه وبقي يسكن بالقاهره مع عائلته .

وقد اتصلت الاخت المناضله فاطمة البرناوي بزوجته وانا جالس معها واعطتني زوجته كي اقدم لها واجب العزاء للاخت المناضله ميسر موسى وطلبت ان ترسل لي معلومات عن زوجها المرحوم على الايميل وقد ارسلت ابنته الاخت رضوى عزت موسى تلك المعلومات مع صوره للمرحوم والدها .

وكتبت لي رضوى عن والدها قائله ” اشتغل فى عده وظائف بسيطه ليحصل على المال لمساعده اسرته الكبيره وتزوج فى عمر 19 وله ثمانيه ابناء اكبرهم عصمت يعمل فى السفاره الفلسطينيه واوسطهم محمد مهندس طيران فى الطيران القطرى وحكمت يعمل فى السفاره ايضا واصغرهم رامى مهندس ميكانيكا ويعمل فى الامارات واربعه بنات ربات منزل هم دولت وسوزان ورنا واصغرهم رضوى وبفضل الله ثم والدى كلنا تعلمنا في الجامعات وحصلنا على على شهادات عليا.

وتضيف رضوى عن والدها ” كان يعمل ليحصل على المال ويتعلم وبالفعل التحق بالجامعه وتخرج من كليه الاداب قسم تاريخ فهو كان عاشق للعلم بالرغم من مسئولياته الكبيره تجاه اسرته الكبيره واسرته الصغيره الا انه اصر على العمل ليلتحق بالجامعه واتم جامعته وكان من اول مؤسسى منظمه التحرير الفلسطينيه ومن اوائل من عملوا بها فقد كان كبيرا فى كل شئ فى بيته وعمله ومع كل افراد اسرته عمل معتمد الصندوق القومى فى منظمه التحرير الفلسطينيه .

وتضيف قائله ” وحضر العديد من المؤتمرات مع ابو عمار فى تونس والجزائر والاردن بصفته معتمد الصندوق القومى كان محافظا على المال العام ومشهود له بذلك على كل المستويات لم يستغل منصبه فى اى اغراض شخصيه عكس السائد مع كل البشر فسافر الى غزه وشغل منصب مدير عام وزاره الماليه ثم عاد الى مصر ليعمل المستشار الاقتصادى فى السفاره الفلسطينيه ثم احيل الى المعاش وعاش حياته فى هدوء وسلام مع نفسه ومع كل من حوله قضى ايامه بعد ان احيل الى المعاش بين القراءه والاستمتاع باولاده واحفاده والاستمتاع بالجو الاسرى بين اولاده واحفاده وزوجته الى ان داهمه المرض فى اخر ايامه وكان لا يقوى على التحمل فنقل الى المستشفى وقضى الكثير بها ثم الى العنايه المركزه الى ان وافته المنيه يوم 13-7-2012 وحزن عليه كل صغير وكبير من عرفه ومن لا يعرفه رحمه الله وادخله فسيح جنا .

رحم الله الفقيد المرحوم واسكنه فسيج جنانه مع النبيين والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وتعازينا الحاره الى الاهل والاصدقاء ال موسى في الشتات والوطن بفقدانهم فقيدهم المناضل وتعازينا الى زوجته الصابره والى اسرته الكريمه كتمنين ان تكون تلك الكلمات بمثابة تعريف بتاريخ هذا الرجل المناضل الذي رحل عنا والذي يستحق ان يتم التعريف فيه وبتاريخه النضالي .

وقرية عاقرتقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الرملة وتبعد عنها 9كم وترتفع 50 م عن سطح البحر والراجح أنها تحريف لكلمة (عقرو) السامية بمعنى استئصال وعاقر سميت بذلك لأنها لا تنبت شيئاً وقرية عاقر بنيت على بقعة (أكرون) الرومانية .

تبلغ مساحة أراضيها 15825 دونماً وقدر عدد سكانها عام 1931 (1691) نسمة وفي عام 1945 (2480) نسمة . قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 48 (2877) نسمة وكان ذلك في 6-5-1948 ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (17667) نسمة

واقام الصهاينة على أراضيها مستعمرة (كفار عقرون) عام 1948 وفي عام 1883 أقيمت مستعمرة عرفت باسم “عقرون” عام 1883 وقد أنشأها البارون روتشيلد على بعد 1كم من القرية ثم أدعيت مؤخراً باسم (مازكريت باتيا ).

عام 1948 أنشئت على أرضها مستوطنة”كريات عكرون” ثم غير اسمها إلى “كفار عكرون”، وفي عام 1950 بنيت على أراضيها مستوطنة”غني يوحنان”