كتب هشام ساق الله – الشهيد اللواء احمد حسن مفرج ابوحميد الذي استشهد في فجر يوم الجمعة الحزين الموافق 8/3/2002 وهو يقاتل قوات صهيونيه دخلت الأراضي الفلسطينية هو ومجموعه من مرافقيه ومساعديه واشتبك معهم في معركة شرسة استشهدوا جميعا وهم الشهيد الملازم إيهاب الثلاثيني الشهيد الرائد اشرف النجار الشهيد /المقدم رياض القصاص الشهيد المقدم عارف حرز الله
ويقول الشهيد الرئيس ياسر عرفات عن رفاقه في حرب بيروت عام 82 والتي استمرت 88 يوم بشكل متواصله صبت خلالها قوات الاحتلال الصهيوني حمم غضبها على ابناء شعبنا الفلسطيني واللبناني في معركه بطوليه ان الوحيد بقيادات الثوره الفلسطينيه الذي لا يستطيع الرئيس ابوعمار ان يزاود عليه وكان الى جانبه طوال تلك الايام الصعبه ولم يخلع بسطاره العسكري هو الشهيد احمد مفرج ابوحميد .
التقيته للمرة الأولى مع مجيء السلطة الفلسطينية حيث كنت بصحبة رحله نظمها نادي غزه الرياضي لمخيماته الصيفيه لزيارة موقع الامن الوطني في القياده الجنوبيه وقد استقبلنا يومها الاخ العقيد في ذلك الوقت محمود حجازي اول اسير لحركة فتح حيث كان يومها مسؤول العلاقات العامه ومعه الاخ الصديق سري القدوه العائد انذاك من اليمن مع القوات وحضر اللواء ابوحميد الفارع الطول الذي يرتدي الزي العسكري والقي يومها كلمه رائعة بأطفال نادي غزه الرياضي .
وقام يومها الاخ إسماعيل مطر عضو مجلس ادارة النادي والمشرف العام على المخيم انذاك بتسليمه زي مخيم الاطفال بنادي غزه الرياضي الذي اعتز يومها بهذه الهديه الغالية وقبل شعار النادي حيث ابلغنا انه كان لاعبا في صفوف نادي غزه الرياضي ضمن صفوف فريق كرة السله وهو سعيد بهذه الزياره وتم تكريمه هو وكوكبه من العائدين الى الوطن في حفل اقامها نادي غزه الرياضي بعدها .
كان رجلا مناضلا متواضعا الى ابعد الحدود وعسكري بمعنى الكلمة معتد بفتحاويته محب لأصدقائه دائما على راس عمله طوال الوقت رحم الله هذا الفارس الشجاع الذي مات واقفا كالاشجار وهو يقاتل حتى اخر رمق فيه وقد كانت جنازته عسكريه جماهيريه .
_ ولد الشهيد أحمد حسن مفرج في سنة 1938 ثم التحق بدبلوم العلوم العسكرية بجمهورية مصر العربية عام 1963م، وكان من مؤسسي التنظيم السري لحركه فتح وقائد الكفاح المسلح في لبنان في 1978م .
_ كان قائد الساحة اليمنية في 1983م، كما إنه كان قائدًا لقوات صبرا وشاتيلا وعضو المجلس الثوري لحركه فتح وعضو المجلس الأعلى وعضو المجلس المركزي وكان قائداً للمنطقة الجنوبية.العودة للوطن وبعد عوده السلطة الوطنية لأرض الوطن سنه 1994م .
_ اختار الشهيد اللواء أبو حميد مدينة خان يونس ليعمل بها كقائد للمنطقة الجنوبية نظرًا لارتباطه بهذه المدينة، حيث كان بها قبل حرب 1967م،فمن هنا ارتبطت خان يونس بالشهيد أبو حميد وارتبط الشهيد أبو حميد بهذه المدينة.
ويقول الرائد علي مبارك الذي كان من أكثر المقربين للشهيد اللواء ومن أعز أصدقائه:’لقد كانت معرفتي بالشهيد أبو حميد من خلال مراحل النضال الفلسطيني بحركة فتح بلبنان حيث كان أبو حميد من أبرز قاده الحركة منذ بدء الكفاح المسلح، وبدأت معرفتي الرسمية به بعد خروج الثورة الفلسطينية من لبنان لليمن وحيث كان أبو حميد قائد الساحة اليمنية للقوات الفلسطينية
فمنذ ذلك الوقت بدأت علاقتي الحميمة والمباشرة به،ونظرًا لتركيبة اليمن العشائرية ولطبيعتها الجغرافية التي اتسمت بها كبلد محافظ فكانت تحتاج إلى قادة محافظين فظهر أبو حميد ليطابق هذه الطبيعة اليمنية فحافظ عليها من خلال قيادته للقوات الفلسطينية باليمن كما حافظ على نقاء الثورة الفلسطينية وسمعة النضال الفلسطيني،الأمر الذي أسس لعلاقة حميمة مع الشعب اليمني حتى الآن.
وأضاف الرائد مبارك أن كل ذلك يعود للقدرة العالية والانضباطية الرفيعة التي كان يتمتع بها أبو حميد، فانعكس ذلك على القوات الفلسطينية،مما جعل هذه القوات تشارك في كل التدريبات باليمن وفي جميع المجالات العسكرية من طيران وبحرية وخصوصًا قوات الحرس الجمهوري وهي قوات مميزه جدًا مما أعطى ذلك نموذجًا حيًا للرجل الفلسطيني.رمزًا للانضباط والعطاء أما عن حياته بالداخل بعد عودته لأرض الوطن فقد كان من القادة المميزين قولا وعملا وكان رمزًا للانضباط العسكري والعطاء المتواصل فظهر ذلك جليًا على قواته حيث انغرست فيهم حب الولاء لله والوطن وحب الانتماء
فكان أبو حميد مثلا يقتضى به في الانضباط والعطاء والدليل على ذلك انه استشهد أمام قواته في الميدان وهذه هي صفات القائد الشجاع اللواء أحمد حسن مفرج (أبو حميد) كان إنسانًا اجتماعيًا بقدر ما كان حازمًا وشديدًا حيث كان يشارك المواطنين والجماهير في كل المناسبات والأحداث ويساهم في كل ألازمات التي تعرض لها المواطنين
ويؤكد الدكتور أسامه الفرا محافظ خان يونس أنه كان على علاقة طيبة وحميمة بالشهيد اللواء أبو حميد حيث كان يتباحث معه في كل القضايا والأمور التي تهم مدينة خان يونس مستذكرًا عبارة للشهيد القائد أبو حميد كان يرددها ‘لا يوجد لي أحدا إلا مدينة خانيونس وأهلها’،
ويضيف الفرا أن من أهم المواقف التي اذكرها عن الشهيد اللواء أبو حميد هي أثناء زيارته لمدينة خانيونس بمرافقة وفدًا يابانيًا رفيع المستوى وقد قمنا بترتيب مأدبة طعام لهذا الوفد على بحر مدينة خانيونس ودعوت يومها الشهيد أبو حميد فكان الدخول للبحر بلباس عسكري يحتاج لأمرين أحلاهما مر هما: الأول أن يكون هناك تنسيق مسبق للدخول والثاني أن يخلع اللباس العسكري فرفض الشهيد أبو حميد الأمرين.فهذا الموقف مازلت اذكره ولن أنساه.
وأشاد الفرا بجهود الشهيد أبو حميد في إنشاء مقر البلدية الجديد حيث كانت القطعة التي أنشئت عليها البلدية بحوزة الارتباط العسكري فاذكر إنني قلت يوما لأبو حميد لننشئ عليها مقر البلدية فوجدت منه كل تعاون وتفاهم ولقد رعى الاتفاق الذي حدث بيننا وبين الارتباط العسكري على هذه الأرض.
_ ومن هنا كان لأبو حميد دورًا أساسيا لإنشاء هذا المشروع فكان علينا بعد استشهاده أن نكرم ذكرى هذا القائد نظرًا لارتباطه بالمدينة، وبالتالي عقدنا جلسة في المجلس البلدي بعد استشهاده قررنا خلالها أن نسمي الميدان القريب من مقره بميدان أبو حميد تكريما له كما وقررنا تسميه مدرسه باسمه وتم تسميتها باسمه لتبقى ذكراه حيه بين الأجيال القادمة.
و التحق بأخوته الشهداء الشهيد اللواء / سعد صايل ‘أبو الوليد’ وأمير الشهداء/ أبو جهاد وأخيه ابن عبسان الكبيرة الشهيد/ أبو أنور، وبكل رفاق الدرب و السلاح الذين ودعهم معاهداً على النصر أو الشهادة وقد صدق وأوفى على تراب عبسان الكبيرة ويشهد له دمه وسلاحه الذي لم يفارق يده.