الطفلة الرضيعة الشهيده إيمان حجو لازالت في الذاكرة الفلسطينية

0
1087


كتب هشام ساق الله – ايمان مصطفى حجو ابنة الاربع شهور فقط تصيبها قذائف تخترق جسدها الصغير يوم التاسع من ايار مايو عام 2001 في جريمه بشعه يرتكبها الجيش الصهيوني وصورة هذه الطفله لازالت ماثله امام اعيننا وتشيع جثمانها الطاهر بمسيره جماهيريه حاشده وهي محموله محاطه بالورد ابكتني وابكت كل من شاهدها اردت ان اذكر شعبنا الفلسطيني وامتنا العربيه والاسلاميه ببشاعة مارتكب هذا العدو الصهيوني بحق الأطفال الرضع قبل احد اخر من ابناء شعبنا الفلسطيني .

عدت وبحثت على شبكة الانترنت عما كتب عن هذه الطفله ووجدت مانشر في يوم الحادث البشع الذي يحل علينا يوم غدا مجموعه من الاخبار والتقارير المكتوبه اود ان اقوم بنقلها لكم حتى تذكروا هذه الطفله الرائعه وما ارتكب بحقها من جريمه يعاقب عليها القانون الدولي ولكن دولة الكيان الصهيوني فوق القانون .

كتبت صحيفة الحياه الجديده ” لم تفهم الطفلة ايمان حجو ابنة الاربعة اشهر أي معنى للانفجارات التي تدوي في كل مكان ولكن شعرت بحالة التغيير والارباك التي اصابت والدتها وجدتها وخالاتها اللواتي كن متحلقات حولها يلاعبنها.. ويلبسنها الملابس الجديدة التي اشتراها جدها مصطفى لحفيدته التي جاءت مع والدتها لزيارته والاطمئنان على الاسرة اثر تعرضهم للقصف عدة مرات خلال الايام الاخيرة.

وكردة فعل لحالة الارباك ودوي الانفجارات صرخت الطفلة بكل قوة فحملتها والدتها سوزان –22 عاماً-وضمتها بقوة الى صدرها لتسارع مع باقي افراد العائلة للخروج من المنزل خشية اصابته بالقذائف خاصة بعد ان سقطت احدى القذائف في سوق البلدية القريب ودمرت اجزاء كبيرة منه.

لحظات من الخوف والهلع تصاعدت مع قوة دوي القذائف التي تطلقها الدبابات الاحتلالية في كل مكان ليسبق القدر وتطلق احدى الدبابات المتمركزة في الموقع العسكري المطل على المنزل بحي الامل قذائفها القاتلة لتسقط ثلاث منها على بوابة المنزل حيث كانت العائلة تهم بمغادرة المكان على امل النجاة من جحيم الموت والقصف الاحتلالي الذي اخذ يزرع الدمار والخراب في كل مكان لتستشهد على الفور الطفلة ايمان وهي في احضان والدتها وتتناثر اشلاؤها في كل مكان على الجدران والطريق لتبقى شاهداً على دموية الاحتلال واستهدافه للمنازل السكنية والمنشآت المدنية.

مشهد استشهاد الطفلة بين احضان والدتها ذكر المواطنين الذين شاهدوا الجريمة التي غابت عنها عدسة الكاميرا بحادثة استشهاد الطفل محمد الدرة بين احضان والده الذي هز ضمير العالم.

سوزان الام المسكينة التي اصابتها ايضاً شظية بجروح بالغة في جنبها لم تكن تشعر باصابتها واحتضنت طفلتها بقوة وخرجت تبحث عن مغيث في الوقت الذي كانت آلام ابنتها ودماؤها واشلاؤها التي تناثرت في كل مكان تزيد من آلام جراحها.

وتحول المكان الذي اصيبت فيه ايضاً جدة الشهيدة سامية حجو –38 عاماً- وطفلاها دينا –6 اعوام- ومحمود –عام ونصف العام- بجروح بالغة الى مزار للمواطنين الذين اصيب بعضهم بحالات اغماء لهول مشهد الدماء واشلاء الطفلة البريئة الغضة المتناثرة.

الوالدة المكلومة التي تخضع للعلاج في العناية المركزة بمستشفى ناصر لم تكن تعلم عندما جاءت لزيارة اسرتها في حي الامل والاطمئنان عليها بعد تعرضها لقصف متكرر خلال الايام الاخيرة ان القدر يخبئ لها هذا الحادث المفجع فآلامها ومعاناتها من اصابة زوجها ووالد الشهيدة محمد حجو الذي يعمل في الاستخبارات العسكرية مستمرة منذ اصابته اثناء ادائه واجبه في محافظة اريحا بالضفة الغربية في الاشهر الاولى لانتفاضة الاقصى بجروح وكسور لم يتماثل للشفاء منها حتى الآن حيث ركب له جهاز طبي في رجله وهو مقعد في بيته ولم يتمكن من مشاركة زوجته وابنته هذه الزيارة التي انتهت بهذه الكارثة.

مصطفى حجو –40 عاماً- جد الشهيدة الذي تعاني زوجته وثلاثة من ابنائهما من جراح بالغة بدا في حالة ذهول وصدمة شديدة وهو يتذكر الساعات الاولى من الصباح حيث اجتمعت الاسرة وتحلقت بسعادة حول الطفلة ايمان التي تعتبر اصغر شهداء الانتفاضة قبل ان يغادر هو وزوجته لشراء هدية من الملابس لحفيدته وابنته الزائرة وعقب عودتهما سمع في حوالي الساعة الثانية عشرة انفجارات فخرج من البيت ليعرف ما يحدث حيث شاهد الدمار الذي حل بسوق البلدية القريب فعاد مسرعاً لاخراج افراد اسرته من المنزل خشية سقوط قذائف عليه ليشاهدهم فعلاً يحاولون الخروج من المنزل قبل ان تسقط ثلاث قذائف بينهم ادت الى وقوع الحادثة وانهمرت دموعه بشدة وهو يتحدث عن هذه اللحظات الاليمة، مشيراً الى ان عدداً من المواطنين سارعوا لمساعدته في نقل المصابين الى مستشفى ناصر حيث استشهدت الطفلة واخضع الباقون لعمليات جراحية ووضعوا في العناية المركزة.

فماذا نقول لك يا ايمان يا شهيدة الطفولة المعذبة ايتها النور والحياة التي سلبونا اياها وبماذا سيبرر الصهاينة جريمتهم التي تضاف الى سجل حافل بالمجازر والدموية .. كلماتنا اصغر من ان تعبر عن الجريمة التي حلت بك وعارهم اكبر ان لم يتحركوا لوقف العدوان الذي يطال الابرياء ويغتال الطفولة.