<
كتب هشام ساق الله – لازالت امتنا تتجرع الهزيمه الكبرى او ما اطلق عليها النكسه منذ خمسة واربعين عاما باحتلال فلسطين التاريخيه كامله وسيناء كامله حتى قناة السويس واحتلال جزء من الاراضي الاردنيه والسوريه بمرتفعات الجولان وبعض القرى اللبنانيه لن يمحوا اثار تلك الحرب والنكسه الا ان تنتفض امتنا وتعيد ماتم سلبه منا بأسرع وقت ممكن .
لن يمحو العار الا النصر والثار وما اخذ بالقوه لن يتم استراده الا بالقوه ليس بالمفاوضات التكتيكيه ولا بالوعود البراقه والكذابه ولا بالاستجداء فالقوه هي التي تحدد الخارطه ولاشيء غيرها ذلك منذ ان غرقنا في داوائر التكتيك المتلاحقه ونحن لازلنا نتجرع اثار الهزيمه ولازلنا نفلسف القضايا لنهرب من الخزي والعار الذي يلاحقنا منذ الخامس من حزيران عام 1967 فالهزيمه تتبع الهزيمه والنكبه تتبعها نكسه والانظمه العربيه تحشد الاسلحه وتدرب الجيوش من اجل الاستعراضات العسكريه ليس الا وثورات الربيع العربي تنسى فلسطين ولاتتحدث عنها والكل غارق في مشاكله الداخليه .
اعادت مصر اراضيها التي احتلت بتخليها عن الصراع مع الكيان الصهيوني عبر اتفاقية كامب ديفيد التي اخرجتها من لعبة الصراع ووقعت معه اتفاقية سلام بموجبها تقوم اسرائيل باعادة كل ما احتلته بهذا اليوم الاسود الحزين مقابل اخراج مصر من الصراع وحتى اليوم المجتمع المصري يرفض ان يطبع مع الكيان الصهيوني رغم كل المحاولات لتجريعه الهزيمه رويدا رويدا ولكن فشلت كل محاولاتهم فالذي لديه شهيد ما الذي يجبره على ان يتصالح ويطبع مع الكيان ففي كل حاره وزقاق وشارع مصري هناك بطل استشهد من اجل فلسطين لن تكون المصالحه وسيظل السفير الصهيوني بالقاهره محاصرا منقطعا عن التواصل بالمجتمع المصري الطيب .
ولازالت سوريا ملتزمه بكل الاتفاقيات التي وقعتها بالهدنه لاتسمح لاحد باطلاق طلقه تجاه الكيان وكل من يحاول المرور تطلق عليه النيران او تبلغ عنه القوات الدوليه المنتشره على طول الحدود من الجولان ما اكثر هذا النظام انضباطا وسيطره على اعصابه حقا انه نوع من انواع الجبن الذي ستختار فيه سوريا الوقت المناسب للرد واستعادة ارضيها المحتله فقد تعود النظام السوري على سرقة الاوطان منه مقابل ان يستمر النظام الطائفي العلوي بالحكم .
اما الاردن فوقعت اتفاق وادي عربه واستعادة اراضيها واجرها للكيان الصهيوني لمدة 25 عاما قابله للتمديد مره اخرى وسكن سفير للكيان على الاراضي الاردنيه وحاول الصهاينه ان يقوموا بعمل مدن صناعيه مشتركه مع اردنيين وفلسطينيين لكي تكون مبثابة بوابه لهم لتصدير منتجاتهم ولكن كل من يشارك صهيوني يخسر هكذا حسبة التاريخ فهم لايعرفون الا ان يربحوا هم ولا احد غيرهم وسرعان ما اغلقت تلك المصانع في تصدي معارض التطبيع لهم ومهاجمتهم ومقاطعتهم .
واستعادة المقاومه اللبنانيه جزء من القرى التي تم احتلالها ولم يبقى سوى مزارع شبعه التي ستنسحب اجلا ام اجلا اسرائيل منها بفعل رغبتها بتوقيع اتفاق سلام او هدنه طويله مع الحكومه اللبنانيه والذي يعيق هذا الانسحاب تحجج اسرائيل بملكية تلك المزارع للدوله السوريه ولم تقتنع اسرائيل بعد ان تترك العرب يحلوا خلافاتهم حول تلك الملكيه مع بعضهم البعض .
اما الاراضي الفلسطينيه فلازالت كلها محتله واسرائيل زادت وتيرة الاستيطان بعد توقيعها اتفاقية اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينيه واختلطت الاراضي الفلسطينيه بالمستوطنات التي بنيت على معظم الاراضي الفلسطينيه وخاصه المتداخله بين المحتل منها بعام 1967 والتي احتلت بعام 1948 حتى تخلط اسرائيل الحابل بالنابل ولاتعيد استحقاقات يتوجب ان تعيدها وفق اتفاقية السلام تلك الاراضي وفي كل مره تطالب اسرائيل بمهله اضافيه او تخرب تلك الاتفاقيات رغم انها انسحبت من قطاع غزه ولكن بقي القطاع محتلا بسيطرة النيران برا وبحرا وجوا تستطيع اسرائيل ان تخترق تلك الحرمه باي لحظه واي وقت وباي حجه والمقاومه تحاول ان تتصدى ولكن تظل التكنولوجيا والتسليح لها اعتباراتها .
مهما تحدثوا على ان خيار المفاوضات هو اولا وثانيا وثالثا ورابعا وعاشرا فانا اقول بان ما اخذ بالقوه لايسترد بالقوه وان الذي يحدد خارطة الامور هي القوه ولن ترفع امتنا راسها الا بتجاوز ماحدث بهذا اليوم الاسود والانتصار على الاعداء يوم لهم ويوم لنا والحرب سجال .