كتب هشام ساق الله – كنت قد سجلت هذا التاريخ بنشرتي نشرة الراصد الالكترونيه اليوميه ووثقت هذا الحدث الهام والذي اعتبر في حينه انتصار للمقاومه اللبنانيه وفي مقدمتها حزب الله وهزيمه ساحقه للكيان الصهيوني شكلت بداية الانتصارات للمقاومه اللبنانيه الفلسطينيه وحقيقه انه يمكن هزيمة هذا الجيش الصهيوني المتغطرس .
انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبشكل مفاجئ وعلى نحو سريع، من جنوب لبنان، وهو الأمر الذي أدى إلى انهيار كامل للقوات العميلة المسماة ” جيش لبنان الجنوبي” بقيادة الجنرال العميل أنطوان لحد، فهرب من هرب منها إلى داخل فلسطين المحتلة، فيما سلمت أعداد كبيرة منها نفسها للسلطات الرسمية اللبنانية والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، التي انتشرت فوراً في البلدات والقرى الجنوبية خشية حدوث فراغ امني في هذه المناطق، ولمنع أي عمليات انتقام قد تحدث ضد المواطنين هناك.
ولم يكن الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني غير متوقع، فالنضال الجبار الذي خاضه الشعب اللبناني وقواه الوطنية والإسلامية، كان لابد وان يثمر بانتصار باهر ، توج بهزيمة مدوية للاحتلال والمحتلين الذين كان انسحابهم أشبه بالفرار منه إلى عملية منظمة، بسبب السرعة التي نفذ بها، وحجم المعدات التي تركت وراءهم.
بيد أن إسرائيل لم تستفد من تجربة سنوات الاحتلال، وحتمية هزيمته، فأبقت سيطرتها على شريط حدودي ضيق من الأراضي اللبنانية “مزارع شبعا” ، لتبقي المنطقة تحمل كل عناصر التوتر بسبب سياسات الهيمنة التي تحاول فرضها على دول المنطقة.
وكانت احتلت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ضمن سلسلة أمنية بعيدة المدى. وأنشأت فيه ميليشيا من المتعاونين معها بقيادة العميل سعد حداد ثم العميل أنطوان لحد، وفي عام 1982 دخلت إسرائيل إلى بيروت ثم انسحبت وبقيت في الجنوب حتى عام 2000 .
و أعلن إيهود باراك – والذي كان رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك – في هذا العام الانسحاب التام من الجنوب دون أي اتفاق مع لبنان. وتبع انسحاب الجيش الإسرائيلي جميع القوى اللبنانية المساندة له. فيما عدا مزارع شبعا والتي لا تزال محتلة حتى الآن.
كان للمقاومة الوطنية والإسلامية وعلى رأسها حزب الله في لبنان دورا كبيرا في استنزاف قوات الاحتلال وجعل بقاءه في لبنان عبئا عسكريا واقتصاديا وأخلاقيا، وتهيأت لها ظروف معقولة تساعدها على الاستمرار والقوة، دعم لوجستي وسياسي وإعلامي من الدولة اللبنانية، وتأييد سوري و إيراني، وتمويل شعبي ورسمي، وشعبية كبيرة بين اللبنانيين و العرب، ومصداقية عالية جدا.
ويبلغ عدد القرى المحررة التي كانت واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر 125 قرية، بالإضافة إلى 33 قرية أخرى كانت تحتلها المليشيات العميلة لإسرائيل أو ما كان يسمى بجيش لبنان الجنوبي.
تتبع القرى المحررة إداريا سبعة أقضية هي: صور، بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا، البقاع الغربي، النبطية، جزين.
اعتبر لبنان و العرب الانسحاب نصرا كبيرا فقد حُررت أرض محتلة، وأعاد الانسحاب الاعتبار للمقاومة في الوقت الذي فشلت التسوية السياسية في تحقيق شيء يذكر، وتأكد دور العقيدة في حياة الشعوب وتحررها، وحققت الحركات الشعبية مكاسب سياسية ومعنوية وأكدت قدرتها على العمل والتعاون برغم الاختلاف المذهبي و العقائدي و السياسي وهي تجربة كبيرة للعمل الشعبي والأهلي العربي.
ويشجع هذا الانسحاب المسئولين والسياسيين العرب على مزيد من الجرأة والتحرر وجعل الهيمنة الإسرائيلية و الأمريكية أمرا يمكن مواجهته. وكان الانسحاب الإسرائيلي المتعجل والتخلي عن الميليشيات المتعاونة ذا تأثير كبير سواء على العرب أو الإسرائيليين.
ويمكن مراجعة تسلسل الاحداث في لبنان منذ بداية العدوان الصهيوني حتى انسحابه بلمحه سريعه
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9_%D9%81%D9%8A_%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8_%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86_%281982-2000%29