كتب هشام ساق الله – بكيت مرتان الأولى حين وصلني خبر وفاة اخي وصديقي العزيز وفا سعيد حسني السقا يوم 2/11/2002 بعد ان مارس هوايته المفضله بلعب كرة القدم في نادينا غزه الرياضي وفجاه سقط مع صلاة المغرب متوفيا تم دفنه بسرعه وترك حسره في قلوبنا والثانيه حين اتصل اليوم بي الاعلامي سهيل نشوان رئيس رابطة الزمالك السابق بقطاع غزه وبشرني بولادة وفا ايمن السقا وطوال الطريق تجول براسي ذكرياتي مع الصديق وفا .
ولد وفا السقا في مدينة غزه يوم السادس والعشرين من اذار مارس عام 1964 ودرس في مدارس الرمال وانتقلت العائله للسكن في حي الدرج مقابل المسجد العمري الكبير بمدينة غزه وبدات علاقة صداقه قويه وطويله معه درسنا سويا في مدرسة هاشم بن عبد مناف الاعداديه بالقرب من مركز شرطة المدينة بداية حي السجاعيه وفي مدرسة يافا الثانويه وزادت علاقتنا فتره الدراسه الثانويه وكان زميلي في الثلاث سنوات بالمرحله الثانويه .
جرت في مدرسة يافا الثانونيه في بداية عام 1982 مظاهره حاشده كبيره تصدى فيها طلاب المدرسه لقوات الاحتلال الصهيوني واقتحمت الدبابات الصهيونيه المدرسه وقام جنودها باقتحام الفصول الدراسيه واخراج من شكوا بالمشاركه في تلك المظاهره القويه التي تسجل في تاريخ المدرسه ويومها اجروا اعتقالات واسعه في صفوف الطلاب وكان وفا احد المعتقلين تم اقتيادهم الى معتقل انصار 2 في مدينة غزه على شاطىء البحر .
وتم محاكمته واصدار حكم ودفع غرامه ماليه وقد شاهدته بعد عدة أيام زرته في بيته وكان جسده كله عليها علامات ضربات جنود الاحتلال ازرق اللون وكان لا يستطيع المشي من كثر ماتم ضربه من جنود الاحتلال وقد رافقته الى حمام السمره وقام بعمل عدة جلسات على بلاط الحمام الساخن وتاخر عن الدراسه عدة اسابيع كنت اقوم باعطائه ماتم شرحه في الفصل وكان وفا من الطلاب المتفوقين .
وكان دائما اسمي واسمه وراء بعض في الامتحانات كوني الهاء والواو في حروف الهجاء وكان بامتحان الثالث الاعدادي خلفي وبالتوجيهي ايضا وذهبنا سويا الى الجامعه الاسلاميه ودخلنا نفس الكليه التجاره ولكنه تخصص اقتصاد وانا محاسبه والتحقنا سويا في صفوف حركة الشبيبه الطلابيه ربما كان هو اسبق مني في الانتماء لمعرفته بقيادة الحركه الطلابيه .
وفا كان من اكثر الطلاب المنتمين لحركة الشبيبه في الجامعه الاسلاميه وكان نشيطا وحيويا ومثقفا ومبادرا بشكل غير عادي وتزاملنا في لجنة شبيبة الرمال وكان عضوا في طليعة اللجنه انا وهو ومعنا اخوه اخرين وهو اول من عرفني بالاخ والصديق توفيق ابوخوصه حين دخلت نادي غزه الرياضي لاول مره في حياتي عام 1982 وحينها سجلني باللجنه الثقافيه في النادي وكان رحمة الله عليه صديقا لكل كادر فتح من رفح حتى بيت حانون فهو من النوع النشيط .
كان بيتهم مقابل الجامعه في عمارة صهيون بعد انتقالهم من البلد لكنه كان قلبه معلق في حي الدرج والمسجد العمري الكبير فقد كان يمضي اكثر وقته هناك في حارتنا حارة بني عامر وكم كنا نجول بشوارع غزه العتيقه معا وفي سوق الزاويه وشارع فهمي بيك الحسيني وميدان فلسطيني كم هي جميله تلك الشوارع واهلها الطيبين .
اذكر حين اللجنه في قطاع غزه بطولة الشهيد شرف الطيبي للجان الشبيبه في مخيم الشاطىء وشاركت فيه لجنة شبيبة الرمال على ملعب بمخيم الشاطىء في السوق الرئيسي ويومها فازت لجنة شبيبه الرمال على لجنة شبيبة بيت حانون ولجنة شبيبة مخيم جباليا ووصلنا الى المباراه النهائيه مع لجنة شبيبة عبسان الكبيره في القرى الشرقيه وتوقفت البطوله حين داهم عناصر المخابرات الصهيونيه الملعب وشرد كل من تواجد هناك ويومها قررنا اعطاء الكاس للاخوه في عبسان واخذت لجنة شبيبة الرمال درع الشهيد ماهر البورنو وكان لوفا الحظ بادخال اهداف المباريات .
وفا كان اشملي ولديه خط جميل جدا ويكتب بشكل رائع اجمل من خطوط الخطاطين المحترفين حين يكتب كانك ترى كلام مطبوع على الماكينه او كالذي هو موجود الان وكان لديه ذاكره وقدره عاليه في حفظ الارقام واعياد الميلاد والمناسبات الجميله ودائما كان يبادر ويذكر اصدقائه بمناسباتهم الجميله والحلوه .
وشارك معنا في تاسيس مكتب اطلس للتوثيق والاعلام وتخرج من قسم الاقتصاد في الجامعه الاسلاميه وكان متفوقا وضمن عدد قليل تخرج من هذا القسم الصعب وكان معنا حين شاركنا باعادة الرياضه في الانتفاضه الفلسطينيه الاولى في مخيمات الاطفال بنادي غزه الرياضي فقد كان مخلصا في كل شيء محبا للعمل الوطني .
في بداية السلطه الفلسطينيه عمل في وزارة التخطيط والتعاون الدولي ثم انتقل للعمل في المجلس التشريعي الفلسطيني ثم اصبح على كادر ديوان الموظفين مفروزا على حركة فتح دائرة العلاقات الدوليه التي كان يراسها انذاك الاخ هاني الحسن عضو اللجنه المركزيه وكان مسئول الدائره ألاقتصاديه فيها حتى وفاته رحمة الله عليه .
وفا سرقه الموت من بيننا ولم يتزوج وترك حسره في قلب والدته اطال الله عمرها حتى ترى وفا الصغير ابن ايمن امامها يمشي ان شاء الله ومبروك للاخ والصديق ايمن ابنه الثاني وفا متمنين له مستقبل زاهر ووطني وان يراه كبيرا ويزوجه ان شاء الله ومبروك لاعمامه حسني واكرم وعماته سها ومها وهنا وعموم ال السقا وجده لوالدته الاستاذ الصديق عبد الله حتحت وكل اصدقاء وفا وكل جيرانه الكرام واسرة نادي غزه الرياضي وكل من عرف هذا الرائع المرحوم وفا سعيد السقا متمنين للمولود وفا ايمن السقا الصحه والعافيه