كتب هشام ساق الله – الحياة عندنا تتبدل .. كل شيء فيها له طعم خاص وأسلوب خاص لممارسة الحياة ولا غرابة في ذلك .. انت في غزة فتكون انت عكس القوانين تماما .. تتلمس العجب وترى غرائب الدنيا السبعة وعنا اصبحت اليوم ثمانية .. الكل ينهش لحم الاخر .. والكل يتفرج علي الاخر والشعب وحده يدفع ثمن هذا الاختلاف العجيب في زمن الاتفاق والاختلاف وعدم تطبيق المتفق عليه والمماطله والكذب على الشعب ..
الوحيدون الذين يمكن ان يقال عنهم انهم (غير وطنيين ) هم فقط ( ابناء شعبنا الفلسطيني ) و( الوطنيون ) هم الذين يحلبون هذا الشعب ويستغلوه ويجنوا ارباحا هائلة من ورائه ويتقاضون ارباحا وعوائد منه هم فقط الجديرون بان يكونوا وطنيين وتسجل على يافطاتهم هذه الشهادة الكبيره .
البنوك وطنيه وشركات الاتصالات والجوال والانترنت والكهرباء ايضا وطنيون ومسجله على رخصهم الممنوحة لهم من السلطة الوطنية شهادة كبيره قد ( الحمار) بأنهم وطنيون ومسجله على يافطاتهم البنك الوطني والشركة الوطنيه ومجال عملهم جميعا حلب الشعب والربح منه مقابل ما يدفعه من اموال لهم .
الحكومات والأجهزة الامنية والمجلس التشريعي والجمعيات والمؤسسات الخاصة والعامة والتنظيمات والأحزاب كلهم جميعا وطنيون الا الشعب هو المجني عليه والمذبوح من الوريد للوريد فهو الغير وطني ويتطلب محاسبته ومعاقبته وجلده وضربه بالنعال و الاحذية من الجميع ويتوجب عليه ان يستوعب الانقسام وكل شيء فهو في رباط الى يوم الدين .
محكوم عليه شعبنا ان يتعذب على حساب الخلاف الداخلي ويكتوي بنار الخلاف الداخلي بين حكومتي غزه ورام الله في الدواء والعلاج والكهرباء والخصميات وفي كل شيء فهو الماده التي يلعب الجميع عليها وهو من يتوجب ان ينتخب ويدلي بصوته وهو ايضا من يندم على تصويته الكل يضع الشعب تحت الملزمه ويجرب كل طرقه وأساليبه على هذا الشعب المسكين الغير وطني بالنهاية والذي لا يمتكلك رأي ولا أي شيء .
حتى وان كنت غنيا ولديك اموال طائلة لكنك لا تستطيع ان تتمتع فيها داخل وطنك وبين افراد اسرتك فأشياء كثيرة تتمناها لا تجدها ولا يمكن ان تشتريها فالذي يملك المليون ويملك الشيكل محشور ببقعه من الارض محاصر من قبل الكيان الصهيوني ولا يمتلك حرية السفر او الذهاب الى أي مكان الا بالتنسيق .
كل الحكومات تفرض فحولتها على هذا الشعب المسكين الذي لا يملك امره حتى يوم الانتخابات فالولاءات من تحركه ليخالف قناعاته ورغبته الكامنة في اعماقه والتي يتمناها فقط في احلامه المزعجه او السعيدة والكل وطني الا الشعب الذي يمكن ان يقال انه مشبوه .
مجبرون ان نستوعب قطع الكهرباء لمدة 12 ساعة كل يوم ومجبرون لا نستطيع ان نعارض حين تأتي ان تفصل خلال مجيئها مرتين او ثلاثة او اربعه ويمكن ان تقطع حتى انتهاء الدور علينا وتأتي قبله بعشر دقائق وتفصل .. العدالة مفقود في كل شيء فالعدالة لا تكون الا عند ربه العزه الله جلى جلاله .
انت مجبر بان تعاني وأنت بالسيارة .. ومجبر وأنت عائد من عملك كل شيء فيه معاناة .. صحيح اننا نعيش ببلد رباط ومجبرين على ان نظل نعاني حتى نهاية الدنيا ومجبرين على ان لا نفرح ونعيش مثل باق البشر .. نحن من نعيش في الشام وأكناف بيت المقدس ومجبرين على ان نعاني من الاحتلال والدول العربية وأبناء شعبنا المتخاصمين الذين لا يرحمون شعبنهم ( الغير وطني ) ويستخفون في قدرات هذا الشعب يوما من الايام حين تأتي الانتخابات فصوته يومئذ قد يكون ليس له اهميه فالأمور تتغير ومكاين الكذب والنفاق قد تغير كل ما عانى منه الانسان الفلسطيني المشبوه في لحظة من اللحظات .
نتمنى ان يعود للشعب قيمته يوما من الايام وتتبدل الصوره ويتم الكشف عن كل الوطنيين الذين يضعون يافطاتهم ويتم الاشارة لهم بأنهم محتكرين وغشاشين ولا يمتوا للوطن بصله .
قطاع غزه الذي نعيش فيه يمشي عكس الساعة لا شيء من القوانين والأنظمة والمعايير الدوليه ولا العربية تنطبق عليه فهو حاله فريدة من نوعها لا يشابهها احد بالعالم بأي ركن فيه ..