كتب هشام ساق الله – كل شيء في غزه مجبول بالسياسة يتم التعامل معه من منظور سياسي الولاءات والاصفافات والعلاقات الاجتماعيه والعلاقات الاقتصاديه وكل جوانب الحياه له منظور ومفهوم سياسي يؤخذ فيه من كل الجوانب حتى لا يقع احد بالمحظور .
غزه تلونت بالسياسه فالفتحاوي فتحاوي ودائرةعلاقاته حتى في داخل اسرته لها علاقه بالسياسه فاخوته المقربين هم من نفس اتجاهه واخوانه الأبعد شويه هم من تنظيم سياسي اخر صحيح انهم اخوه وابناء اب وام واحده ولكن السياسه فعلت افاعيلها وابعدتهم ولو قليل عن بعضهم البعض صعب ان تجد عائله لم تقسمها السياسه .
اذا اردت ان تقوم باي عمل لابد من ان تضع قدمك على اول الطريق الذي لايؤدي الى فهمك غلط سياسيا فلو كنت تريد ان تزوج ابنك او ابنتك يتوجب ان تجد لهم العريس او العروس المناسبه ويستحسن ان يكون من لونك السياسي عشان المشاكل بالمستقبل مع اهلها واقاربها وباقي عائلتها .
كان بالسابق يتم السؤال ايش بيشتغل ومين اخواله ومين قرايبه ومن أي بلد حين يتقدم خاطب لابنتك او انت تقوم بخطبة ابنة احد يريدها ابنك ولكن الان السؤال الاول انتو ايش تنظيميكم ومن أي اتجاه سياسي وبعدها يتم سؤال باقي الاسئله ويتم القبول او الرفض اذا توافقت الالوان السياسيه مع بعضها البعض .
السياسه والانقسام وكل الكلمات التي تستخدم في الكلام وداخل الدائره والمحيط متشابهه وينظروا لبعضهم البعض حين يتحدثوا حتى تتوحد اللغه والكلمات وحين يتحدثوا مع اخرين يكون هناك لغه وحوار مختلف واستخدام كلمات وسطيه وكذلك يحدث مع مؤيدي وعناصر حماس وضمن حوارهم الداخلي هكذا هي غزه .
حتى محطات الراديو والتلفزيون هناك من لغى برمجة محطات الاخر ولايفتح عليها وان حدث بالخطا يسارع الى عدم رؤيته من احد او الانتباه اليه انه خرج عن العاده التي اعتاد عليه فحتى مباريات كرة القدم فهناك من لايفتح على محطه ارضيه معينه حتى لايستخدم تلفزيونهم ويفتح على محطات اخرى ربما تكون المحطه الاخرى اوضح الا انه لايريد ان يفتح عليها انظر اين وصل الخلاف لعل الاتفاق في الرياضه حول اهلاوي او زملكاوي او ريال اوبرشا هذا مايوحد البعض في هذا الوطن حديثا .
ترى هذا الامر اكثر في العائلات المنقسمه سياسيا فحضور الشخص الذي يتعامل بالسياسه الى عزيات اقاربه حسب اللون السياسي يمكن ان يذهب على بيت العزاء مره او مرتين ولكن ليس حين يكون العزاء من نفس لونه السياسي فانه لا يغادره فعلا الانقسام ضرب اطنابه وهذا يحتاج الى وقت طويل كي نخرج من هذه الحاله .
حتى المحلات والدكاكين والاطباء وكل نواحي الحياه هناك من يقوم بالتعاطي مع جماعته واناس يلتقي معهم فكريا وسياسيا حتى ولو كان الاخر افضل هكذا اصبحت الامور تسير بقطاع غزه ولا احد يعرف متى سيتم انهاء هذا الانقسام والشرخ الاجتماعي والخروج من هذه الحاله التي تقسم كل شيء وتخلطه وتجبله بالسياسه السياسيين لايتدثون بهذه الامور والنواحي فهم يتتفقون على اشياء يصعب التوصل اليها ويصعب التعاطي معها لانهاء الانقسام .
صعوبة الامور تكمن بان هناك من يملك ويعطي ويمنح ويبحث عن جماعته واخرين يقفوا مكتوفي الايدي ولايستطيعوا تقديم شيء لجماعتهم والمنتمين اليهم ولكن رغم كل هذه الظروف الصعبه يواصل هؤلاء الفقراء التمسك بمواقفهم وبانتمائهم السياسي رغم كل الصعوبات التي يعانوه ورفض تلقي مساعدات من الطرف الاخر .
حتى الجمعيات والمؤسسات الطبيه والنقابات كل شيء هناك انقسام وهناك مواقف تجاهها يحاول المواطن ان يبعد قدر الامكان وان لايحتك بمؤسسة الطرف الاخر حتى لايتم التعامل معهم وان تعامل معهم فهو مضطر للتعامل لعدم وجود بديل .
ترى هذا الامر واضح في الراتب جماعة رام الله يتقاضون راتبهم ويتحدثون فيما بينهم عن الزياده او الخصم ونزلت الراوتب على الصراف وغيرها من الكلمات والمصطلحات المتداوله بينهم والطرف الاخر يتحث عن الراتب في البريد او البنك الوطني الاسلامي وحسب الكشوف والمصطلحات الخاصه بينهم هناك مجتمعين في داخل قطاع غزه مزقهم الانقسام بعد ان كانوا مجتمع واحد .
حتى الفصائل الفلسطينيه المختلفه بعيدا عن فتح وحماس عناصرهم يقتربون كثيرا الى هذا الطرف او ذاك في تعاملهم وعلاقتهم وربما يكون الامر اقل حده من كون الشخص فتحاوي او حمساوي ولكن الانقسام كامل وكبير واساسه سياسي .
نحمد الله اننا لسنا طوائف كما في الدول العربيه القريبه منا فنحن بالنهايه اقارب وابناء عمومه وخاوله ونسايب واشياء كثيره تجمعنا كلنا سنه وكلنا ابناء دين واحد حتى المسيحيين من ابناء شعبنا منقسمين بين هذا وذاك فهم بعيدا عن الدين السياسه هي من تحكم الاصطفاف وليس الدين.
انا لا اهول ولا اقول غير الحقيقه وماكتبته من امثله هو اقل من الحقيقه الكل دائما يترقب وينتظر ولكن كلما بدات تزول تلك النقسامات والابتعاد عن هذه السياسه سرعان مانعود الى المربع الاول وتعود المناكفات ويعود الشعور بالتحزب والتعاطي مع السياسه اكثر .
هل يدرك السياسيين ورجال الامن وكذلك اصحاب الحل والعقد ماوصلت اليه الامور في قطاع غزه بين الاخوه والاقارب والجيران وبكل انواع التعاملات وهل لديهم خطط وبرامج لجسر هذه الهوه التي حدثت وانهائها والتصالح الحقيقي بين كل المختلفين وتخفيف وتيرة هذه السياسه المفرقه .