كتب هشام ساق الله – رحم الله الفدائي المقاتل الطبيب والمفكر الفتحاوي محجوب عمر هذا المناضل الذي امضي حياته مقاتلا يحمل هموم أمته العربية على كاهله فقد اعتقل في مصر زمن الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر وخرج منها ليقاتل في الجزائر شارك ثورتها في كفاحه وحمل البندقيه والمشرط ومارس قناعاته الثوريه وحين انتصرت الثوره الجزائريه شارك الثوره الفلسطينيه نضالها والتحق في صفوف الحركه في عمان وانتقل معها الى لبنان وشارك بكل معارك الثوره الفلسطينيه .
هذا المصري الاصل والقبطي الديانه والقومي المشاعر والفتحاوي الانتماء القائد المعلم الذي نعاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم وكذلك حركة فتح واشادوا بدوره النضالي والتعليمي وفكره الثوري الخلاق المناضل العربي الكبير محجوب عمر ‘رؤوف نظمي عبد الملك’ عضو المجلس الثوريي السابق لحركة فتح والذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض في القاهرة.
ويذكر ان محجوب من مواليد 8/4/1932 بالمنية بصعيد مصر، وهو طبيب مصري قبطي ومن مناضلي الحزب الشيوعي المصري حتى سنة التحاقة بالثورة الفلسطينية، وكان الشهيد القائد مثالا للتضحية والعمل الحركي ومن المفكرين الذين اسهموا اسهامات كبيرة في دفع الثقافة العربية والنضالية في المنطقة الى الامام.
واستذكر الرئيس، في بيان النعي، مناقب الراحل الكبيرة ومسيرته النضالية الطويلة، ودوره الرائد في الدفاع عن فلسطين، أرضا وقضية ومقدسات، حيث التحق بحركة فتح في العام 1967 مقاتلا في صفوفها ومسؤولا للقطاع الجنوبي ومفوضا سياسيا لقوات الثورة الفلسطينية في الاردن ولبنان، وقد كانت له مواقف قيادية مشرفة في تعزيز العلاقة بين الثورة الفلسطينية والشعب الاردني الشقيق، وانتقل الى لبنان مع قوات الثورة الفلسطينية حيث تم تعينة نائبا لمدير عام مركز التخطيط الفلسطيني. وكان المناضل محجوب مساعدا مقربا من الشهيد القائد ابو جهاد والشهيد القائد المؤسس الخالد ‘ابو عمار’ .
وكانت كرمت وزارة الثقافه الفلسطينيه ووزيرها السابق الاخ يحيى يخلف المرحوم عمر محجوب وبحضور سفير فلسطين بالقاهرة وبحضور عدد من الأصدقاء والـمثقفين الـمصريين،بناء على قرار الرئيس بمنحه وسام نجمة القدس الشريف .
التحق عام 71 المغفور له محجوب عمر في كتيبة نسور العرقوب بقيادة القائد الفذ نعيم وشاح في منطقة الـمنطار – محافظة طرطوس في سورية حيث كانت الكتيبة تقوم بعملية إعادة تدريب وتنشيط، وكان الدكتور محجوب يقوم بدور الـمفوض السياسي يثقف الشباب ويناقشهم ويشد إزرهم بحضوره بينهم.
ولمن لايعرف الشهيد نعيم وشاح دون أن أقف عنده فهو القائد الأمي والـمقاتل الصلب وعضو الـمجلس الثوري، عرف النضال مبكرا وكان من الطلائع الفتحاوية الذين مارسوا القتال والنضال منذ بدايات الحركة وتمتع باحترام وتقدير كافة الكوادر والـمقاتلين وكان حضوره مميزا حتى أثناء اللقاءات مع القيادة.
شجاع، صادق ومتواضع قاد الدوريات والـمقاتلين في احلك الظروف، وابدى استعدادا للتضحية والعطاء بدون حدود، ونما وتطور فكريا وتعلـم القراءة والكتابة وابدع في دورة الضباط في الصين ونال اعجاب مدربيه من الجنرالات، واصبح مرجعا للضباط والـمقاتلين في القواعد منهم زياد الأطرش ، أبو ذر، علاء، عمر، طارق، وموسى العراقي بلال، صقر، خليل، الحاج حسن، كمال، محمد علي، شاستري، واصبح رمزا للـمقاتل في فتح، قليل الكلام كثير العطاء حتى تعابير وجهه لـم تكن بعيدة عن صلابة صخور الصوان الفلسطينية.
ويقول عنه اللواء راجي النجمي عضو المجلس الثوري لحركة فتح ” مع بداية الحرب الأهلية في لبنان كان الدكتور محجوب في بيروت حيث ذهب وعاش بمخيم تل الزعتر الـمحاصر فترة في تلك الأيام الـمرة، وبعدها انتقل للعمل في مركز التخطيط في بيروت حيث كان قلب ولولب الـمركز، فقد كان كاتبا، ومحاضرا ومحاورا في كافة الدورات الكثيرة وايضا مستشارا للقيادة وخاصة الأخ الرئيس والأخ أبو جهاد.
وخلال نفس الفترة كان له علاقة مميزة مع الأخ جواد ابو الشعر قائد الـميليشيا بالساحة اللبنانية ومن أفضل كوادر فتح السياسية والعسكرية وترك استشهاده اثرا كبيرا في نفس الدكتور محجوب، الذي ساهم الى حد كبير بتطوير الكادر، عبر دورات للإدارة والسياسة والامن وحرب الشعب طويلة الامد، فكان الـمحاضر الـمستعد دائما لاعطاء ما لديه حيث يطلب منه، ودودا مبتسما وغالبا يحب النكتة السياسية واسع الصدر والعلـم، وكان في معركة بيروت العام 82 يتنقل من موقع لآخر يشيع الامل والبسمة في أحلك الظروف وأشدها قسوة، وبعد الـمعركة غادر بيروت مع القيادة والـمقاتلين.
التقيت الدكتور محجوب مجددا أواخر العام 83 حيث كان يقف على رصيف الـميناء في تونس يستقبل الـمقاتلين الذين غادروا طرابلس بعد معركة القرار الوطني الفلسطيني الـمستقل، وكان لقاء حارا، وتكررت اللقاءات في ربوع تونس خلال زيارته الـمتكررة للقيادة.
عدت والتقيته في غزة حيث اصر على حمل الجواز الفلسطيني وكذلك زوجته السيدة منى وبالصدفة تم لقاء بحضوري بين الـمرحوم فتحي البلعاوي والدكتور محجوب حيث تذكرا وجودهما بالسجن العام 54 رغم الـمواقع السياسية الـمختلفة فالدكتور محجوب كان مسجوناً كعضو في الحزب الشيوعي الـمصري.
ذهبت برفقته لزيارة القدس، وتجولنا فيها زار الاماكن الـمقدسة وسرنا بشوارع القدس العتيقة واستراح من اعباء السير في مقهى تناولنا الشاي والقهوة وكانت زيارته الاولى للقدس. ابدى اعجابه وتقديره وقال لي القدس لقمة كبيرة على اسرائيل، بمبانيها وقدسيتها وسكانها وفي مرة اخرى زار رام الله ونام فيها والتقى عائلة ايوب خميس أبو لبن “حركي محمود محمد سعيد” الامبلانس الذين حاولوا معرفة اخبار ابنهم الذي فقد عام واحد وسبعين وكتب محجوب مقالا عنه لقربه منه وقاموا بواجب اكرام الدكتور محجوب.
حارب محجوب في الثورة الفلسطينية ونفذ عمليات داخل الأراضي المحتلة، ثم انتقل مع فتح إلى بيروت عقب أحداث أيلول الأسود، وفى بيروت شارك فى تأسيس مركز الدراسات الفلسطينية، حيث ترجم مئات الكتب والمقلات والدراسات الإستراتيجية التى تهم الثورة، أو التى تدرس الداخل الإسرائيلى وكيفية التعامل معه.وقضى محجوب عمر أبرز سنوات عمره فى حركة فتح مناضلا فى الأردن ولبنان، وكان أحد أبرز معاونى خليل الوزير أبو جهاد الرجل الثانى فى حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية قبل ان يترك أبو جهاد لبنان وينتقل لتونس التي استشهد فيها.
ومع رحيل أبو جهاد للبنان عاد محجوب عمر أو الحكيم، كما كان يطلق عليه أصدقاؤه وتلاميذه من بيروت إلى القاهرة عام 1987، وأسس فرعا لمركز الدراسات الفلسطينية فى القاهرة، وهو المركز الذى كان مقره حى الفكهانى فى بيروت وفجرته إسرائيل ونجا منه الحكيم بأعجوبة، لكنه دفن العديد من تلاميذه وزملائه الذين استشهدوا فى هذا الهجوم.