كتب هشام ساق الله – مركز عبد المحسن القطان الرابض مقابل ملعب اليرموك التاريخي في مدينة غزه يقدم العلم والفرح والسرور لأطفال قطاع غزه الذي يتقززون كل يوم من الغارات الصهيونية التي تحدث صوت مرعب أثناء نومهم وأيضا في ساعات النهار مما يجعل هؤلاء يعيشوا ظروف استثنائية مختلفة عن التي يعيشها أمثالهم في كل ارجاء العالم .
مركز قطان هذا المركز الذي يستطيع ان يقدم كثيرا من الفرح والامل والسعادة لمجموعه كبيره من الاطفال فلديه مكتبه نوعيه لكتب الاطفال وكذلك مركز للحاسوب وبرامج ترفيهية للأطفال وعروض تلفزيونيه ونشاطات كثيرة يستمتع فيها الأطفال .
لفت انتباهي تقرير قام بعمله الصحافي المتميز علاء الحلو ومجموعة من الصور التي وصلتني عبر الايميل لهؤلاء الأطفال المحرومين من الضحكات والبسمات والذين يعانون كبت وضغط غير عادي جراء العدوان الصهيوني المتواصل لشعبنا وتراهم يبتسمون وهم يشاهدوا الالعاب والحركات التي تقدم لهم .
هذا المركز الاستثنائي الموجود في مدينة غزه يجعلنا نتمنى ان يكون مثله 100 مركز اخر وبأسماء مختلفة او بنفس الاسم المهم ان تقدم تلك المراكز البسمة والضحكة لهؤلاء الأطفال المضغوطين والمعكوكين بهم الوطن وهم في عمر الزهور .
وتقرير الاخ الصحافي علاء الحلو الذي نشر في صحيفة القدس المقدسيه هذا جزء منه “الفرح والضحكات البريئة امتزجا معا ليصنعا جواً من المرح والسرور خيم على مئات الأطفال داخل أسوار مركز القطان للطفل وسط مدينة غزة, من خلال الألعاب الجماعية والأنشطة الترفيهية والعديد من الفعاليات الخاصة بيوم المياه العالمي, والتي حولت برودة الطقس لدفء ولعب ونشاط ” .
ووقف أطفال المركز وأطفال المدارس التي زارت القطان مجتمعين لرؤية الأنشطة والمشاركة في الألعاب والمسابقات, حيث قام المنشطون بتجميع الأطفال في مدخل المركز لمشاهدة عروض الفقاعات الضخمة وفقرة الساحر والألعاب التي توجههم نحو الحفاظ على المياه كونها من أساسيات الحياة.
ومن تلك الألعاب تجميع فريق للبنات وآخر للأولاد ووضع كاسة بلاستيكية ممتلئة بالمياه في فم كل طفل على أن يقوم بجمع الفواكه البلاستيكية عن الأرض دون أن يسكب المياه من الكاسات, كذلك لعبة لتمرير كاسة أخرى من المياه على الأطفال دون سكب المياه, وقد فاز فريق الأولاد في اللعبة الأولى وفريق البنات في الثانية.
وتأتي هذه الأنشطة ضمن فعاليات يوم المياه العالمي والتي ينفذها مركز القطان للطفل بالشراكة مع مصلحة مياه بلديات الساحل ومؤسسة الضمير لحقوق الإنسان, وبتمويل من اليونيسيف, وذلك من أجل تعريف الطفل على أهمية وجود المياه والعناصر التي تتكون منها ومزج ذلك بالأمن الغذائي, ضمن سلسلة أنشطة بدأت في 11 مارس وستستمر حتى 22 مارس الجاري, يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الواحدة ظهراً في مقر المركز بغزة.
وتستهدف تلك الفعاليات 2000 طفل من أطفال القطاع, حيث تم التنسيق مع عدة مدارس حكومية ابتدائية وإعدادية, بواقع 200 طفل وطفلة يومياً, سيتعرض الأطفال خلال تلك الفترة للعديد من الفعاليات المميزة التي تهدف إلى توصيل المعلومات المتعلقة بالمياه والأمن الغذائي بشكل علمي ممزوج بالترفيه والسلاسة من أجل تسهيل عملية وصول المعلومة.
كل الاحترام والتقدير لمؤسسة عبد المحسن القطان على مشروعه الرائع وبرامج مركزه في مدينة غزه وكذلك مشروعه في مؤسسة خطوات لتنمية قدرات اللاعبين الرياضيين في كرة القدم وكرة السله وعدد من الانشطه الرياضيه التي تمولها هذه المؤسسه الرائعه .
ولِد عبد المحسن القطّان في مدينة يافا في 5 تشرين الثاني 1929حيث عمل والده حسن في تجارة البرتقال المزدهرة. والدته هي أسماء خضر، وأصلها من مدينة اللّد لكنها من أبوين مصريين استقرا في فلسطين بعد الفرار من مخيّمات العمل الاستعماريّة التي أنشئت لبناء قناة السويس في نهاية القرن التاسع عشر.
كان والد عبد المحسن أميّا، لكنه على الرغم من ذلك أدرك وزوجته أسماء (والتي كانت متعلّمة جزئيّا) أهميّة التعليم الرسميّ لأطفالهما خلال السنين الصعبة التي توسطت الحربين العالميتين حين واجه المجتمع الفلسطيني التقليديّ المعزول نسبيّا متطلّبات القرن العشرين القاسية مع بدء حكم الانتداب البريطاني وزيادة الهجرة الصهيونيّة إلى البلاد.
التحق عبد المحسن بادئ الأمر بالمدرسة الأيوبية في يافا، وحين بلغ الخامسة عشرة من عمره، دخل الكلية العربية في القدس التي كان يديرها أحد كبار المربيين الفلسطينيين آنذاك ، خليل السكاكيني. إزدهر الشاب في تلك البيئة العلمانية والقومية مُبدياً اهتماماً كبيراً بالشعر والتاريخ العربي والإسلامي. وقد استمر عبد المحسن في إعجابه بمدير مدرسته حتى بعد وفاة السكاكيني العام 1955.
في نهاية الحرب العالمية الثانية، وخلال فترة إقامته في القدس، تم استدعاء عبد المحسن إلى يافا من أجل وداع والده الذي كان على فراش الموت، نتيجة تعرضه لجلطة في الدماغ. وفي العام 1947، التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، حيث بدأ في دراسة العلوم السياسية والاقتصاد، ولكنه لم يدرك وهو يودع عائلته الثكلى أن زيارته تلك إلى يافا لن تتكرر قبل مضي واحد وخمسين عاماً.
مؤسسة عبد المحسن القطَّان اليوم إحدى أهم المؤسسات التعليمية والثقافية في العالم العربي، بميزانية سنوية تزيد على 2,2 مليون دولار مجمل مصاريفها ممول ذاتياً من قبل صندوق عائلة القطَّان الخيري، وفيها ما يقارب السبعين موظفاً الذين يعملون في رام الله، وغزة، ولندن. والمؤسسة تمثل سابقة في الاستقلالية والشفافية والابتكار في مجالات عدة تدخلت فيها، وقد أنشأت المؤسسة كذلك شبكة واسعة من الشركاء أفراداً ومؤسسات في عدد كبير من الدول على المستويين الشعبي والرسمي.
وعلى مدى الأربعين سنة الفائتة، قدم عبد المحسن القطَّان كذلك دعماً لعدد من المؤسسات الأخرى، ومنها: مؤسسة التعاون، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، والجامعة الأمريكية في بيروت، ومركز دراسات الوحدة العربية، وجامعتي بيرزيت والنجاح، ومؤسسة أحمد بهاء الدين في مصر.