البطالة في قطاع غزه تضرب أطنابها

0
612


كتب هشام ساق الله – قطاع غزه يعتبر من أكثر الأماكن في العالم الذي يعاني شعبه البطالة لعدم وجود فرص عمل سواء للمتعلمين منهم او للصناع او عمال المياومه وهي تشكل حسب احصائيات السلطه الفلسطينيه اكثر من 40 بالمائه من مجمل السكان وانا اقول انها اكثر بكثير من هذه النسبه التي لا تعبر عن الوقع الحقيقي .

شباب وصبايا خريجين من جامعات بمختلف التخصصات وعمال وصنايعيه ورجال ونساء وفئات كثيره من المجتمع الغزي يصحوا على بطاله ويناموا على فقر وحاجه ولا احد ينظر اليهم او يسالهم احتياجاتهم وفي ناس تسترهم حيطان بيوتهم ولايمتلكون مايقتتاون فيه يومهم ولكن الله هو الرزاق وهو من يسخر الناس لبعضهم البعض ولمساعدة هؤلاء الفقراء حتى لاينكشف سترهم.

توقف الى شاب الله يعطيه الصحه والعافيه مفتول العضلات يبيع اكواز الذره المسلوقه وكانت النار مشتعله تحتها وطلبت منه واحد واعطيته شيكل ثمنا له وقام بلفها بورقة ذره ووضع عليها رشة ملح هذا الشاب عاطل عن العمل وهو عريس جديد لا يجد فرصة عمل ولكنه لا يريد ان يطلب من والده مصروفه ومصروف زوجته لذلك خرج لبيع الذره على راس شارعهم حتى لا يسال الناس ولا التنظيمات الفلسطينيه ولا السلطات المتحاربه والمتخاصمة ويقف على ابواب الجمعيات احترمته لجرائته وزاد في نظري وعيني .

شباب زي الورد خريجين جامعات ومعاهد وكليات ولديهم مهن وصنعات واخرين ليس لديهم أي خبرات ولكنهم يستطيعون نقل جبل من مكانه ونقل حتى البحر فلديهم الصحه والعافيه والقوه في العمل اذا توفرت لهم فرص العمل يتسكعون في الشوارع ولايجدوا فرص عمل كل يوم يجوبون المصانع والمحلات يطلبون عمل باي مبلغ المهم ان يعملوا .

الجمعيات الاهليه وروابط الخريجين وكل تلك المؤسسات عاجزه عن توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب العاطلين عن العمل فقط البعض الحزبي والتنظيمي التابع للحكومه في غزه من يعمل بعد تخرجه اذا توفرت له فرصة عمل والجميع يصطف الى طابور العاطلين عن العمل .

سائقوا تكتك ينقلون البضائع لمن يريد واخرين يسوقوا الموتسجلات ويعملون مع شركات الديلفري واخرين يبيعوا البطيخ والشمام والفواكه على كرات تجرها الحمير او يبيعوا الطرمس والحلاوه واي شيء ممكن ان يدخل دخل على الاقل 10 شيكل وبياعين في محلات منتشره يقفوا على ابواب محلاتهم ليدخلوا الزبائن مقال العمل ب 20 شيكل طوال النهار من الصبح حتى اغلاق المحل واخرين يبيعوا الشاي في الشوارع او البراد او أي شيء يمكن ان يباع لكي يحصل من بيعه أي مبلغ المهم انه يعمل .

وجوه سوداء مع اللف في الشوارع والنتيجه انه يبيع حتى يعيش هو واسرته من دخل هذا البيع تجد هؤلاء الشباب والخريجين والرجال والنساء يبيعوا أي شيء حتى ينتج عنه دخل وربح يمكن ان يسترهم ويمكن ان يقتتاوا منه .

الله يخلف على الانفاق في قطاع غزه جنوب قطاع غزه على الحدود المصريه الفلسطينيه التي تشغل اعداد كبيره من هؤلاء العاطلين وخاصه في مجال اعمال البناء حيث تشهد قطاع غزه ثورة بناء بعد حصار استمر لاكثر من 10 سنوات والاعداد المتزايده من الحاجه الى بيوت جديده هذا قلل من عدد البطاله وجعل الصنايعيه منهم يعملوا بعد حاله من الفقر.

اتالم كثيرا حين ارى هؤلاء الشباب وهم يمارسون تلك الاعمال التي لا تتناسب مع تخصصاتهم ويزيد احترامي لهم ولكفاحهم من اجل اسرهم وحتى لا يسالوا أولياء أمورهم والناس الفقر والعوز والحاجه .

واكثر ما يؤلمني عجز اتحاد النقابات العمال الفلسطيني بكافة فروعه ومسمياته والذي لا يقدم لهؤلاء العاطلين عن العمل أي نوع من المساعده حتى ولو مره كل سنه او اكثر وهؤلاء الصابرين الغلابه يضطرون الى مراجعة الجمعيات الخيريه لكي يعيشوا هم واسرهم وبعضهم لا يقوم بذلك لاعتبارات حزبيه وتنظيمه فهو معروف الانتماء وتلك الجمعيات لا تعطي ولا تمنح المساعدات الا لابنائها .

اكثر من يعاني من هذه البطاله المنتمي سياسيا وخاصه ابناء حركة فتح من الخريجين والعمال وانصارها ومؤيديها لكون كل سلطه تقوم باقصاء الاخرى وتوزع المساعدات والوظائف على مؤيديها وانصارها في وتم مؤخرا تكليف مسؤول للعمال في الهيئه القياديه لحركة فتح نتمنى ان يعمل على مساعده هؤلاء العمال حتى ولو مساعدات سنويه .

واصعب الحالات التي تعاني من البطاله هم الذين تضرروا من الانقسام الفلسطيني الداخلي وعائلات الشهداء وكذلك النشطين في داخل حركة فتح فهؤلاء لا يجدوا أي مجال للعمل وخاصه حسب تخصصاتهم ويعانوا من البطاله بشكل مركب ومعقد ولا احد ينظر اليهم او يساعدهم وما حدثني به صديقي من عائلة الشهيد جمال ابوالجديان قال لي بان هناك 20 خريج وخريجه في داخل اسرتنا لايعمل احدهم وهو على سبيل المثال وسبق ان تحدثت عن وزير سابق في السلطه الفلسطينيه تخرج له 3 ابناء من الجامعه وهم في البيت لايجدوا فرص عمل وعد كثير من الخريجين منذ الانقسام حتى الان لايعملوا ولا احد يسال عنهم او يقدم لهم أي مساعده .

نتمنى ان تتطلع حركة فتح لهذه الطبقه التي هي بحاجه الى المساعده الماسه وان يتم توفير موازنات لمساعدة هؤلاء المحتاجين الى وقفاتها ومساعدتها وان يتم تغيير الية المساعده عبر وزارة الشؤون الاجتماعيه وضم اسماء جديده بدل الطريقه المتبعه التي تتم وفق كشوفات ترفعها تلك التنظيمات ويتم اعتمادها ويتم توزيع تلك المساعدات على انها من هذا التنظيم او ذاك .

البطاله تحتاج الى حل جذري من خلال عقد اتفاقات مع دول عربيه محيطه لكي يعمل هؤلاء الخريجين والعمال المهره في تلك الدول ويخففوا من وطئة البطاله التي تضرب اطنابها قطاع غزه ويتم ايجاد فرص عمل جديده لاخرين يبحثوا عن اماكن عمل .