مبروك الدكتوراه للرفيق المناضل والصديق الصحافي وجيه ابوظريفه

0
463


كتب هشام ساق الله – وصلني ايميل من الرفيق والصديق وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب حول تخرج وحصول الصديق الصحافي وجيه ابوظريفه على شهادة الدكتوراه من الجامعات المصريه بعنوان (النخبة السياسية الفلسطينية في اسرائيل ومواقفها تجاه القضايا الرئيسية لفلسطينيي الداخل ) لذلك اتقدم له بالتهاني الحاره وان شاء الله من تقدم الى تقدم اخر .

والرفيق الصديق الصحافي وجيه ابوظريفه تعرفت عليه في الانتفاضة الفلسطينية الأولى وكنا نلتقي كثيرا في المكاتب الصحافيه واجتماعات النقابه ورحلاتها الاجتماعيه وكان نعم الاخ والصديق وزادت علاقتي طوال السنوات الماضيه وتوثقت اكثر نظرا لاهتمامي بالشان الصهيوني وكنت حينها اقوم بتوزيع مواد اعلاميه على الانترنت وفي نشرتي الراصد الالكتروني بعد ان التحق في دراسة الماجستير في جامعة القدس ابوديس فقد كنت ارسل ايه مواد كثيره بهذا الموضوع اضافه الى انه جاري في برج الصحافيين بتل الهوا .

والرفيق وجيه اعتقلته قوات الاحتلال الصهيونيه عدة مرات بتهمة الانتماء الى حزب الشعب الفلسطيني وهو من الصحافيين الملتزمين وطنيا والذين عملوا مع وكالات اجنبيه متعدده ووسائل اعلام ووصل في مرتبته الحزبيه كعضو باللجنه المركزيه لحزب الشعب بانتخاباتها الاخيره اضافه الى حضوره الوطني العام وأرائه الوحدوية .

وهو عضو بالامانه العامه السابقه لنقابة الصحافيين الفلسطينيين عن حزب الشعب ضمن الاتفاق الوطني الذي عقد بين الامناء العامين لفصائل منظمة التحرير الفلسطينيه وهوعضو قديم برابطة الصحافيين العرب في الاراضي المحتله منذ الانتفاضه الفلسطينيه الاولى واحد الناشطين فيها .

وكان ناقش الباحث وجيه ابو ظريفة بحثه الاكاديمي للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بتقدير مرتبة الشرف الاولى مع توصية بنشر الدراسة التي كانت بعنوان (النخبة السياسية الفلسطينية في اسرائيل ومواقفها تجاه القضايا الرئيسية لفلسطينيي الداخل ) وقد تشكلت لجنة الحكم والمناقشة من الاساتذه أ.د/ قدري حفني استاذ علم النفس في جامعة عين شمس وعالم علم النفس السياسي.وأ.د/عماد جاد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والسياسي الكبير وأ.د/ عبد العليم محمد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الخبير في الشؤون الاسرائيلية.

قام الباحث بدراسة النخبة السياسية من اعضاء الكنيست العرب في دورات الكنيست من الرابعة عشرة 1996 الى الثامنة عشره 2009 والتي حصل الفلسطينيين العرب فيها على 26 مقعدا على قوائم كل الاحزاب السياسية في اسرائيل وهي فئة تمثيلية للنخبة السياسية في العقود الاخيرة.

و بحثت الدراسة ايضا المؤسسات السياسية خارج الكنيست، كالحكم المحلي واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، اضافة للجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في اسرائيل لما لها من اهمية تمثيلية للفلسطينيين في اسرائيل.

وجائت الدراسة في خمسة فصول ناقشت البيئة الحاضنة للنخبة السياسية العربية في اسرائيل والنخبة السياسية فى المجتمع العربي الفلسطيني والنخبة السياسية الفلسطينية في اسرائيل في مؤسسات صناعة القرار في اسرائيل وموقف النخبة السياسية للفلسطينيين العرب في اسرائيل من قضاياهم الرئيسية كاهوية والمواطنة والتسوية السلمية وخيارات المستقبل

خرجت الدراسة بعدة استنتاجات أهمها:

ان الفلسطينيين في اسرائيل مجتمع يعيش في ظروف صعبة للغاية، وانهم يواجهون سياسات اسرائيلية قمعية وعنصرية تستهدف كل مناحي حياتهم السياسية و الاجتماعية والاقتصادية الفكرية والثقافية، وانهم رغم كونهم مواطنين في دولة اسرائيل الا انهم يشعرون بالاغتراب عنها، فسياسات الدولة الرسمية تعاملهم كالغرباء او الغير مرغوب بهم خاصة مع ازدياد التطرف اليميني في اسرائيل عموما وفي حكوماتها خصوصا.

وضحت الدراسة ان النظام السياسي في اسرائيل يقوم على الاثنية وتمييز مجموعه على اخرى حتى وان كانت هذه المجموعة الاغلبية، فالدولة في فكر النظام القائم على الاسس الصهيونية ملك للمواطن اليهودي واقيمت من اجله، فالانسان اليهودي هو الغاية من وجود الدولة والدولة هي غاية اليهودي، لذلك عليه ان يحافظ على الاغلبية اليهودية في الدولة ويمنحها الطابع اليهودي, وعلى الدولة عبر مؤسساتها وقوانينها وسياساتها ان تحمي نفسها من الآخر الذي يعيق تنفيذ هذه الرؤية الصهيونية وهو المواطن الفلسطيني فيها.

خلصت الدراسة الى ان هناك الكثير من المشكلات الموجودة في المجتمع الفلسطيني في اسرائيل وربما اهمها الخلافات التي زرعتها الحكومات الاسرائيلية بين الطوائف، حيث ما زال جزء كبير من الدروز وبعض البدو يخدمون في الجيش الاسرائيلي في تناقض غريب بين الدولة التي تعادي الفلسطينيين العرب في اسرائيل وبين بعض الفلسطينيين الذين يخدمون في جيشها، اضافة الى ان نسبه ليست قليلة ما زالت تصوت لاحزاب صهيونيه وحتى يمينية متطرفه، مثل الليكود واسرائيل بيتنا والاحزاب الدينية اليهودية مقابل مجموعه خدمات تافهه.

كشفت الدراسة عن تدني تمثيل المرأة والشباب في النخبة السياسية, مما يعني تغييب لدور المرأة وتهميش لمكانتها، وانحسارا كبيرا في منح الشباب الفرصة للتقدم مما يشكل تهديدا لتقدم اجيال جديدة بسبب البنية التقليدية للمجتمع وتأثير العائلة والحمولة وسيادة النظام البطريركي الابوي، اضافة للدور الشخصاني في القياده حيث اثرت على تكوين النخبة السياسية وارتقائها وايضا ساهمت في شرذمتها وخلافاتها وعدم قدرتها على التوحد او على اقل تقدير التنسيق في مواجهة السياسات الرسمية الاسرائيلية ضدها.

خلصت الدراسة الى ان العرب في اسرائيل عموما ونخبتهم السياسية خصوصا واصلوا المحافظة على انتمائهم القومي العربي وانتمائهم الوطني الفلسطيني رغم كل محاولات الدمج والعزل من قبل السياسات الرسمية في اسرائيل، ورغم تخلي القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير عن تمثيلهم او حتى حل قضاياهم.

لقد اثبتت الدراسة ان النخبة السياسية للفلسطينيين العرب في اسرائيل تقع ضمن نموذج القيادة غير الموحدة بل شديدة التمايز رغم ان كل المعطيات الموضوعية تقول انها يجب ان تكون اكثر وحده واقل تمايزا لو ابتعدت عن التنافس الحاد الذي يضعف القيادة ويضعف الجماهير ويمكن العدو المشترك لهما من النيل منهم سويا، ويعطي فرصة للاحزاب الصهيونية في التأثير على العرب في اسرائيل والحصول على اصواتهم في غياب قائمة ائتلاف عربي موحد، بل اكثر من ذلك، فالسياسات الاسرائيلية تهدف الى الدفع بالعرب الى الهجرة ومغادرة البلاد، وان عدم قدرة القيادة على تحقيق مطالب جماهيرها يساهم الى حد كبير في تنفيذ السياسات الاسرائيلية على الاقل بإعطائها الفرصة للنجاح.

اعتبرت الدراسة ان قضايا الجماهير العربية بحاجة الى تغيير حقيقي في الفكر السياسي للنخب السياسية للفلسطينيين العرب في اسرائيل، وتدفعهم اكثر بعيدا عن الاغتراب باتجاه تطوير ائتلاف موحد يضمن الاستفادة من كل الطاقات الكامنة في المجتمع العربي في اسرائيل لبناء مجتمع اقلية قوي يستطيع ان يحقق حقوقه القومية والسياسية وان ينهض بمجتمعه ويحمي وجوده على ارضه في الوقت الذي يتصدى فيه الى سياسات عنصرية ولكن من عدو.

خرجت الدراسة بعدة توصيات اهمها

1- التوقف عن التنازع الذي يسود داخل النخبة السياسية وداخل الاحزاب والحركات السياسية والعمل على توحيد الجهود في سبيل تحقيق مطالب الجماهير الفلسطينية العربية في اسرائيل عبر انشاء تحالف جبهوي سياسي بعيدا عن الخلافات الايديولوجية ليركز على القضايا الهامة والعمل على تحقيق الاهداف التي يتفق عليها الجميع.

2- العمل على زيادة تمثيل الفلسطينيين العرب في اسرائيل عبر خوض الانتخابات بقائمة انتخابية واحده لحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات ومنع تشتت الاصوات او ذهابها الى الاحزاب الصهيونية وتحقيق تمثيل سياسي في الكنيست يعبر عن الحجم الحقيقي للكتلة الانتخابية للفلسطينيين العرب في اسرائيل.

3- مشاركة الجميع من قوى سياسية ونخب ومؤسسات في احداث تغييرات جوهرية في البنية الداخلية للمجتمع الفلسطيني العربي في اسرائيل، وتدعيم مكانة المرأة ومشاركة الشباب وتطوير الاقتصاد والتربية والثقافة والحكم المحلي والتغلب على القولبة التقليدية للمجتمع وترسيخ الحوار.

4- تدعيم المؤسسات القطرية القائمة مثل لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ومختلف اللجان القطرية الاخرى، وتوسيع المشاركة فيها وتوفير الامكانيات المادية والبشرية لتستطيع ان تعبر تعبيرا حقيقيا عن الكل العربي وتواجه المؤسسه الرسمية الاسرائيلية في الدفاع عن مصالح الفلسطينيين العرب في اسرائيل.

5- التأكيد على ان الفلسطينيين العرب في اسرائيل هم جزء من الشعب الفلسطيني والامة العربية، وبالتالي زيادة الربط بينهم وبين محيطهم الفلسطيني والعربي والتوقف عن التعامل معهم كإسرائيليين، ومنع التبادل الثقافي معهم، فهم اسرائيليين رغما عنهم ولا يجب معاقبتهم على بقائهم متمسكين في ارض اجدادهم بل على الجميع دمجهم في البيئة الثقافية القومية لهم.

6- الفلسطينيين العرب في اسرائيل جزء من العالم وهم اقلية قومية ابناء شعب اصلي في بلادهم يخضعون لحماية القانون الدولي والامم المتحدة، وبالتالي يجب على قيادتهم السياسية وممثليهم عدم التردد في رفع مظالمهم والاعتداءات عليهم الى مؤسسات الامم المتحدة والمجتمع الدولي لزيادة الضغط على اسرائيل للتوقف عن سياساتها العنصرية ضدهم.

7- معالجة النقص الواضح في المعلومات حول الفلسطينيين العرب في اسرائيل لدي اخوانهم من الشعوب العربية في وسائل الاعلام او في المناهج الدراسية خاصة في الجامعات العربية واهمية هذه المعرفة في تدعيم الهوية العربية عندهم ورفع الجور عنهم.

8- توثيق العلاقة بين ابناء الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الاخضر برؤية تكاملية وطنية تدعم الانتماء الوطني الفلسطيني، وتعزيز التبادل الثقافي وترسيخ العلاقة بين المكونات السياسية والثقافية والفكرية لتجاوز التقسيم الجبري الذي فرضه الاحتلال، وتخصيص مقررات دراسية في مؤسسات التعليم الفلسطينية وبكافة مستوياتها للتعريف بمكانة الفلسطينيين العرب في اسرائيل ونضالاتهم.

9- ضرورة استمرار الدراسات المتخصصة من مراكز البحث ومن المؤسسات الاكاديمية في واقع الفلسطينيين في اسرائيل كمجمتع، وفي مؤسساته ونخبه المختلفة وظروفه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومكانته ومستقبله، وكيفية مساندته ليبقي على ارضه التاريخية.