الفوز الذي حققته حركة فتح ليس بالضرورة ان وضعها صحي ونموذجي

0
871


كتب هشام ساق الله – استغربت كثيرا الى التصريحات التي أدلى بها القادة والناطقين بحركة فتح وانفعل القاده الكبار في اللجنة المركزية مما جرى في الانتخابات التي جرت خلال الاسبوع الماضي وكأنهم حققوا انجازات كبيره جدا ولم يعطوا هذا الفوز دوره ومكانته الحقيقية .

من يظن ان ما حدث هو نتاج فعل قيادي تم من أعلى المستوى التنظيمي حتى الوصول الى القاعدة وكان خلفه احد من القيادات التنظيمية العليا فهو واهم فما حدث نتاج لجهود ودور القيادات الميدانية الذين نقشوا جهدهم بالصخر وكانت جبهتم الداخليه موحده لذلك فازوا بتلك الانتخابات وحصدوا ما عملوا من جهد وعرق واداء جيد وعلاقات اخويه مع زملائهم في المواقع التي فازوا فيها ووضعوا الرجل المناسب بالمكان المناسب واجروا انتخابات داخليه ادت الى هذا الفوز الكبير .

اما ان يظن النائمين من أنهم صنعوا نصرا في تلك القواعد بفعل قيادتهم المباشرة وانجازاتهم الغير موجوده على الارض لهؤلاء الشباب والناجحين الذين حققوا الفوز على الارض فهذا اكيد هو حمل كاذب سينكشف عاجلا ام اجلا ويثبت انه لن يؤدي الى ميلاد طفل وانجاز كبير .

انا لا أحبط اخوتي في حركة فتح ولكن الوضع التنظيمي الذي تعيشه الحركه بمختلف مستوياتها تعيش حاله من الاحباط الكبير والكذب بالتصريحات والتلاعب بالكلمات والحديث عن وضع قوي تعيشه الحركه فهذا غير صحيح وهذا مغاير للحقيقه وسؤدي الى صدمه جديده على غرار ماحدث ب 2006.

ان انتصار حركة فتح يحتاج الى العوده الى مدرسة المحبه في الحركه والى مصالحه داخليه ووحدة حال وتراجع الذين لا يريدون العمل ويسرقون الحركه ويخطفوها ويسيروا فيها بطرق متعرجة من اجل تحقيق مصالحهم الخاصه وابعاد الشباب عن المقدمه والصداره والتلاعب بالانجازات الصغيره واعتبارها كبيره حتى يثبتوا انهم بالاتجاه الصحيح وانهم يحققوا انجازات .

لو عدنا الى التاريخ السابق لوجدنا مثل تلك الانتصارات حدثت قبل هزيمة ال 2006 في المجلس التشريعي ولو اغمضنا عيوننا قليلا لوجدنا نفس الذين يهللون للاحداث ويعتبرونها انتصارات ساحقه هم من يفعل هذا ولكننا صدمنا بعدها بالاختيارات الخاطئه وبالتشتت في الصفوف وكانت النتيجة الهزيمة الكبرى التى تم امتصاصها والمضي قدما بما بقي بالمشروع الوطني اما الهزيمه المره القادمه فستكون هزيمه قاسمه وصعب تداركها.

لنسمي الاسماء بمسمياتها ونعمل كثيرا من اجل تعزيز جبهتنا الداخلية ووحدة الحركة ولنضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ولنعمل وفق خطط وبرامج وعمل ميداني على الارض ولنتجاوز اخطاء الماضي ونتخلص من وهم الواهمين ونسمي المسميات بأسمائها الحقيقية لا ان نضخم فوز هنا وهناك لا يعبر عن قوة ووحدة الحركه في كل الوطن وواقعها الحقيقي .

حديثي لا يحبط المنتصرين ولا يهبط من العزائم ولكن يمكن ان تنتصر فتح وتتجاوز كل ازماتها وتوحد جبهتها الداخليه وتمضي قدما نحو الانتصار الحقيقي في أي تجربه ومعركه سياسيه قادمه وتكون بالصداره لازال بالإمكان تدارك كل اخطاء الماضي ولكن هذا لن يكون الا بالوحده الحقيقيه وسيادة المحبه في داخل هذه الحركه والابتعاد عن شخصنة الامور والمشاكل والعمل من اجل فلسطين بنفس وطني وجماعي .

لن يكون هذا النصر القادم الا بتسمية الأسماء بمسمياتها والانطلاق من جديد كالطائر الفينيقي القديم الذي يخرج من بين الرماد ليعود محلقا من جديد ويصنع النصر والمجد ويعيد هذه الحركه الى صدارة مواقفها الوطنيه والكفاحيه ويعيد القوه الى باقي الفصائل الفلسطينيه فالمعادله التاريخيه القديمه تقول ان حركة فتح قويه يعني ان كل التنظيمات الفلسطينيه قويه وحركة تترنح من اشكالياتها تؤدي الى ضعف كبير ومساوي لضعف حركة فتح في كل التنظيمات الفلسطينيه .