كتب هشام ساق الله – تصادف هذه الأيام الذكرى العاشرة لاعتقال القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والنائب عنها في المجلس التشريعي بنظره متفحصة لواقع حالنا المعاش وما وصلت اليه الامور في داخل حركة فتح نعيد تصويب أنظارنا وأمالنا تجاه هذا الرجل الذي يحمل في تجربته وتاريخه مستقبل جيل الشباب الفتحاوي الطامح الى اعادة انطلاقتها من جديد .
حين كنا شباب صغار كان هو اكبر منا بسنوات ولكنه حمل روح وتفكير الشباب ايام الشبيبه وما اروع مروان في عرس فلسطين حين اختار زوجته وابنة عمه فدوى ليكون هو العريس الحقيقي لهذا العرس الفلسطيني يومها ذبحت الخراف وتم تصوير العرس الفلسطيني بكامل معانيه وتفاصيله وامتد ليكون هو عرس مروان وفدوى حضرنا يومها من الجامعه الاسلاميه زفة العريس في جامعة بيرزيت وكنت اظن انها تمثيليه كالعام الماضي ولكنهم اكدوا لي انه عرس مروان وفدوى وهو عرس حقيقي وكنت دائما عريس فلسطين.
مروان حين انجب القسام اول اولاده اراد ان يعطي لكنيته اسم ومضمون ثوري كالقاده الكبار امثال الشهيد الرئيس ياسر عرفات حين اطلق على نفسه ابوعمار وهو ياسر كدلاله لربط اسمه وكنيته بالتاريخ الاسلامي وباول شهيد بالاسلام اعطى اسم ابنه للقسام كدلاله للقائد الشهيد عز الدين القسام رغم عدم تداول الاسم ككنيه للقاده الفتحاوين انذاك فهكذا يفعل القاده الذين يستلهمون حياتهم وتاريخهم من تتبع القاده العظام والسير في نهجهم .
مروان البرغوثي الشاب الذي كان على علاقه وتماس مع الشهيد القائد خليل الوزير ايام كان رئيسا لمجلس طلاب جامعة بيرزيت حين تلقى منه التعليمات بالتحالف مع الجبهه الديمقراطيه لتحرير فلسطين قبل ساعات من اغلاق باب الترشيح واصر على تطبيق تعليما القائد الشهيد دون مناقشه رغم ان القاعده كانت جاهزه لخوض الانتخابات كشبيبه بدون تحالف مع احد .
ويومها وصل مروان النهار مع الليل وزار كل بيوت اخوته في حركة فتح واقنع الجميع بهذا التحالف الغريب العجيب والذي عرف فيما بعد باتفاق عدن الجزائر وبتجسيد الوحده الوطنيه بين حركة فتح والجبهه الشعبيه والديمقراطيه وانضم اليهم فيما بعد الحزب الشيوعي الفلسطيني فهذه هي شيم القائد الذي الكبير الذي نرى افعاله ماثله امامنا .
وحين ابعدته قوات الاحتلال الصهيوني الى الاردن بداية الانتفاضه الفلسطينيه الاولى بعد ان طورد لفتره طويله وخضع تحت الاقامه الجبريه في قريته كوبر انعقد المؤتمر العام السادس للحركه ويومها كان ابوالقسام قريب من الشهيد ياسر عرفات ومن الشهيد صلاح خلف ابواياد وفاز يومها ليكون الكادر الوحيد الذي يمثل شباب وكادر الارض المحتله وكان اصغر عضو مجلس ثوري يفوز .
كان العضو القوي في لجنة الضفه الغربيه ويقود وسطها من الاردن تنظيميا وحين عاد الى الوطن انتخب ليكون امين سر اللجنه الحركيه العليا في الضفه الغربيه ليؤسس اقاليم التنظيم ومؤسساته الحركيه وليزاوج بين المقاومه والعمل السياسي وتفهم المرحله التاريخيه بعقلية القائد الملهم .
وحين اشتعلت الانتفاضه الفلسطينيه الثانيه فهم مروان المراد منها وكان يقرا تعليمات الرئيس الشهيد ياسر عرفات وايماءاته ونظراته ويحولها تعليمات الى المقاتلين من كتائب شهداء الاقصى ومجموعات فتح المنتشره في كل مدن ومخيمات وقرى الضفه الغربيه وقطاع غزه حتى اعتقلته القوات الصهيونيه الخاصه وحكمت عليه بالسجن المؤبد 5 مرات و30 سنه اضافيه .
لن تبعدك تلك السنوات وهذه الاحكام عن قواعدك التنظيميه اخي ابوالقسام ومحبيك ممن يتطلعون اليك بالامل من اجل غد مشرق وقوي تعيشه حركة فح التي زاوجت بين العمل السياسي والمقاوم في شخص مروان البرغوثي هذا الليث الرابض خلف القضبان والذي يتجهز مستقبلا لكي يكون الامل والمستقبل .
أخي مروان انت من نضع عليه الامل وسط هذا الكم الكبير من الكوادر فانت من يمكن ان يستخرج كل مكنونات الحركه ويعيد انطلاقتها من جديد على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين وزي ماكان الاسرى يقولوا على الرغم من غزلك وزنزنتك 25 مره برشك على الباب ونقول لك الايه القرانيه التي كان يرددها القائد الشهيد ياسر عرفات “يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون” صدق الله العظيم .