ليس لك إلا الصبر يا غزه

0
534


كتب هشام ساق الله – الحصار تلو الحصار والمصيبة خلف أختها تتدحرج لتؤكد وتثبت اننا فعلا نعيش في بلد رباط نكابد في حياتنا حتى نستحق ان ان نكون ان شاء الله ان نكون من اهل هذا الرباط فالحلقات دائما تضيق وكلما ضافت تلك الحلقات ياتي الفرج ان شاء الله .

ما اقدر هذا الشعب على الصبر والتحمل والعيش باقل القليل وما اكثر ماياتيه من مصائب ومعانيات فلعل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة أحداها الذي بدا يستوعبها ويعيش معها فهو مجبر على هذا الامر ليس فقط للرباط وانما ايضا للاختلاف في طبيعة الحل والاتهامات المتبادلة بين غزه ورام الله ولان ايضا ليس بيده أي حل فالاموال التي يمتلكها الناس لاتمنحهم الحل فالفقير بغزه والغني سواء في المعاناه .

الاصعب الان ان تتوقف كل جوانب الحياه وخاصه المستشفيات والمخابز وغيرها فاليوم تشاهد الذين يمارسون رياضة المشي مضطرين لها فاذا نظرت الى جانبي الطريق ترى اعداد تتزداد يوما بعد يوم وترى السيارات تختفي حتى نصل الى مرحله توقف الحياه باستثناء سياراة الاجهزه الامنيه وبعض سيارات الاسعاف فقط من يتحرك فغزه اقتربت ان تصل مثل المشهد الصيني درجات هوائيه ومشي باعداد كبيره بدون وجود سيارات .

حتى لو وجدت سياره فانك ستدفع اكثر بكثير مما تدفعه بالايام العاديه فتضطر لتصمت والدفع بهذه الظروف الصعبه ويمكن ان تمشي وتمشي لكي تصل بيتك او مشوارك الذي خرجت من اجله فهذه هي غزه وعليك ان تستوعب كل مايحدث فاريد ان اطمئن من يخاف الانفجار ويحذر منه شعبنا في غزه لن ينفجر من اجل قضية مثل هذه .

هذه الاجواء سبق ان عشناها في قطاع غزه زمن الحرب والعدوان الصهيوني على قطاع غزه وحينها استخدم السائقين السيرج لتسير سياراتهم ويومها ظهرت كل ابحاث الارض لتمتدح هذا الجانب واخرى لتحذر من استخدامه فهكذا هي غزه ام المتناقضات وام الاختراعات .

والجميل ان وسط تلك الازمات المتلاحقه والتي يعيشها ابناء شعبنا تجد صوره مضيئه جميله فاستتاذ كيمياء بمخيم جباليا يضيء بيته وليس له علاقه بشركة الكهرباء منذ فتره طويله بواسطة الطاقه الشمسيه نتمنى تعميم تجربته وتبنيها حتى تصل الى كل مواطن في ظل تلاحق الازمات وهناك من ينتظر قدوم البواخر القطريه وربما الجزائريه لكي تمد قطاع غزه بالبترول او ان يتم اسقاط بكس الكهرباء من الجو ليضع كل واحد من ابناء شعبنا بكسه في شقته ويضي فيها على الفرج ياتي بالقريب .

المسيرات المليونيه بمناسبة يوم الارض الذي تتحدث عنها وسائل الاعلام والقادمه الى القدس وفلسطين عبر كل حدود فلسطين نستغرب لماذا يتم الاعلان عنها وشعبنا في قطاع غزه المحاصره يعاني من اشياء بديهيه في حياة العالم ومهدد مرضاه بالموت ان استمرت الازمه وكذلك الاحياء مهددين باشياء كثيره وهؤلاء يتظاهرون على الحدود ولا نعلم هل سيخترقونه لايصال بكس الكهرباء التي يجمعوها او سنموت قبل وصولهم .

حين تتحدث الى صديقك اوقريبك او أي احد عبر الجوال اول سؤال تسأله هل الكهرباء جايه عندكم ولا لا متى قطعت ومتى ستاتي هذه الفقره هي محور حياة اهل قطاع غزه اليوم واعتذارات على المشاركه في المناسبات الخاصه والعامه بسبب عدم توفر البنزين والديزل وعدم وجود مواصلات والناس اعتادوا على الاجواء الرومانسيه باضاءة الشموع وكل انواع المضيئات .

هل سنصل الى مرحلة ان الحياه كلها ستتوقف في غزه حتى يرضى المتعنترين الذين يصرحون تصريحات ليخربوا اتفاقيات او الذين يريدون ان يربحوا من الم ومعانيات شعبنا او الذين يزايدون على كل الشعب وبيوتهم مضائه ولا ينقطع التيار الكهرباء بسبب ان يستوردون عبر الانفاق بكس كهرباء تضيء بيوتهم لفترات اطول من باقي الشعب وهل النقل الحكومي سيحل ازمة التنقل بين المدن فحكومة غزه اصدرت تعليماتها بان يتم نقل كل من يجدوه على الطريق هل سيوصلوا كل ابناء شعبنا الذين يتحركون بين المدن حسب تعليمات السيد اسماعيل هنيه رئيس حكومة غزه .