كتب هشام ساق الله – وصلني أيميل من الاخ عبد الناصر فروانه الباحث في شؤون الاسرى والمحررين بعنوان ” فروانة مؤتمر جنيف مهم ولكن من الضروري اشراك أهالي الأسرى ” ولفتت نظري فقره وردت بالخبر ” وناشد فروانة كافة ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة ممن تلقوا دعوات مماثلة للمشاركة في مؤتمر ” جنيف ” وبإمكانهم أو بإمكان مؤسساتهم تغطية تكاليف سفرهم كما هو مطلوب في الدعوات ، بأن يصطحبوا معهم ممثلين عن أهالي وأطفال الأسرى كحد أدنى لما لذلك من أهمية فائقة ودلالة كبيرة ، خاصة وأن ” الأمم المتحدة ” لا تعارض مشاركتهم وغير ملزمة بتحمل نفقات سفرهم واقامتهم ” .
وعلى الفور تذكرت الموقف الذي اتخذته الشخصيات ومؤسسات حقوق الانسان حين حضر بان كيمون الامين العام للامم المتحده الى غزه لافتتاح عدد من مشاريع وكالة الغوث ورفضهم للقائه بسبب ان الوفد الذي تم اختياره لايتضمن أي من عائلات الاسرى المعتقلين داخل سجون الاحتلال الصهيوني وماجرى من مزايده بهذا الامر وتم الغاء اللقاء .
ادركت بان هؤلاء الشخصيات والمؤسسات لا يعملوا من منطلق خدمة القضايا التي يرفعون شعاراتها عاليا وأسست مراكزهم لهذا الشان والغرض فالامم المتحده تدعوهم لحضور مؤتمر دولي للاسرى والكثير منهم يتحفظ ويترقب ويدرس التكاليف الماليه والامكانيات ويحول الامر الى الموظفين لدراسة الامر وترشيح احدهم بهذه المؤسسه او تلك لحضور هذا المؤتمر بدون ان يتم التحضير والإعداد والإبداع والابتكار لمثل هذه المؤتمرات الدولية التي تقام بشان الأسرى .
كل تلك المؤسسات الحقوقيه التي تلقت دعوات لديها موازنات لحضور مثل هذه المؤتمرات وكذلك اخراج عدد من الباحثين وكذلك اهالي الاسرى ضمن وفدها والمشاركه باوراق عمل وحضور حقيقي مثل هذه المؤتمرات على طريق تدويل هذه القضيه بالمحافل والمؤسسات الدوليه ولعل هذا المتمر احدها واهما الذي يعقل خلال الشهر القادم .
حضور مثل هذه المؤتمرات له وجه اخر لايعرفه الناس وهو السياحه والسفر والتسوق وحضور الموظفين العاملين بهذا المركز او ذاك اكثر من المشاركه الفعليه في مثل هذه المؤتمرات الدوليه الهامه والتي تقام في قضيه طالما تشدقت تلك المراكز والمؤسسات في الحديث عنها والنضال من اجل تدويل قضية الاسرى والمحررين .
لازال اخي عبد الناصر هناك متسعا لبعض هذه المراكز بارسال اسرى محررين واسر مناضلين لازالوا معتقلين في سجون الاحتلال يعاني البعض منهم من امراض خطيره وكذلك اسرى امضوا سنوات طويله في الاسر ووجود حالات فقدت عقولها واصبحت لاتميز بين السجن والحياه بالخارج فهي خارج دائرة الفهم والادراك .
رؤساء ومدراء تلك المراكز التي تعنى بحقوق الإنسان يتوجب ان يسارعوا الى تلبية هذه الدعوات برص صفوفهم والتحضير الجيد والكبير لهذه الدعوه واعداد اوراق عمل واصطحاب باحثين مهتمين واهالي اسرى وخبراء ضمن وفودهم فلطالما دعو الى تدويل قضية الاسرى لا ان يتم ارسال موظفين يقومون بعملية تسوق وسياحه والحضور فقط بدون المشاركه الفعاله في مثل هذه المؤتمرات الهامه .
تعقد منظمة الأمم المتحدة الدولية مؤتمراً أيام 3-4-5 ابريل 2012 في مقرها بجنيف لمناقشة قضية الأسرى وتحت عنوان ( الأسرى في السجون الإسرائيلية ومراكز الإعتقال : الآثار القانونية والسياسية ) بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء والمراقبين و نخبة من الشخصيات المعنية وممثلي المجتمع المدني والمؤسسات المعنية بالأسرى وحقوق الإنسان ، وسيلقي وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع كلمة رئيسية خلال الجلسة الأولى من المؤتمر في يومه الأول .
و أعرب فروانة عن تقديره لهذه الخطوة الهامة والتي تأتي استكمالاً لمؤتمر الأمم المتحدة الذي عقد في ” فينا ” في مارس / آذار من العام الماضي 2011 ، بتنظيم ورعاية من قبل منظمة الأمم المتحدة الدولية ، والذي سيساهم في تسليط الضوء على أوضاع الأسرى وفضح ما يتعرضون له من انتهاكات فظة تتناقض وبشكل فاضح مع كافة المواثيق والأعراف الدولية ، وفي ظل التصعيد الخطير من قبل سلطات الإحتلال وادارة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى ، و تردي أوضاعهم المعيشية والإنسانية والصحية.
وتمنى فروانة بأن يخرج المؤتمر بتوصيات تخدم قضية الأسرى وتخفف من معاناتهم وتساهم في ضمان حريتهم ، ووضع آليان عملية لمتابعتها وترجمتها و لتنفيذها على أرض الواقع حتى لا تبقى حبرا على ورق على رفوف مكتبات الأمم المتحدة .
وفي السياق ذاته دعا فروانة الى ضرورة الضغط على الأمم المتحدة لإستضافة مجموعة من ممثلي أهالي الأسرى والفعاليات الناشطة في هذا المجال والمهتمين بهذه القضية ، لما لذلك من أهمية وبما يمنح المؤتمر زخما أكبر .
وقال فروانة بأن الدعوات الكثيرة التي وجهت لمؤسسات المجتمع المدني وللشخصيات الناشطة في هذا المجال بما فيها الدعوة التي وجهت له شخصيا ، تحد من المشاركة لأنها تستدعي من الحضور ولمن يرغب بالمشاركة بتحمل تكاليف السفر والإقامة بالكامل .
وأضاف : لهذا اعتذر عن المشاركة لأنه لا يستطيع تغطية التكاليف بالكامل ووجه رسالة بهذا الخصوص للجهة المسؤولة عن المؤتمر في الأمم المتحدة .