كتب هشام ساق الله – ولد في حي الشجاعيه وهو احد أقدم أحياء مدينة غزه في بيت متواضع عام 1967 وعاش فيه ولعب بين أزقته القديمة فقد كان بتهم قريب من السوق يتنسم من خلال عراقة حيه التاريخ ويتتبع أثار المناضلين وهو طفل صغير تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة حطين بحي الشجاعيه والإعدادية في مدرسة الهاشمية التاريخية القديمة بالقرب من مركز شرطة الشجاعيه .
كان مجدي فتى شجاعا وشابا نشطا أحبه الجميع وشارك في رشق قوات الاحتلال في كل مناسبة كانت تسنح له بحجارته التي لم تفارق يداه وكان على رأي جيرانه مدوخ اليهود الصهاينة والتحق بمركز لتعليم الكاراتيه في مدينة غزه .
اضطرته ظروفه الاجتماعية للسفر إلى الخليج حيث وجهت له أخته دعوه للعمل في قطر وزار الإمارات العربية وأمضى فيها عاما كل يوم ينوي فيه العودة إلى غزه وحي الشجاعيه مسقط رأسه وأثناء وجوده هناك استشهد صديقه الشهيد صائب ذهب في مواجهات مع الكيان الصهيوني في عام 1987 وشاهد بأم عينه استشهاد الطفل سهيل غبن في أحداث مخيم جباليا وسرعان ما عاد إلى غزه من جديد ليترك المستقبل والمال والعمل والحياة الرغدة ليشارك في الانتفاضة التي بدأت تشتعل في مخيم جبالا وبسقوط الشهيد حتم السيسي الشهيد الأول للانتفاضة .
وعاد مجدي لينضم إلى اللجان الشعبية المقاومة التابعة لحركة فتح بحي الشجاعيه وليمارس نضاله منذ وصوله إلى غزه ووفي ذكرى الانطلاقة في الأول من يناير كانون ثاني عام 1989 تداهم قوات الاحتلال الصهيوني منزله بحي الشجاعيه وليتم اعتقاله ليواجه صنوف العذاب والتحقيق وتوجه له تهمة إلقاء الزجاجات الحارقة على جيبات الاحتلال الصهيوني والتحريض وكتابة شعارات على جدران المنازل .
وأثناء اعتقاله يطلب مجدي من الموجه العام لحركة فتح في المعتقل أن يقوم بطعن احد السجانين نظرا لاعتدائه المتكرر على المعتقلين الفلسطينيين ومعاملته الفظه لهؤلاء الأبطال إلا أن الموجه العام يطلب منه عدم ذلك لما سيكون من أثار كبيره على هؤلاء السجنان الأبطال وتم نقله إلى معتقل أنصار 3 بصحراء النقب .
أراد مجدي أن يقهر إدارة السجن ويثبت فشل نظريتها الأمنية فخطط للهرب من معتقل أنصار 3 المعتقل الأصعب الذي يغص في صحراء النقب والذي تحيطه من كل جانب عيون قوات الاحتلال الصهيوني ووضع الخطة هو وزملائه الذين قرر الهرب معهم من هذا الجحيم الكبير إلا أن قوات الاحتلال وزعت المعتقل على عدة أقسام وحينها قاموا بعمل مواجهه مع قوات الاحتلال الصهيوني وقامت خلالها الوحدات الخاصة برش الأسرى وبمقدمتهم مجي بالغاز وتم عزله في قسم د وهو قسم محاط من كافة جوانبهم والحياة فيه صعبه جدا ومحاط بالشبك على ارتفاع 6 أمتار من كل الجوانب وفوقه سلك شائك بارتفاع آخر وبداخل كل قسم 3 خيام ممزقه لا تحمي من برد الشتاء القارص في صحراء النقب ورغم أن هذا القسم معزول وصعب التواصل مع الأقسام الأخرى إلا أن مجدي تولى مهمة رمي البريد بين الأقسام وكانت تلك المهمة يطلق على منفذها العاصف الذي كان يقوم برمي الرسائل باستخدام الحجار بحيث لا تخطيء رميته وتصل إلى القيادة التنظيمية في الأقسام الأخرى ويتم التواصل معهم .
تمكن الشهيد حسن أبو ثريا من إدخال كاميرا بواسطة جندي صهيوني تم تجنيده وادخل لهم كافة اللوازم من أجهزة راديو وبطاريات للكاميرا وأفلام لكاميرة التصوير وقد كان في حينه الشهيد مجدي يعمل داخل المطبخ مكلف بمهام تنظيميه وتم مسك احد الشباب وهو يحاول إخراج فيلم تم تصويره ولكن مجدي تصدى لقوات الاحتلال الصهيوني ليوقف التحقيق وعدم مسك الكاميره المخباه وكذلك الراديو هات وممتلكات الحركة الأسيرة لينقذ مجدي الموقف وليعترف على احد الجنود الذين كانوا يكيلوا العذاب والاستفزاز للجنود ويتم إبعاده عن السجن وتوجيه التهمه له وتم احتجاز مجدي لمدة طويلة داخل سجون زنازين العزل الانفرادية .
وحين خرج مجدي من المعتقل تزوج ورزق بطفله اسماها فداء مستشرفا بذلك مستقبله في فداء الوطن وعاد لينخرط من جديد بلجان الشعبية التابعة لحركة فتح من جديد في حي الشجاعيه ليتولى مسؤولية منطقته التنظيمية وحين استشهد الشهيد القسامي عماد عقل حزن حزنا شديدا عليه واخرج مسدسه وعاهد ربه على أن ينتقم لهذا المناضل الفذ .
رحم الله الشهيد البطل واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا