كتب هشام ساق الله – منذ إطلاق سراح الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار وهم يعيشون لحظات من القلق على مستقبلهم ورواتبهم الشهرية فبخروجهم من المعتقل بدأت مأساة جديدة في كيفية تقاضيهم لرواتبهم وهم أحرار خارج المعتقلات الصهيونية وبدا البحث عن كيفية تقاضي هؤلاء الأسرى المحررين لرواتبهم .
الاحتفالات الشعبية الكبيره التي اقيمت لهؤلاء الاسرى الأبطال الذين امضوا سنوات طويله من عمرهم داخل سجون الاحتلال الصهيونيه والوعود الذي تلقوها بتعويضهم بجزء يسير عما أمضوه داخل قلاع الأسر وتزويجهم وتأهيلهم واستكمال دراستهم ومنحهم بيوت و رواتب تليق فيهم تمكنهم من العيش بكرامه وبناء أسره جديدة ذهبت أدراج الرياح .
هؤلاء اليوم وصلوا الى طريق مسدود ومماطلة كبيره بين الإدارة والتنظيم في المؤسسه العسكريه ووزارة الماليه وكل جهة تحيلهم الى الجهة الأخرى للهروب من مسؤولياتهم فقد اتخذ قرار رئاسي بان يتم تفريغ كل الأسرى المحررين وخاصة اسري منظمة التحرير الفلسطينية على الكادر العسكري ومنحهم رتب عسكريه وفق تاريخ كل واحد منهم النضالي وسنوات الاسر التي امضاها في داخل سجون الاحتلال ويتم بعدها احالته الى التقاعد المبكر .
وزارة الماليه الفلسطينيه بعد اطلاق سراح الأسرى المحررين بدات بصرف نصف الراتب الذي يمنح للأسير داخل سجون الاحتلال الصهيوني حتى اكتمال إجراءاته الخاصة في مؤسسة التامين والمعاشات الفلسطينيه وفق قرار الرئيس محمود عباس بتحويلهم على المؤسسه العسكريه واحالتهم الى التقاعد المبكر ولازال الجميع ينتظر تطبيق القرار بشكل فعلي وميداني فكل الاسرى راجعوا مؤسسة التامين والمعاشات جزء منهم تم ابلاغهم انه لاينطبق القرار عليه .
فوجىء جزء كبير من هؤلاء بان اعمارهم اقل من 45 عام وفق مرسوم الرئيس السابق باحالة كوادر المؤسسه الامنيه بحيث لايقل اعمارهم عن 45 عام وهذا يتطلب ان يتم احالتهم الى المؤسسه المدنيه وبوظائف في مختلف الوزارات وهؤلاء المحولين لا يحملون شهادات جامعيه بسبب اعتقالهم وهذا سيؤدي الى تخفيض رواتبهم وهم يفضلون ان يتم احالتهم مثل زملائهم بشكل جماعي على الكادر العسكري واحالتهم الى التقاعد .
الشد والجذب بين مؤسسات السلطه ومتابعات وزارة الاسرى والمحررين من خلال الوزير عيسى قراقع ونادي الاسير الذي يراسه الاخ قدوره فارس تجعل هؤلاء الشباب امام فكرة الاعتصام والاضراب احتجاج على تعطيل تلك القرارات في مؤسسات السطله الفلسطينيه وهذا الامر سيحرج السلطه امام الجماهير ويعيد الى الأذهان الموعودات التي قطعها الجميع بمساعدة هؤلاء وايلائهم الرعايه العاليه وتسهيل امورهم الحياتيه .
هؤلاء الشباب المحررين وجهو رسائل عديده عبر لقائم الاخير مع الدكتور نبيل شعث عضو اللجنه المركزيه لحركة فتح اثناء زيارته الى غزه قبل اكثر من شهرين والدكتور زكريا الاغا عضو اللجنه التنفيذيه والمركزيه وعن طريق عضو اللجنه المركزيه الجديده الاخت امال حمد وعبر نواب في المجلس التشريعي يطالبوا بإنهاء قضيتهم بأسرع وقت ممكن حتى يعيشوا حياه كريمه .
لا نريد لهؤلاء ان يعيشوا ماعاشه المناضل الأسير المحرر الشهيد وليد شعث الذي امضى واحد وعشرين عام في الاسر الصهيوني وحين خرج تم استقباله استقبالا جماهيريا حاشده وتلقى المكالمات من كافة المستويات السيساسيه والقياديه وحين بدا بالعيش وتزوج بدا يبحث عن راتبه التقاعدي وضع في نفس الموضع الذي يعيشه هؤلاء الشباب بين الشد والرخي حتى انقهر وأصيب بجلطه أدت الى وفاته وبعد وفاته تم تعيينه برتبة عقيد في الاجهزه الامنيه واحالته للتقاعد ولم يفرح هذا الرجل برتبته ولم يتقاضى راتبه من هذا التعيين .
مأساة الشهيد المناضل وليد شعث ماثله ولازال الجميع يذكرها وهؤلاء الابطال المحررين سيقومون بخطوات نضاليه في يوم الكرامه الفلسطينيه في 21/اذار مارس القادم ليعيدوا لانفسهم كرامتهم بتسول حقهم الشرعي الذي قرره الرئيس محمود عباس لهم وعدم تنفيذ تعليماته بين مؤسسات السلطة الفلسطينية وخاصة وان الظرف الاقتصادي سيء الذي يعيشه شعبنا ولا يستطيع هؤلاء الأبطال العيش بنصف المخصص الذي كانوا يتلقوه داخل الأسر هم وأسرهم .